رئيس «القومي» يتلقى اتصالي تهنئة من عون وباسيل ويستقبل السفير السوري ووفداً من المؤتمر الشعبي اللبناني
تلقّى رئيس رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير السابق علي قانصو اتصال تهنئة بانتخابه وبتشكيل القيادة الحزبية الجديدة من رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون. كما تلقى اتصالاً مُماثلاً من رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل. واستقبل قانصو، بحضور رئيس المجلس الأعلى الوزير السابق محمود عبد الخالق وعميد الإعلام معن حمية سفير سورية في لبنان علي عبد الكريم علي الذي قدّم لقانصو التهنئة بانتخابه وبتشكيل مجلس العمُد الجديد، وأثنى على مواقف الحزب ودوره في مواجهة الاحتلال «الإسرائيلي» والتنظيمات الإرهابية. السفير السوري وبعد اللقاء قال علي عبد الكريم: نهنّئ أنفسنا أولاً ونعبّر للأخ والصديق والرفيق الرئيس علي قانصو ولقيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي عن وحدة الموقف ووحدة المشاعر، والاطمئنان إلى أنّ الحرب التي نقوم بها معاً ومع كلّ القوى الحليفة تقودنا إلى نصر نحن على يقين منه، ونطمئن إلى أنّ الحزب القومي، بكوادره وقياداته المتعاقبة، يؤكد الثبات على الرؤية والموقف والخط، الذي نهنّئه عليه، ونعبّر عن سعادتنا بالاستمرار بهذا الخط للوصول إلى الأهداف الأساسية التي نشترك فيها في مقاومة الإرهاب والمحتلّ «الإسرائيلي» الذي يشكل الوجه الأساسي والآخر للإرهاب، وانطلاقاً من ثقتنا بشعبنا وقيادتنا وبكفاءة جيشنا وحلفائنا، نحن على يقين بأنّ سورية على موعد قريب مع النصر وتحقيق كلّ الأهداف التي نسعى إليها. وأكد أنّ سورية التي تواجه هذا الإرهاب وداعميه ومموّليه والمستثمرين فيه منذ أكثر من خمس سنوات، لم تتفاجأ بكلّ الخطوات وكلّ الاتفاقات التي كشفت عن وجهها، أو تلك التي بقيت مستترة وراء أقنعة مختلفة، وقد شخّصت سورية هذه المؤامرة وهذه الحرب عليها وسمّت الضالعين بالوقوف وراءهما، وفي مقدّمتهم تركيا والسعودية بتوجيه من الإدارة الأميركية، مشيراً إلى أنّ هناك دولاً كثيرة سمّت نفسها صديقة للشعب السوري، لكن حقيقتها تتكشف الآن، ونحن نرى أنّ ما أقدمت عليه تركيا مؤخراً هو نوع من التخبُّط والنزول عن الشجرة، سواء في محاولة الاستقواء أو الالتفاف على ما كانت تطرحه من قبل، وقد قرأت سورية هذا الموضوع بشكل عميق منذ البداية وتحسّبت للنتائج. فهذا الانتهاك مردود على تركيا، والجيش السوري وحلفاؤه والحاضنة الشعبية السورية التي تنتصر في حلب واللاذقية وفي كلّ مكان، ستنتصر وتؤكد وحدة التراب السوري، وبالتالي نحن نعتبر هذه التحركات بمثابة مقدمات ستصل إلى نتيجة واحدة وهي الانتصار على الإرهاب وخروج سورية من أزمتها بالرغم من الجراح الكبيرة التي أصابت بنيتها وجيشها وشعبها. وختم علي عبد الكريم: عندما تخرج سورية من هذه المحنة بانتصار حقيقي ستكون أكثر مناعة، وأكثر قدرة على تحقيق الهدف الأكبر، ألا وهو الانتصار على كلّ أنواع الاحتلال، وكلّ أنواع الاغتصاب لحقوقها وحقوق شعبها وحقوق الأمة، والغد، بإذن الله، يحمل بشائر كثيرة. رئيس الحزب وقال رئيس الحزب علي قانصو، بدوره: إنّ زيارة سعادة السفير السوري إلى مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي هي زيارة رفقاء وأصدقاء وأحبة، ولحزبنا نظرة مختلفة عن نظرة الكثيرين إلى سورية، فهي في عقيدتنا وأدبياتنا مركز الإشعاع في هذه الأمة، وهي تتّكئ على مخزون حضاري كبير، وهي قاعدة المقاومة في أمتنا، ولا ننسى أنّ الشام هي الدولة الوحيدة التي دعمت كلّ مقاومة في وجه «إسرائيل»، خصوصاً في فلسطين ولبنان، وقد مكّنت هذه المقاومة من تحقيق انتصارين تاريخيّين على العدو «الإسرائيلي» عامي 2000 و2006، كما كانت تقف إلى جانب كلّ دولة في هذه الأمّة حين تمرّ بصعوبات وأزمات ومحن. أضاف قانصو: لا ننسى وقفة سورية مع لبنان في كلّ محنه وظروفه القاسية ليس على المستوى السياسي فقط، بل على المستوى الاقتصادي والعسكري، وقد قامت بهذا الدور القومي انطلاقاً من النهج الواضح لقيادتها، مع الرئيس الراحل حافظ الأسد ثم مع الرئيس الدكتور بشار الأسد. وتابع: إنّ الهدف الأول والأساسي من هذه الحرب الكونية التي تشنّ على سورية هو نهجها القومي ودورها الطليعي وموقعها المحوري، لذلك نرى كيف أنّ القوى المعادية تدعم الإرهاب لتقسيم سورية واستهداف جيشها، ولزحزحتها عن دورها وموقعها، لكنّ الإنجازات التي يحقّقها الجيش السوري، مدعوماً بحلفائه، أفشلت كلّ أهداف الحرب، وبفضل شجاعة القيادة السورية، وعلى رأسها الرئيس الأسد، وبفضل بسالة الجيش السوري، ووعي شعبنا لأهداف المؤامرة ومخططاتها، نحن على ثقة بأنّ سورية ستخرج من هذه المحنة منتصرة على كلّ قوى الإرهاب التي استُقدمت من كلّ أصقاع العالم، وستكون أقوى في دورها، وأكثر ثباتاً على نهجها وخياراتها السياسية، ونحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي نعتزّ بأننا نقف في هذه المواجهة، جنباً إلى جنب مع الجيش السوري، ونقدم الشهداء في هذه المعركة التي نعتبرها معركة مصيرية، وعلى نتائجها يتقرّر مستقبل الأمّة بأسرها، لذلك نحن مستمرّون في هذا الدور، جنباً إلى جنب مع القيادة السورية، ومع الجيش السوري. وردّاً على سؤال قال قانصو: لا أرى أنّ لدى لبنان سياسة نأي بالنفس، وهذا كلام شكل غطاء لتنصُّل الحكومة اللبنانية من أيّ تنسيق مع سورية، فلبنان مستهدف بالإرهاب نفسه الذي يستهدف سورية، والمعارك دائرة على طرفي الحدود، مع وجود مليون ونصف المليون نازح سوري، ورغم حساسية كلّ هذه الملفات لم تكلّف الحكومة اللبنانية نفسها عناء التواصل مع الحكومة السورية لبحثها أو التنسيق بشأنها، لذلك نحن ندعو من جديد، هذه الحكومة إلى أن تخرج من سياسات المراوحة، وسياسات الارتهان لبعض الدول الإقليمية المنخرطة في الحرب على سورية، إلى سياسة واضحة والتنسيق مع سورية، وتنفيذ الاتفاقات المعقودة، وما أكثرها من معاهدة التنسيق الأمني مروراً بكلّ الاتفاقات الاقتصادية والتربوية، وندعو هذه الحكومة إلى إحلال التنسيق مع سورية محلّ هذا الجفاء، ومحلّ سياسة إدارة الظهر لما يجري فيها، لأنّ ما يجري في سورية يعني لبنان في الصميم، فسلامة سورية هي سلامة لبنان، وانتصارها انتصاره، والإرهاب الذي يضرب في الشام يضرب في لبنان، لذلك ليس هناك أيّ مبرّر لاستمرار هذه السياسة المُعتمدة من الحكومة اللبنانية. وفد المؤتمر الشعبي وكان قانصو بحث الأوضاع العامة والتطورات السياسية في لبنان والمنطقة مع رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا، بحضور أعضاء قيادة المؤتمر الشعبي طارق آل ناصر الدين، كمال حديد، د. محمد حمدان وعماد جبري. وحضر اللقاء، إلى جانب قانصو، عميد الإعلام معن حمية، عميد العمل والشؤون الاجتماعية بطرس سعادة، العميد وائل الحسنية، وعضو المجلس الأعلى قاسم صالح. وقال شاتيلا: تقدّمنا بالتهنئة للرئيس الأستاذ علي قانصو والقيادة على الثقة التي نالوها وتبادلنا وجهات النظر حول المخاطر التي يواجهها لبنان وأهمية فكرة الدعوة إلى مؤتمر وطني شامل لطرح قانون انتخابات نيابية قائم على النسبية ولبنان دائرة انتخابية واحدة للوصول إلى تمثيل شعبي حقيقي يعبّر عن إرادة الناس. وإذ لفت شاتيلا إلى أنّ وجهات النظر كانت واحدة في ما يتعلق بتطبيق دستور الطائف، نصّاً وروحاً، لإلغاء الطائفية بالتدريج، أكد أنّ طاولة الحوار الوطني معنية بوضع خطة تطبيقية للدستور كما هي معنية بإثارة موضوع استمرار احتلال الصهاينة لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا، حيث أنّ الحكومات المتعاقبة بعد انتصار تموز في العام 2006 لم تقم بأيّ عمل ميداني أو سياسي على مستوى الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات لممارسة ضغط فعّال على المحتلِّين الصهاينة الذين يواصلون اختراق سيادة لبنان، براً وبحراً وجواً، وكان آخرها شقّ طريق عسكري قرب بوابة مزارع شبعا المحتلة. أضاف شاتيلا: كانت وجهات النظر واحدة في ما يتعلق بتعزيز الوحدة الوطنية الشعبية اللبنانية لتوفير المناعة اللازمة في مواجهة الصهاينة وقوى التطرف المسلح التي تشكل خطراً كبيراً على كلّ اللبنانيين من دون تمييز، وتقوية عناصر القوة الدفاعية اللبنانية القائمة على تكامل الجيش والشعب والمقاومة تلك العناصر التي ألحقت الهزيمة بالعدو في العام 2000 والعام 2006. وختم شاتيلا: هناك روابط نضالية تجمع بين المؤتمر الشعبي اللبناني والحزب السوري القومي الاجتماعي، ونحن جميعاً حريصون على استمرار التواصل والتعاون للحفاظ على وحدة لبنان وعروبته واستقلاله. ورحب قانصو، من جهته، بشاتيلا والوفد وأكد التمسُّك بخيار المقاومة بمواجهة العدو «الإسرائيلي» وحلفائه وأدواته على اختلاف تسمياتهم، لأننا نعتبر الإرهاب آفة واحدة بعدة أوجه، وأنّ خطر الإرهاب والتطرف والعنصرية يشكل تهديداً مصيرياً ووجودياً لشعبنا وأمتنا. وأشار قانصو إلى أنّ الإرهاب الذي يهدّد لبنان ونواجهه على أرض الشام وفي العراق، هو صناعة العدو «الإسرائيلي» الذي مارس الإرهاب الوحشي منذ احتلاله فلسطين من خلال مجازر القتل والتهجير والتشريد بحقّ أبناء شعبنا هناك، ناهيك عن المجازر العديدة التي ارتكبها في لبنان منها مجزرة قانا التي استهدفت الأطفال. ولفت قانصو إلى أهمية دور القوى الملتزمة بخيارات لبنان وثوابته، ومواقفها الحريصة على تحصين البلد وحماية استقراره وسلمه الأهلي، ونضالها الدؤوب في مواجهة العدو الصهيوني والتصدّي للمجموعات الإرهابية المتطرفة. وأكد قانصو التمسُّك بعناصر قوة لبنان، وأهمية تحصين استقراره وبناء دولة مدنية قوية وعادلة. ودعا القوى السياسية اللبنانية إلى الدفع باتجاه إنجاز الاستحقاقات الدستورية، وانتخاب رئيس للجمهورية، وسنّ قانون انتخابات نيابية على أساس لبنان دائرة واحدة واعتماد النسبية والانتخاب من خارج القيد الطائفي. وختم مشدّداً على أولوية محاربة الإرهاب وإفشال مخطّطات رعاته التي تستهدف ضرب قوى المقاومة، ونشر الفوضى وتقسيم بلادنا وتفتيتها.