غارسيس: لنعمل معاً من أجل دمجهم وتأمين مشاركتهم الكاملة في الحياة العامة في لبنان

زار «المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الإعاقة لينين فولتير مورينو غارسيس محافظة البقاع أمس، حيث جال في تعنايل على مركز وزارة الشؤون الاجتماعية للأشخاص ذوي الإعاقة، والتقى في زحلة مسؤولين أممين ولبنانيين وسوريين لاجئين من ذوي الإعاقة. كما اجتمع إلى مسؤولين محليين وزار مقرّ اتحاد المقعدين اللبنانيين في بعلبك الذي يُعنى بحاجات اللبنانيين والأجانب من ذوي الإعاقات.

وبحسب بيان لمركز الأمم المتحدة للإعلام، عقد غارسيس مؤتمراً صحافياً داخل قلعة بعلبك، دعا فيه «جميع الشركاء اللبنانيين إلى العمل معاً من أجل إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة، وتلبية حاجاتهم، وتأمين مشاركتهم الكاملة في الحياة العامة في لبنان».

وشدّد على «أهمية أن يصدق لبنان على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والتي كان قد وقع عليها سابقاً»، معرباً عن «استعداد الأمم المتحدة تقديم الدعم لتطبيق القوانين والآليات المتعلقة في هذا الشأن».

وأشار إلى أنّ «من الضروري تغطية الخدمات وحماية الحقوق المقدّمة جميع مَن هم بحاجة إليها، بغضّ النظر عن جنسيتهم أو دينهم أو وضعهم القانوني». وقال: «إنها مسألة إنسانية، ولكن الأهم من ذلك، هي مسألة تتعلّق بحقوق الإنسان».

وذكر البيان أنّ المبعوث الأممي سيحضر اليوم حفل توقيع مذكرة تفاهم بين اتحاد المقعدين اللبنانيين وملتقى التأثير المدني الذي يُعقد برعايته في فندق كراون بلازا ـ الحمرا.

وزار غارسيس والوفد المرافق، مركز اتحاد المقعدين اللبنانيين في بعلبك، حيث كان في استقباله رئيس بلدية بعلبك العميد حسين اللقيس ورئيس اتحاد بلديات بعلبك نصري عثمان والقيّمين على المركز، واطلع على الاحتياجات اللازمة وكيفية تأمينها.

مؤتمر صحافي

ثم انتقل إلى قلعة بعلبك الأثرية، حيث عقد مؤتمراً صحافياً قال فيه: «من خلال زيارتي إلى أحد المخيمات العشوائية للنازحين السوريين في البقاع تسنت لي الفرصة لكي أطّلع شخصياً على التحديات العديدة التي تواجه أولئك النازحين، لا سيما الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة الذين هم الأكثر ضعفاً».

وأشار إلى «لقاءات عديدة حصلت مع مسؤولين شددت على أهمية العمل معاً من أجل ضمان وتلبية حاجات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة من أجل ضمان حقوقهم وحمايتهم، علماً أنّ هناك اتفاقيات أممية حول هؤلاء الأشخاص لكن لم تتم المصادقة عليها لغاية الآن والسبب يعود إلى أنّ تطبيقها ما زال بطيئاً جداً».

وأكد غارسيس أنّ «الأمم المتحدة جاهزة من أجل دعم كلّ الجهود التي تصب في مصلحة ذوي الاحتياجات الخاصة»، وقال: «في هذا الخصوص أثار انطباعي كثيراً العمل الذي تقوم به المنظمات غير الحكومية اللبنانية».

وأوضح أنه «بصدد عقد لقاءات مع القطاع الخاص للاستماع إليهم ولمعرفة المزيد حول التحالفات التي يعقدها هذا القطاع دعماً للأشخاص ذوي الاحتياحات الخاصة، وقد أخذت إحدى منظمات هذا القطاع وهي «ملتقى التأثير المدني» المبادرة في تقديمها عدداً من الكراسي المتحركة والتجهيزات الخاصة بالأطفال في منطقة بعلبك، ولا بدّ لي من شكر هذه المنظمة ولفتتها الكريمة. وهنا أدعو المنظمات والمؤسسات الأخرى لكي يكون هناك المزيد من التضامن مع هؤلاء الأشخاص».

وختم: «لا يمكنني أبداً تجاهل روعة مدينة بعلبك القديمة، وقد لاحظت خلال جولتي في هذا المكان الرائع توفير إمكانية وصول الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة إلى أماكن عديدة في أرجاء المعلم الأثري».

اللقيس

وشكر رئيس بلدية بعلبك العميد اللقيس غارسيس والوفد المرافق «على زيارته مدينة بعلبك لتعزيز سبل التعاون خدمة لأبناء المنطقة ولا سيما الاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة».

سيلفانا اللقيس

وأكدت رئيس اتحاد المقعدين اللبنانيين سيلفانا اللقيس، بدورها، أنّ «الشراكة الحقيقية القائمة على احترام التنوع أثبتت إمكانية احترام حقوق الإنسان المعوق، لا سيما حق الوصول إلى الأماكن التي يصل إليها الشخص غير المعوق».

وتابعت: «من البقاع الذي احتضن نضالات الناشطين المعوقين منذ سبعينيات القرن الماضي وصولاً إلى القرار 220/2000 منذ مطلع الألفية الجديدة وصولاً إلى التخفيف من آلام الأزمة السورية على شقيقاتنا وأشقائنا من اللاجئين المعوقين. نحن اليوم نؤكد الثوابت التي تجعلنا أكثر قرباً من الحقوق التي نترقّب ترجمتها إلى واقع يعمل في استثمار طاقات الأشخاص المعوقين اقتصادياً واجتماعياً».

وطالبت الوكالات الدولية العاملة في لبنان بـ «تعزيز برامجها ونشاطاتها بالمعايير الدامجة التي تحترم التنوع في كلّ خطوة». وقالت: «هي مدعوّة قبل غيرها إلى إدخال المعايير الدامجة في صلب عملها اليومي الإغاثي التنموي».

وفي ختام الزيارة أقامت بلدية بعلبك حفل غداء على شرف الوفد الزائر في مطعم النورس.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى