من حكايات سوريانا
قالت لي: لبست الجلنار، فرأيت النار تفترس النار. فماذا أنا أعمل؟
قلت: ماعليك إلا أن تتوشّحي بصوت فيروز فيبتسم التراب لك ألف نيروز ونيروز. وهناك كان فتى صغير يرقبنا عن كثب قال: لا، لا، لا هذي ولا تلك، ما عليها إلا أن تسير ورائي، فأسلّمها إلى ملك الجان في قرية العجائب، وهناك ستتحوّل إلى فتاة من نار تحمل قلباً ينبض في يده شيطان صغير، يرسم لها طريقها إلى الجلنار والنهار! الله.. الله أيها الفتى. أيها الفتى، إذاً أنت تعرف كلّ شيء! تعرف كلّ شيء! أخبرنا أين قريتك هذه؟ ثم مَن أنت في هذه القريه؟ أقسمت عليك مَن أنت؟
آه، آه، وطار، وطار هذا الفتى الصغير يحمل قوسه بيد وجعبة نبال بيد. يتنكب الجعبة، يمتطي فرساً سمراء عشتارية، يضع نبلة في القوس، يشدّ يمدّ… وإذا بالنبل يغرز قلب لابسة الجلنار! تأبطها وذهب بها إلى «لا أعلم»… ولكنها تعود وقد لبست الريحان والغار وحولها حدائق آذار.
تبتسم لي، تقول: أعرفت من الفتى الصغير؟ إنه «كيوبيد»، إنه ملاك الحبّ والقلب. يبشّر بي.
قلتُ مَن؟ من أنتِ؟! قالت: أنا «أغنية» حديث ذلك الوجود، أنا «سوريانا» حبيبة الخلود والجنود.
سحر أحمد علي الحارة