«كيف أسقط المصريون الإخوان» مؤلّفاً توثيقيّاً لمصطفى شحاته
صدر لدى «دار المصري» كتاب «27 يوماً… كيف أسقط المصريون الإخوان؟» للصحافيّ مصطفى شحاتة. وفي الكتاب الذي يبدأ بما حصل في 30 يونيو وينتهي في 26 يوليو 2014، لا يمكن في أي حال القول إن ثمة يوماً أكثر أهمية من اليوم الآخر، فكل ساعة كانت تمر خلال تلك الفترة كانت الحوادث تزداد سخونة. «الإخوان» غير المستوعبين ما جرى مُصرُّون على إنكار التغيير ويشعلون مزيداً من الحرائق والأكاذيب في سبيل العودة إلى صدارة المشهد مجدداً، ولو بالدم، سواء دم الشعب المصري أو حتى دم عناصر الجماعة، والشعب الذي كان مصراً على نحو غير عادي على إزاحة الجماعة، بدا ضيِّق الصدر في ما يتعلق بمهلة القوات المسلحة للنظام «الإخواني» بالاستجابة لمطالب الشعب ومؤسساته أو التدخل. كانت مهلة الأيام الثلاثة تبدو طويلة جداً، وكان المصريون يطالبون الجيش بالتدخل السريع، مروراً بما كانت تفعله الجماعة من أمور تدل على دناءة كاملة، على نحو ما حصل مثلاً في الإصرار على تصدير «الأخوات» في التظاهرات. ويكشف الكتاب الذي يمثل شهادة روائية مكتوبة بلغة بسيطة وسهلة أدق تفاصيل ما كان يحصل، لحظة بلحظة، حتى اليوم الأخير 26 يوليو الذي سبقته بساعات حوادث ضخمة تعبّر عن الشقاق الواسع بين الشعب من ناحية والجماعة الإرهابية من ناحية أخرى، ففي حين كان المصريون يحتفلون بذكرى عزيزة عليهم هي ذكرى ثورة 23 يوليو، كان محمد بديع يدخل اعتصام رابعة في سيارة إسعاف، محرضاً على قتل المصريين، وهكذا حينما طلب عبدالفتاح السيسي يوم 24 يوليو من المصريين النزول لتأييده في الحرب على الإرهاب نزلوا مرة أخرى بأعداد ضخمة.
قدم للكتاب الصحافي إبراهيم عيسى ومما قال: «مهمتنا ألاّ نفلت التاريخ من أيدينا فنضيع حين نضيِّعه، وقد استُغرق الناس في تاريخ الحكم والحكام وغفلوا عن أنه لا حكم بلا محكومين، وأن مصر منذ صباح 25 يناير تَحوَّل فيها الرقم المُهمَل إلى الرقم الصعب، وتَحوَّل فيها المصريون من جمهور إلى مواطنين، ومن سلبيين إلى فاعلين، ومن مفعول به إلى مفعول لأجله، ومن الفرجة إلى المشاركة، ومن الصمت إلى الصراخ، ومن التصفيق إلى القرار. مهمة هذه اليوميات هي إنقاذ الذاكرة الذاكرة في مصر تخون أبناءها، والمصريون لم يتوقفوا يومًا عن خيانة ذاكرتهم. حين لا تتذكر تنسى. وحين تنسى تجهل، فيتبدد كل شيء. مَهمَّة هذه اليوميات هي تقديم الصورة الكاملة. إحدى مشاكل هذه الحوادث أنك بطل فيها. أحد صُنَّاعها. يوم غَضِبتَ ويوم نَزَلتَ، ويوم ثُرْتَ، ويوم وَقَفتَ في الميدان، ويوم أَحَطْتَ بالاتحادية، ويوم رَفَعتَ لافتةً… وفي كل هذا كنتَ جزءًا من كُلٍّ، وكنتَ زاويةً من صورة، وكنت خطًّا من لوحة. مَهَمَّة هذا الكتاب أن يقدِّم بقية الكل والزوايا والخيوط…
أهَمُّ ما في هذه اليوميات أن الذي رصدها لكم مصطفى شحاتة، فهو صحافيّ لا يزعم وجوده في قصر، ولا في دهاليز حكومة، ولا أروقة حُكْم، ومن هنا كان أكثر فضولاً لأن يعرف، وإلحاحًا على أن يصل، وإصرارًا على أن يسأل، فجاءت اليوميات تسأل بقدر ما تُجِيب، وتستفهم بقدر ما تُرضِي، وتُدهِش بقدر ما تلبِّي حاجتك إلى المعرفة. باختصار، هذه يومياتُك أنت، تَلَصَّص عليها صحافيّ شاطر».