قبلان: لتطبيق اتفاق الطائف بالكامل إبراهيم: لبنان الرسالة هو جوهر الوجود الوطني
نظمت حركة أمل إقليم بيروت المنطقة الرابعة ندوة بعنوان «التعايش الإسلامي ـ المسيحي ثروة يجب التمسك بها»، لمناسبة الذكرى الثامنة والثلاثين لتغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدرالدين، في كنيسة مار يوسف ـ حارة حريك، حاضر فيها الخوري عصام ابراهيم وعضو المكتب السياسي في حركة أمل حسن قبلان.
حضر الندوة رئيس بلدية حارة حريك زياد وأكد وأعضاء من البلدية، المسؤول التنظيمي لإقليم بيروت علي بردى وأعضاء من قيادة الإقليم والمناطق، وفاعليات سياسية واجتماعية ونقابية وإعلامية.
قدم الندوة الزميل خليل حمود، ثم تحدث الخوري ابراهيم فقال: «يكفي أن نعود إلى الإطلالة الأولى للامام السيد موسى الصدر على حياة اللبنانيين ونضالهم، لتدق من جديد ساعة الحقيقة، وتنكشف الغايات الوطنية الكبرى إدراكاً وتحقيقاً».
أضاف: «رأيته واستمعت إليه مطولاً عندما كنت طالباً في الجامعة اليسوعية في السبعينات وقد أطل محاضراً بوجهه المضيء وعقله النير وقلبه المنفتح على محبة جميع اللبنانيين بفئاتهم وطوائفهم، فصفقنا له كثيراً وسلمنا عليه ورحنا نتتبع أخباره ومداخلاته وتصاريحه معجبين ومؤيدين. لن ننسى دخوله المساجد والكنائس على السواء معلنا قيمة لبنان الحضارية وقدر العيش المشترك فيه على أنه قدر محبب ورسالة سمحاء للدنيا بأسرها».
وتابع: «لن ننسى مجاهرته لإيمانه المسلم في الكنائس مثلما جاهر به في المساجد، وقد فتحت له مجامع القلوب، لأنه تخطى التمييز أمامها بين المؤمن والمؤمن، وجعل من الاثنين واحداً في الإنسانية، حتى ولو كانت الفروقات قائمة، وفي بعض عناصرها جوهرية بين دين ودين».
وأشار إلى «أنّ الإمام الصدر تجرأ بقوله إنّ المؤمن المسيحي هو أخ للمؤمن المسلم، ولم يحصر الأخوة ضمن حدود الدين الواحد، ولا القومية الواحدة ولا الانتماء الواحد أياً كان نوعه. ولم يرق هذا المنحى الفكري العملي لمن دخلت التفرقة قلوبهم وعقولهم. بينما الله واحد أحد، والأديان طرق إليه، وهو سبحانه يهدي من يشاء وإليه مآل الكل في اليوم الأخير. لذلك فإنّ قتل إنسان لإنسان باسم الله يصبح قمة الكفر وعين التنكر للذي يرحم الناس جميعاً، ويحبهم محبة الأب لأبنائه والخالق لخليقته».
وسأل: «هل لهذه الأسباب غيب الإمام الصدر؟ من يستطيع تغييب الحقيقة؟ فالحقيقة هي من الله، ومن يستطيع تغييب المحبة فالمحبة هي الله وهي أقوى من الموت. فلا خوف عليهما، فالسيد المسيح يدعونا في الإنجيل المقدس إلى عدم الخوف ممن يسيء إلى الجسد ولا يستطيع أن يسيء إلى النفس، بل الخوف ممن يستطيع أن يهلك النفس والجسد في جهنم».
وقال: «لقد جسد الإمام قيم تلاقي المسيحية والإسلام في لبنان بأبهى صورها. ونحن مدعوون إلى مواجهة التائهين عن الحق في العالم، والمروجين لتخاصم دياناتنا من غير أسباب وملصقي الإرهاب بأمة أو بدين زورا وتضليلا، وإلى إعلاء شأن أولئك الذين، على غرار الإمام الصدر، يحملون في الأرض قوة إنقاذها من همجيتها، ودخولها آمنة إلى حرم الأخوة الشاملة».
وختم: «كوننا نحيا في لبنان نعمة التلاقي بين المسيحية والإسلام في جو من الحرية، علينا دعم التفاهم العميق والمحبة المتبادلة، مترفعين فوق الآفاق الضيقة والمحليات الصغيرة كي نظهر للعالم أن لبنان الرسالة هو جوهر الوجود الوطني واستمراره ويستحق منا كل الجهد والعناء والقوة للحفاظ على صيغته وهويته الفريدة».
أما قبلان فقال: «عندما نتكلم عن التعايش الإسلامي ـ المسيحي في فكر الإمام الصدر، فلانه يقوم على التوازن في احترام الآخر بمعتقداته وقبوله كما هو. نحن في حركة أمل لا نؤمن بأن يكون المسيحي في ذمة المسلم ولا المسلم في ذمة المسيحي، نؤمن أنّ المسلم لبناني والمسيحي لبناني في ذمة الدولة اللبنانية الواحدة الموحدة في مؤسساتها وفي مقدمتها الجيش والمؤسسات الدستورية والقضائية. هذا التعايش بمنطق التوازن في الدولة المدنية الراعية لجميع ابنائها على مختلف مواقعها ومناطقها الجغرافية. اننا في حركة «أمل» نؤمن بالتنوع وبتعدد الطوائف»، مؤكدا ان «قوة المسيحي هي بلبنان الواحد الموحد، بمؤسساته وجيشه».
وأعلن أنّ «حركة أمل مع تطبيق اتفاق الطائف بالكامل»، مشيراً إلى «المبادرات الحوارية التي أطلقها الرئيس نبيه بري بهدف توحيد الكلمة حول القضايا الهامة والعمل ضد الفتنة والوقوف سداً منيعاً في وجه المشروع التكفيري من أجل إنجاز الاستحقاقات الدستورية أولها وأهمها وعلى رأسها انتخاب رئيسا للجمهورية، لأنه رأس الدولة والمؤسسات وكل التعطيل الذي نعاني منه اليوم سببه تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية».
وقال: «على النواب أن يكونوا مؤتمنين على الثقة التي منحهم إياها الشعب، وذلك بالنزول الى مجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهورية والعمل على تفعيل دور مجلس الوزراء من اجل معالجة المشاكل الملحة ووضع قانون انتخابي عادل يحقق التمثيل الصحيح لجميع اللبنانيين تمهيدا لبناء دولة عصرية».