ألمانيا تتوقع وصول 300 ألف لاجئ في 2016
كشفت السلطات الألمانية عن احتمال قدوم ما لا يزيد عن 300 ألف لاجئ إلى أراضيها، حتى نهاية العام الحالي، حسبما نقلت صحيفة «بيلد» عن مدير هيئة شؤون الهجرة واللاجئين فرانك يورغن فايس، الذي قال: «نحن نحضّر أنفسنا لاستقبال ما بين 250 إلى 300 ألف لاجئ هذا العام. وانطلاقاَ من ذلك، نقوم بجرد إمكانياتنا في هذا الشأن».
ونوه المسؤول الألماني، بأنه إذا زاد عدد اللاجئين عن الرقم المترقب، فقد يؤدي ذلك إلى تعرّض هيئة شؤون الهجرة واللاجئين إلى ظروف حرجة. مضيفاً، أن بلاده استقبلت عدداَ من اللاجئين أقل مما كان متوقعاَ، حيث تم تسجيل بعض الوافدين مرتين، والبعض الآخرغادر البلاد وتوجه إلى بلدن أخرى. وتابع: «سنقدم قريباَ رقماَ دقيقاَ. ومما لا شك فيه أنه وصل إلى ألمانيا في العام الماضي أقل من مليون شخص».
وكانت وزارة الداخلية الألمانية، أفادت بدورها، في وقت سابق، عن وصول أكثر من مليون لاجئ إلى ألمانيا في عام 2015.
وفي السياق، شدّد وزير مالية إقليم بافاريا، الألماني ماركوس زيدير، على ضرورة إعادة مئات الآلاف من اللاجئين المقيمين في ألمانيا، إلى أوطانهم خلال السنوات الـثلاث المقبلة.
وأكد الوزير، أن بلاده لن تستطيع، حتى لو رغبت في ذلك، إدماج في المجتمع الألماني هذه الأعداد الهائلة للاجئين، المنتمين إلى ثقافات أخرى. مشيراً إلى وجود مناطق آمنة اليوم حتى في الدول غير المستقرة كسوريا وأفغانستان. وقال: «الحرب الأهلية في سورية ستنتهي في يوم ما، ويقضي قانون اللجوء في ألمانيا بعودة المهاجرين إلى أوطانهم عند تلاشي الخطر الذي كان يهددهم هناك».
في غضون ذلك، شهدت العاصمة الألمانية، تظاهرة جديدة لمتطرفين يمينيين، رافضين «الإسلام واللاجئين» في البلاد، حيث اعتلى عدد من المتظاهرين بوابة «براندبنيرغ» التاريخية، وسط ترديد هتافات معادية للأجانب بشكل عام، لا سيما المسلمين واللاجئين منهم. كما علقوا لافتة تطالب حكومة المستشارة، أنجيلا ميركل، بتأمين الحدود، في احتجاج على استقبال بلادهم أعداداَ كبيرة من اللاجئين.
وقالت المتحدثة باسم شرطة العاصمة، باتريسيا برامر، لوسائل إعلام محلية، أن الشرطة اعتقلت خمسة عشر شخصاَ على خلفية التظاهرة، لتعديهم على الممتلكات العامة وخرق قوانين التظاهر.
جاء ذلك، في وقت نفت فيه مصادر في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي تقوده المستشارة الألمانية، صحة تقرير إعلامي يقول أن ميركل ستؤجل، إلى ربيع 2017 ، الإعلان عن نية الترشح لولاية رابعة.
وقال مصدران في حزب ميركل لوكالة «رويترز»، إنه ليس صحيحا أن المستشارة الألمانية كانت تريد الإعلان في ربيع العام 2016 أنها ستترشح مرة أخرى.
وقال أرمين لاشيت، نائب رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، إنه لم يتحدد بعد أي موعد لأي إعلان. وأضاف: «كيف يمكن أن نؤجل قراراَ لم يتخذ بعد؟».
وألمح لاشيت إلى توقعه أن ترشح ميركل نفسها، فقال: «كثير من الناس في أرجاء ألمانيا يأملون في بقاء ميركل في منصب المستشارة. الأمر يعود لها فيما يتعلق بمتى ستتحدث عن انتخابات 2017».
وفي وقت سابق، نقلت مجلة «دير شبيغل»، عن مصادر في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، قولها أن ميركل كانت تعتزم الإعلان عمّا إذا كانت ستترشح لخوض الانتخابات في ربيع العام الحالي، لكنها وجدت ضرورة تأجيل ذلك إلى الربيع المقبل، لأن هورست زيهوفر، زعيم حزب الإتحاد الإجتماعي المسيحي في بافاريا، الشريك الأصغر في الحكومة، لا يرغب في اتخاذ قرار، حتى ذلك الحين، بشأن ما إذا كان سيدعم حزب ميركل مرة أخرى.
وذكرت المجلة، بهذا الخصوص، أن المستشارة وجدت نفسها في وضع حرج، فهي تريد أن يعيد مؤتمر حزبها، المرتقب في كانون الأول المقبل، إعادة انتخابها رئيسة له، لكنها لن تنجح في إقناع الحزبيين إلا إذا ثبتت نيتها الترشح للولاية الرابعة في العام 2017. كما أشارت «دير شبيغل» إلى تخوف السياسيين المقربين من ميركل، من أنّ «ترشحها، في غياب تأييد من قبل زيهوفر، سيجلب لها أضرارا سياسية».
ويتخذ حزب الإتحاد الإجتماعي المسيحي موقفا أكثر صرامة في قضية المهاجرين، من حزب ميركل. وكثيراَ ما اختلف الحزبان حول طريقة التعامل مع تدفق المهاجرين من الشرق الأوسط وإفريقيا ومناطق أخرى.
وفي شأن متصل، أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه، أمس، تراجع شعبية أنجيلا ميركل، وقد عارض خمسون في المئة، ممن أجري عليهم الإستطلاع، توليها السلطة لولاية رابعة، خلال الإنتخابات الاتحادية المقرر إجراؤها العام المقبل.
وشارك في الاستطلاع، الذي أجرته مؤسسة «إمنيد»، لصالح صحيفة «بيلد أم زونتاغ» خمسمئة وشخص واحد، عارض نصفهم بقاء ميركل في السلطة بعد انتخابات 2017. وتراجعت نسبة تأييد ميركل عن آخر استطلاع قامت به الصحيفة من 45 في المئة يؤيدون بقاءها في السلطة، إلى 42 في المئة فقط هذا العام.