موسكو تسلّم كييف 63 عسكرياً أوكرانياً
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه اتفق مع الرئيس الأوكراني بيوتر بوريشينكو على حل الأزمة الأوكرانية بالطرق السلمية، مضيفاً في حوار تلفزيوني بث أمس أن الحل سيأتي عبر المفاوضات، وأن أخطاء الاستيلاء على السلطة بالقوة لن تتكرر.
وقال الرئيس الروسي: «أعتقد أن هذا درساً جيداً لنا جميعاً من أجل أن ننهي هذه المأساة بأسرع وقت ممكن، وبالطرق السلمية والحوار، وفي المناسبة اتفقت على هذا الأمر مع الرئيس بيوتر بوروشينكو، كما اتفقنا على ألا يكرر أحد أبداً تلك الأخطاء التي ارتكبت في أوكرانيا خلال عملية الاستيلاء على السلطة، كونها كانت السبب الأول في ما يحدث حالياً».
ودعا بوتين إلى وقف عاجل لإطلاق النار وإعادة تأهيل البنية التحتية. وحث سلطات كييف على البدء بحوار موضوعي وعميق مع جنوب شرقي البلاد.
من ناحية أخرى، أكد بوروشينكو أن تحقيق السلام عبر الحوار يحظى بأولوية لدى أوكرانيا في الوقت الحالي، مشيراً خلال لقائه رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو في بروكسيل إلى أن «السلام الذي يجب تحقيقه عن طريق الحوار فقط، يجب أن يحظى بالأولوية بالنسبة لنا في الوقت الحالي».
وأضاف الرئيس الأوكراني أنه: «من المنتظر أن يتم تحقيق تقدم حقيقي في الأسبوع المقبل»، وذلك في إشارة إلى مجموعة الاتصال الخاصة بتسوية الأزمة الأوكرانية، التي ستستأنف لقاءاتها في مينسك في الأول من أيلول. وتابع قائلاً: «ننتظر أن يتجلى في الأسبوع المقبل تقدم حقيقي في مفاوضات السلام، إذ إننا على وشك الوصول إلى نقطة اللاعودة. على كل طرف النزاع إدراك مسؤوليته. دعونا لا نشعل شرارة حرب جديدة في أوروبا».
واعتبر بوروشينكو أن خطة السلام التي اقترحها سابقاً، والتي تغيرت بعض الشيء بعد النقاشات مع شركائنا ومع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ستكون أساساً لوقف الحرب في أوكرانيا في منتصف أيلول المقبل».
وعارض بوروشينكو المساعدة العسكرية الغربية المباشرة لأوكرانيا. وقال إن كييف لا تعول على أن «يقاتل عسكريون من دول أخرى جنباً إلى جنب مع العسكريين الأوكرانيين»، مضيفاً أن أوكرانيا تحتاج إلى دعم عسكري تقني دولي، وإن كان قد أعرب عن أمله في ألا يترك الاتحاد الأوروبي السياسة الروسية تجاه أوكرانيا من دون رد، بحسب تعبيره.
جاء ذلك في وقت أعلنت موسكو أمس أنها سلمت كييف 63 عسكرياً عبروا الحدود الروسية في 27 من هذا الشهر.
وأكد اللواء ألكسي راغوزين نائب قائد قوات الإنزال الجوي الروسية أنه جرى نقل العسكريين الأوكرانيين الـ 63 إلى مطار بيلغورود المدني على متن طائرة نقل عسكرية، ومنه بالحافلة إلى معبر «نيخوتييفسكا» الحدودي حيث سُلّموا للجانب الأوكراني».
وهذه ليست المرة الأولى التي يعبر فيها جنود أوكرانيون الحدود الروسية هرباً من القتال وتتم إعادتهم إلى وطنهم بناء على طلبهم. إذ سبق أن سلمت روسيا الجانب الأوكراني 192 عسكرياً في الثامن من هذا الشهر و 42 عسكرياً في تموز الماضي.
ويعبر الحدود الروسية بين الفينة والأخرى جنود جرحى من الجيش الأوكراني إلى مناطق روسية حدودية، إذ يتلقون العلاج قبل إعادتهم إلى وطنهم.
ويأتي تسليم الجنود الأوكرانيين بعد ساعات قليلة من إفراج كييف عن 10 من جنود الإنزال الروس عبروا الحدود الأوكرانية عن طريق الخطأ في 26 من الشهر الحالي.