مملوك في موسكو لبحث نتائج الاجتماعات مع الأتراك والإيرانيين
كشَّف مصدر أمني لوكالة «سبوتنيك» الروسية عن زيارة مرتقبة لمدير مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك إلى موسكو، مشيراً أنَّ زيارة مملوك ستتم الأسبوع المقبل دون ذكر المزيد من التفاصيل حول ماهيتها.
وكانت تقارير صحفية قالت إنَّ موسكو ستستقبل مملوك الثلاثاء المقبل للتشاور مع الجانب الروسي في نتائج الاجتماعات التي تتواصل، بين الأتراك والسوريين والإيرانيين والعراقيين.
في غضون ذلك وصف المبعوث الأممي إلى سورية ستافان دي ميستورا المحادثات المرتقبة بين الأميركيية والروس هذا الأسبوع بأنها «مهمة» من أجل استعادة وقف إطلاق النار في سورية.
وقالت المتحدثة باسم دي ميستورا في تصريح صحفي في جنيف إنَّ «المبعوث الخاص يأسف بشدة للقتال الشرس والوضع الإنساني المتدهور» وأنَّ «العملية السياسية والحل سياسي هما الطريقة الوحيدة للخروج من الأزمة».
بدوره، أكَّد الكرملين أنَّ موسكو وواشنطن مازالتا بعيدتين عن التعاون الحقيقي بشأن التسويَّة في سورية، مضيفاً أنَّ الجانب الروسي ينتظر من الأميركيين إبداء استعدادٍ أكبر لتعاون كامل النطاق.
وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي رداً على سؤال حول مدى ارتياح الكرملين لمستوى التعاون مع واشنطن حول سورية، قال «للأسف الشديد، إننا مازلنا بعيدين عن التعاون الحقيقي».
واستطرد قائلاً «إننا مازلنا ننتظر من شركائنا الاستعداد بقدر أكبر للتعاون الحقيقي، ولرفع تعاوننا من مستوى تبادل المعلومات والتعامل من وقت لآخر، إلى مستوى التعاون الحقيقي الذي لا يمكننا بدونه تسوية القضية السورية الصعبة للغاية».
من جهته، أعلن السفير الأميركي في روسيا، جون تيفت، أنَّ موسكو وواشنطن تعملان على وضع آلية لاستئناف الهدنة في سورية، مؤكداً أنَّ ذلك لا يعني دعم نظام الرئيس بشار الأسد.
وقال تيفت للصحفيين، «كما قال وزير الخارجية كيري، نعمل في الوقت الراهن بنشاط على تنفيذ تلك الآلية القادرة على التخلص من الإرهاب الذي نواجهه»، مشيراً أنَّ ذلك لا يعني الحديث عن دعم الرئيس الأسد الذي كان الشعب السوري يعاني من نظامه تحديداً خلال فترة طويلة.
في غضون ذلك، حذَّر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من «مخاطر تصعيد شامل» في سورية مع «التدخلات المتكررة والمتضاربة» لتركيا وروسيا.
وقال هولاند في خطاب ألقاه أمام مؤتمر السفراء في قصر الاليزيه «هذه التدخلات المتكررة المتضاربة تحمل مخاطر تصعيد شامل» مشيراً بشكل خاص إلى التدخل العسكري التركي ضد الأكراد. وأضاف إنَّ «الضرورة القصوى هي وقف المعارك».
وإذ أبدى الرئيس الفرنسي تفهمه لنشر تركيا جيشها في الأراضي السورية دفاعاً عن نفسها في مواجهة «داعش» ومن أجل ضبط حدودها بعد الهجمات التي شهدتها البلاد، لكنه انتقد أعمال أنقرة ضد الأكراد «الذين يواجهون هم أيضاً تنظيم «داعش» بدعم من التحالف».
ودعا الرئيس الفرنسي إلى «هدنة فورية» لا سيما في حلب حيث «تجري كارثة إنسانية واسعة النطاق» كما قال، كما انتقد أيضاً الدور الروسي لافتاً إلى أنَّ موسكو تقدم منذ قرابة سنة «خبراتها لنظام بشار الأسد الذي يستخدم هذا الدعم لقصف المعارضة لكن أيضاً السكان المدنيين، ما يصب في مصلحة المتطرفين من كل الجهات».
وأعلن هولاند أنَّ باريس تعمل من أجل استصدار مشروع قرار في مجلس الأمن على خلفية تقرير الأمم المتحدة، بخصوص استخدام أسلحة كيميائية بعد العام 2013 وتحميل النظام السوري مسؤولية ذلك. وقال هولاند إن «هذه الجرائم لا يمكن أن تبقى بدون عقاب».
وفي السياق، أعلنت واشنطن، أمس، التوصل لاتفاق حول وقف إطلاق النار بين الجيش التركي ومقاتلي «قوات سوريا الديمقراطية» شمال سورية.
بدورها، نقلت وكالة «فرانس برس» عن العقيد جون توماس، المتحدث باسم مجموعة القوات الأميركية المشاركة في عملية الولايات المتحدة ضد الإرهاب بسورية والعراق، قوله «تلقينا خلال الساعات الماضية تأكيداً لوقف جميع الأطراف المعنية إطلاق النار على بعضها البعض والتركيز على محاربة تنظيم داعش».
وأشار المسؤول الأميركي العسكري، في الوقت ذاته، إلى أنَّ «هذا الاتفاق مؤقت ويعمل لمدة عدة أيام»، معرباً عن أمل واشنطن في أن يتحول إلى وثيقة تعمل بشكل دائم.
وفي السياق، تناولت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الحملة العسكرية التركية في سورية، مشيرةً إلى أنها قد تشعل حرباً أهلية في تركيا.
وتستهدف الحملة العسكرية التركية في سورية الأكراد أكثر فأكثر. فقد وعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعدم إيقافها إلا بعد القضاء على الجناح العسكري لـ»وحدات حماية الشعب» الكردية. لذلك يخشى الخبراء أن يؤدي هذا إلى زعزعة الاستقرار في تركيا.
وفي إطار المبادرة الإنسانية المشتركة لوزارة الدفاع الروسية والحكومة السورية في مدينة حلب شمال سورية، أرسل الجانب الروسي مساعدات طبية وزنها قرابة طن، إلى مشفى حلب الجامعي.
ووصلت المساعدات إلى المشفى أمس. ويقدم هذا المشفى الخدمات الطبية للجنود السوريين وللمدنيين على حد سواء. ويزداد عدد المحتاجين إلى المساعدات الطبية في المدينة يوم بعد يوم مع استمرار المعارك الشرسة والنقص في المستلزمات الأولية.