سلام: بذل حياته دفاعاً عن لبنان كمساحة للحوار وقيمة للإنسانية قبلان: غرس بذرة المقاومة فأينعت أبطالاً وشهداء ومجتمعاً مقاوماً ونصراً
يستعدّ الجنوب ومدينة صور اليوم، لاستقبال حشود المشاركين بإحياء الذكرى السنوية الـ38 لتغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والإعلامي عباس بدر الدين، في احتفال سيتحدّث فيه رئيس مجلس النواب نبيه برّي.
وفيما شارفت التحضيرات التي تقوم بها حركة «أمل» في ساحة القسم، في المدينة، على نهايتها، لإقامة المهرجان تحت عنوان: «وحدة شعب، صمود وطن»، قال رئيس الحكومة تمام سلام عشيّة الذكرى: «إنّ الإمام الصدر قائد من القادة الوطنيّين الكبار الذين آمنوا بلبنان وطناً نهائيّاً لجميع أبنائه وواحة للعيش الإسلامي المسيحي المشترك، وأنّه بذل حياته من أجل الدفاع عن فكرة فريدة للبنان كمساحة للحوار».
وخاطب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، الإمام الصدر، في رسالة بالمناسبة، بقوله: «نفتقدك فكراً وعملاً وسيرة وسلوكاً».
وتفقّد المسؤول الإعلامي المركزي في حركة أمل الدكتور طلال حاطوم، ساحة المهرجان، في حضور المسؤول التنظيمي للحركة – إقليم جبل عامل علي إسماعيل، رئيس اتحاد بلديات قضاء صور عبد المحسن الحسيني ومسؤولي الحركة في الجنوب.
وقال حاطوم خلال الجولة: «نعود إلى ساحة القسم والانطلاقة، التي أراد لها الإمام الصدر أن تكون صرخة في بريّة الوطن، للدفاع عن المحرومين إلى أيّ طائفة أو منطقة انتموا».
وأشار إسماعيل إلى أنّ «التحضيرات شارفت على نهايتها، وهناك خمسة آلاف شاب متطوّع لإقامة التحضيرات على مساحة إقليم جبل عامل».
سلام
وبالمناسبة، صدر عن رئيس مجلس الوزراء تمام سلام البيان التالي: «في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه، نتوقّف بإجلال أمام سيرة قائد من القادة الوطنيّين الكبار الذين آمنوا بلبنان وطناً نهائيّاً لجميع أبنائه وواحة للعيش الإسلامي المسيحي المشترك، في جوٍّ من الحرية التي يكفلها نظام ديمقراطي يتشارك فيه الجميع. لقد بذل الإمام الصدر حياته من أجل الدفاع عن فكرة فريدة للبنان كمساحة للحوار وكقيمة للإنسانيّة جمعاء، ودعا اللبنانيّين دائماً إلى الترفّع عن المصالح الخاصة وإعلاء شأن الوحدة الوطنيّة وصون الاستقلال. إنّنا في هذه الذكرى الأليمة، ندعو اللبنانيين إلى الاستنارة بكلّ ما مثّله ودعا إليه الإمام الصدر، والسير أبداً على دروب التلاقي والحوار خدمة للبنان. في ذكرى الإمام المغيّب ورفيقيه، الشيخ محمد يعقوب والأستاذ عباس بدر الدين، نوجّه تحية خاصة إلى حافظ إرث الإمام الصدر وحامل الأمانة دولة رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورفاقه في حركة أمل».
قبلان
كما وجّه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، رسالة قال فيها: «الامام الصدر رجل الانفتاح والحوار الذي نبذ التعصّب واستنكر العدوان وانفتح على الآخرين رافضاً الإساءة لأيّ إنسان والاعتداء عليه، فكان المحارب الأول للتكفير لأنّه كان يرى الإنسان أخاً للإنسان لا يظلمه ولا يخونه، فهو خليفة الله على الأرض، وإمذا نظير في الخلق أو أخ في الدين».
وتابع: «لقد استشرف الإمام الصدر الخطر الصهيوني على لبنان والأمّة العربيّة، فغرس بذرة المقاومة التي أينعت أبطالاً وشهداء ومجتمعاً مقاوماً، حقّقوا النصر لأمّتنا وجعلوا من لبنان خطّ الدفاع الأول عن الأمّة وشعوبها، لأنّه كان على يقين مطلق واقتناع تام بأنّ «إسرائيل» هي العدو الأول للبنان والخطر الأكبر عليه وعلى الأمّة العربية والإسلاميّة، فكان مؤسّس المقاومة وإمامها الذي جنّد نفسه وشعبه لمقارعة «إسرائيل» ومواجهتها، ونصرة قضيّة فلسطين التي سكنت في عقله وقلبه ووجدانه. فبذل الجهد والجهاد والجهود لتكون المقاومة طريق تحرير الأرض وإنقاذ المقدّسات».
وأكّد أنّ «الإمام الصدر كان حريصاً على الوحدة الوطنيّة وصيغة العيش المشترك، ومدافعاً بقوّة عن السِّلم الأهلي في لبنان، فوقف بوجه كل الصراعات الداخليّة وتصدّى لكل أنواع الفتن الطائفيّة والمذهبيّة التي تستهدف اللبنانيّين، فأسّس منظومة وطنيّة ترتكز على القيم والمبادئ، جعلت لبنان عصيّاً على المؤامرات والمكائد».
ندوة لـ«أمل»
وأقام مكتب شؤون المرأة في حركة «أمل» – إقليم بيروت، ندوة في «ثانوية الشهيد حسن قصير» بعنوان «الإمام الصدر، ما أحوجنا إليه»، في حضور نائب رئيس الحركة المدير العام للمغتربين هيثم جمعة، رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيّين الكاثوليك المطران عصام درويش، الأمين العام للأوقاف في المجلس الشيعي الأعلى الشيخ حسن شريفة، المسؤولة عن مكتب شؤون المرأة المركزي في حركة «أمل» الدكتورة رباب عون وقادة حركيّين وحشد من الحضور.
وألقى المطران درويش كلمة، قال فيها: «نفتقد اليوم الحوار الحقيقي الحوار السياسي، والديني، والمذهبي في شبه غيبوبة، والخوف أن يؤدّي هذا الغياب إلى مزيد من التطرّف والبعد عن الآخر. الخوف أيضاً أن نستبدل الحوار بالتشهير والتكفير والتخوين. نحن اليوم في أمسّ الحاجة إلى بناء جسور محبة وتواصل وقبول الآخر، وهي الأسس السليمة والوحيدة لبناء لبنان جديد قائم على العدالة والمساواة والاحترام المتبادل والتعاون لما فيه خير كل اللبنانيّين وسعادتهم.
وألقى جمعة كلمة، قال فيها: «كم نحن في حاجة إلى سماحة الإمام السيد موسى الصدر في هذه الأيام من أجل إعادة صوغ المجتمع، ومن أجل بناء المؤسّسات في هذا الوطن وإعادة نفخ الروح في الحياة السياسيّة اللبنانيّة. صحيح مدرسة الإمام الصدر موجودة، الحوار الذي أطلقه سماحة الإمام الصدر، هذه المدرسة ما زالت موجودة، وهذا البيت الذي يسعى إلى الحوار ما زال موجوداً».
وأعلن إقليم البقاع في الحركة، أنّه أنجز استعداداته الإعلاميّة واللوجستيّة للمشاركة في مهرجان صور. ورفعت الماكينة الإعلاميّة الأعلام ورايات حركة «أمل» والأعلام اللبنانيّة، وصور الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه وصور الرئيس نبيه برّي.
وأكّد «تجمّع علماء جبل عامل» في بيان، أنّ «ثمانية وثلاثين عاماً لم تقدر على إخفات وهج إمام المقاومة، بل تركت في نفوس أبنائه الإصرار والعزيمة على استكمال درب الجهاد، وما نصر العام 2000 وانتصار العام 2006 إلّا دليل على اتّقاد شعلة المقاومة التي أشعلها الإمام الصدر في نفوس المجاهدين الأوائل، وها هم يتناقلونها من جيل إلى جيل سائرين على نهج الإمام، حاملين أمانته، ومحافظين على وصاياه».
وأكّد التجمّع، أنّ «هذه الجريمة التي استهدفت إماماً بحجم وطن، تنفيذاً لمشاريع معادية لأمّتنا وشعوبها، تتربّع اليوم على سلّم أولويّات الاهتمام، ولا سيّما بعد أن انطوت صفحة المجرم الذي اختطف الإمام الصدر ورفيقيه، ما يوجّه الأنظار نحو السلطات الليبيّة الحالية لدعوتها إلى تحمّل مسؤوليّاتها والعمل على كشف حقيقة تغييب هذا الإمام العظيم، بالإضافة إلى القوى الإقليميّة والعالميّة التي لم تحرّك ساكناً للإفراج عن الإمام المختطف ورفيقيه». وشدّد التجمّع على «ضرورة بذل كلّ الجهود الممكنة من أجل الوصول إلى الخاتمة السعيدة لهذه القضية».
ودعا «التجمّع الوطني الديمقراطي في لبنان» في بيان: «الحكومة الليبيّة الجديدة، إلى عدم المماطلة في إجلاء حقيقة جريمة العصر الإنسانيّة بامتياز».
ودعا رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي في بيان، إلى «الاقتداء بالمواقف الوطنيّة للسيد الصدر في شتّى المجالات، ولا سيّما في قضيّة فلسطين التي لا تزال تشكّل لبّ الصراع مع العدو الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين، والمشرِّد لأهلها».