«أمل» تحيي الذكرى 36 لتغييب الإمام الصدر والمواقف تدعو إلى التمسّك بنهجه المعتدل
أحيث حركة أمل وعائلة الإمام السيد موسى الصدر، الذكرى السادسة والثلاثين لتغييبه في لبنان والخارج، حيث شدّدت المواقف على «أنّ السيناريوات التي حذر منها الإمام بدأت تتحول إلى وقائع»، مؤكدة: «أهمية التمسك بنهج الاعتدال الذي كرسه».
كما أشارت إلى أنّ الإمام المغيب «كان قدوة في العيش المشترك والوحدة الوطنية، ورافضاً للفتنة التي يحيكها أعداء لبنان».
وفي هذا السياق، عبرت رئيسة مؤسسات الإمام الصدر رباب الصدر شرف الدين عن خشيتها من «أن تتحول السيناريوات التي حذر منها الإمام موسى الصدر إلى وقائع»، مشددة على «أنّ حاجة هذا العالم تزداد إلى لبنان الضرورة الحضارية والتعدد والانفتاح، لبنان النموذج الكوني لحوار الأديان والثقافات».
وخلال احتفال حاشد أقامه مكتب شؤون المرأة في حركة أمل في بلدة الغازية، سألت الصدر: «لماذا ومتى يتحول هذا الاجتماع الكبير من حولك إلى اجتماع من أجلك؟ ماذا وراء الأكمة؟ هل وقع آسروك في أسر فعلتهم واختفوا وتلاشى نسيجهم الواهن توجساً من وهج الحقيقة؟ إلى متى يطول انتظار محبيك ومريديك؟ أهو إدمان على العجز عبر تعاطي اللغز صبح مساء إلى أن تحين الساعة؟». وأضافت: «أخشى أنّ السيناريوات التي حذرتنا منها بدأت تتحول إلى وقائع، ومن كان يشكك بدأ يرى ويلمس، فالعالم من حولنا ينجرف نحو المزيد من الفرز والتطرف، والأوطان تنهار في غمضة عين، وقتل الأطفال والنساء يكاد لا يستحق خبراً في جريدة، تزداد حاجة هذا العالم إلى لبنان الضرورة الحضارية ولبنان التعدد والانفتاح، لبنان النموذج الكوني لحوار الأديان والثقافات».
وفي الباراغواي نظمت الحركة احتفالاً حاشداً في حسينية الإمام الصدر، حيث نقل عضو كتلة التحرير والتنمية النائب أيوب حميد تحيات الرئيس بري وقيادة الحركة وعائلة الإمام الصدر لكل اللبنانيين في بلاد الانتشار وبخاصة في الأميركتين. وشدّد على «أهمية التمسك بنهج الاعتدال الذي كرسه الإمام الصدر، وخصوصاً في هذه المرحلة التي يحاول فيها البعض إشاعة مناخات التوتر الطائفي والمذهبي وإحلال الفكر التكفيري الذي يهدف إلى ضرب القيم السمحاء للإسلام الحنيف وتشويه صورته».
وقال النائب هاني قبيسي خلال احتفال نظمته حركة أمل في المصيلح: «إننا نحتفل بذكرى الإمام الصدر لنؤكد أنّ هذا اليوم هو انتصار للعلم على الجهل وانتصار الحرية على التغييب والمقاومة على الاحتلال وانتصار لثقافة المقاومة في غزة».
مواقف
وفي المواقف، اعتبر الرئيس نجيب ميقاتي «أنّ ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه تحلّ في ظرف دقيق وصعب يمرّ به لبنان، نستذكر فيه حكمة الإمام المغيب ونظرته الرؤيوية في مقاربة التحديات والأخطار التي تواجه البلد، وتشديده المستمر على أنّ الوحدة الوطنية بين جميع اللبنانيين هي السبيل الوحيد لحماية وطننا».
وقال ميقاتي في بيان: «لقد أدرك الإمام المغيب باكراً حجم الأخطار التي تتهدد لبنان، وفي مقدمها خطر العدو «الإسرائيلي»، فشدّد على وجوب تعزيز التلاحم بين اللبنانيين وعدم الانجرار إلى الفتن والشرور التي يحيكها أعداء لبنان لوطننا، ولا يزال صدى صوته يصدح محذراً من خطر الأعداء الذي يتهددنا جميعاً، مسيحيين ومسلمين، أولئك الأعداء لا يفرقون في غدرهم بين مسلم ومسيحي».
وأكد عضو الأمانة العامة لـ«منبر الوحدة الوطنية» محمد نديم الملاح «الحاجة إلى الإمام الصدر الذي أرسى قواعد العيش المشترك والوحدة الوطنية بين جميع اللبنانيين». وقال في بيان أمس: «تطل علينا مناسبة إخفائه، ولبنان يعيش أزمة سياسية كبيرة والبلاد في حالة فراغ سياسي ورئاسي والوضع الإقتصادي والاجتماعي بات نحو الهاوية، والفتنة تدق أبواب الجميع، ومنطقتنا على شفير السقوط في الأيدي الظلامية، ما أحوجنا اليوم إلى رجال كبار أمثال الإمام الصدر وسماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الراحل الشيخ حسن خالد، ومن كان معهم من سياسيين أوفياء للوطن».
وأكدت لجنة عائلة وأصدقاء عميد الأسرى في السجون «الإسرائلية» يحيى سكاف في المناسبة «أنّ الإمام الصدر كان في طليعة المقاومين الذين وقفوا وناضلوا في مواجهة العدو الصهيوني، كما أسس مدرسة نضالية كبيرة ما زالت حتى يومنا إلى جانب المقاومين اللبنانيين والفلسطينيين في مواجهة العدو الصهيوني، وكان أحد أبرز رموز المقاومة التي انتصرت على العدو في لبنان وفلسطسن، وترك بصمات مضيئة في تاريخ الصراع مع العدو».
وأضافت اللجنة: «نجدد اليوم تضامننا مع قضية الإمام المغيب الذي نفتقده في هذه الأيام العصيبة التي تمر بها أمتنا، وهي بأمس الحاجة إلى أمثاله من الرجال الوطنيين الكبار الذين نبذوا وينبذون الطائفية البغيضة التي تغذيها الصهيونية العالمية من أجل تفتيت أمتنا».
ورأى رئيس حزب الوفاق الوطني بلال تقي الدين: «أنّ الظروف تملي في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر استعادة كل ما قاله ونطق به الإمام، واعترافاً بوجود استعداد لدى الجميع لاعتباره لكل لبنان، كما كان لكل من جاهد في سبيل الحق ونصرة الضعيف، وهذا يدل على الاحترام الذي يكنه الجميع له في الأذهان وكأنه لم يغب من مخيلة اللبنانيين، لا سيما أنّ الظروف اليوم لم تختلف كثيراً عن ظروف الأمس».