دمشق تدين هولاند وتدعو الغرب لإثبات التزامه بالـ 2170
انتقدت دمشق يوم أمس على لسان مصدر في وزارة الخارجية إصرار الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على المضي في حملة التضليل المسعورة التي دأبت عليها الحكومة الفرنسية منذ بداية الأزمة الراهنة في سورية الأمر الذي جعل من بلاده شريكاً أساسياً ومباشراً في سفك الدم السوري.
وأضافت الخارجية: «لقد أصبح واضحاً للعالم أجمع وبجلاء حقيقة ما تتعرض له سورية من حرب من قبل التنظيمات الإرهابية التكفيرية المدعومة من قوى إقليمية ودولية هذا الدعم الذي يعتبر السبب الرئيس في إطالة أمد الأزمة وازدياد وتفشي وامتداد التنظيمات الإرهابية المسلحة إلى دول المنطقة وخارجها».
وذكرت الخارجية باستعداد دمشق للتعاون مع كل الجهود الدولية والإقليمية لمكافحة الإرهاب باعتباره يمثل تهديداً للاستقرار والسلم الإقليمي والدولي، وأضافت أن الدول التي وفرت كل أشكال الدعم للتنظيمات الإرهابية المسلحة مدعوة اليوم إلى أجراء مراجعة للنهج الذي سارت عليه لكي تبرهن على صدقيتها وجديتها في مكافحة الإرهاب والتزامها بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2170.
جاء ذلك في وقت نقل جنود حفظ السلام التابعون للأمم المتحدة المحاصرون في الجولان السوري المحتل يوم أمس إلى مكان أكثر أمناً في نطاق بعثة قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك.
وقال قائد القوات المسلحة الفيليبينية الجنرال جريجوريو كاتابانج في مؤتمر صحافي إن «إسرائيل» وسورية ساعدتا في ما وصفه «بأكبر هروب» للقوات الفيليبينية بعد الاشتباك مع نحو مئة من الإسلاميين المتشددين الذين كانوا يحاصرونهم في معركة استمرت سبع ساعات».
وتابع كاتابانج: «إن الجنود هربوا ليلاً أثناء نوم المتشددين». وأضاف إن «هذا الهجوم دفع قوة الأمم المتحدة لفض الاشتباك إلى نقل جنودها إلى موقع أكثر أمناً داخل منطقة البعثة»، مؤكداً أن «حكومات أخرى أيضاً من بينها الولايات المتحدة وقطر لعبت دوراً في حماية جنودنا لحفظ السلام».
ولا يزال تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي يحتجز 44 جندياً من قوات حفظ السلام من فيجي على مسافة ثمانية كيلومترات من القوات الفيليبينية منذ يوم الخميس الماضي، حيث اعتبر التنظيم الإرهابي في بيان أصدره يوم أمس المحتجزين رهائن لديه، منتقداً دور الأمم المتحدة في تسوية الأزمة السورية.
وقال البيان إن الأمم المتحدة «تظاهرت على مدار السنوات الماضية بالوقوف مع أهل الشام في ثورتهم ونضالهم ضد النظام، وعلى رغم ذلك لم ينل أهل الشام منها إلا التصريحات المجردة والكلمات الجوفاء»، و«بالمقابل، اتخذت منظمة الأمم المتحدة وبالإجماع عدة قرارات تجاه المجاهدين الذين قاموا لدفع هذا العدو بأرواحهم وأموالهم» بحسب تعبير البيان.
وفي نيويورك، شجب مجلس الأمن الدولي بأشد العبارات الهجمات المستمرة على قوات الأندوف في الجولان السوري المحتل واستمرار احتجاز الأربعة والأربعين عنصراً من القوة الفيجية ومحاصرة الموقع ثمانية وستين على أيدي مجموعات صنفها المجلس بأنها إرهابية.
ميدانياً، أعلن جيش الاحتلال اليهودي يوم أمس إسقاطه طائرة من دون طيار قادمة من سورية بصاروخ فوق الجولان المحتل، حيث تدور معارك بين المسلحين الإرهابيين والجيش السوري.
ونقلت مصادر عن المتحدث باسم الجيش الاحتلال بيتر لرنر أن قواته أسقطت طائرة من دون طيار قادمة من الجانب السوري على الخط الفاصل بين جزئي الجولان المحتل، ولم يحدد الجهة التي أطلقت هذه الطائرة، مؤكداً أنه أسقطها بواسطة صاروخ أرض جو.
إلى ذلك، واصلت وحدات الجيش السوري والقوات الرديفة عملياتها العسكرية في حي جوبر الملاصق للعاصمة دمشق، حيث أغارت الطائرات الحربية على مواقع للمسلحين داخل الحي، بالتوازي مع اشتباكات في مناطق عدة من الحي وخصوصاً لجهة المتحلق الجنوبي وبلدة زملكا، كما سجل تقدمٌ ملحوظٌ للجيش في بعض الكتل البنائية.