موسكو لا تستبعد إجراء مفاوضات مباشرة مع كييف

أعلن الكرملين، أن موسكو لا تستبعد إجراء مفاوضات مباشرة مع كييف، حول مستقبل منطقة دونباس شرق أوكرانيا. وأكد أن ذلك يتوقف على مضمون مثل هذه المفاوضات.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، ردا على سؤال حول إمكانية إجراء مفاوضات مباشرة بين موسكو وكييف، بشأن دونباس: إن ذلك يتوقف على مضمون مثل هذه المفاوضات. مشيرا إلى أن تنفيذ إتفاقات مينسك حول تسوية الأزمة الأوكرانية، يخص كييف ودونباس قبل كل شيء.

وأكد بيسكوف، أن روسيا ليست طرفا في الأزمة الأوكرانية، وليس هناك، في اتفاقات مينسك، ما يتضمن أي التزامات لموسكو. مشيرا إلى أن روسيا، شأنها في ذلك شأن فرنسا وألمانيا، هي دولة ضامنة لاتفاقات مينسك.

وبشأن عمل مجموعة «رباعية النورماندي»، أكد بيسكوف استمراره، رغم عدم وجود نية لعقد إجتماع في هذا الإطار، على هامش قمة مجموعة العشرين في الصين. مشيرا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيعقد، في الصين، لقاءين منفصلين مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. مضيفاً: إن دول المجموعة لا تزال تؤكد عدم وجود بديل لاتفاقات مينسك، من أجل تسوية الأزمة الأوكرانية.

في غضون ذلك، دخلت هدنة جديدة حيز التنفيذ في منطقة دونباس، شرق أوكرانيا، بمناسبة بداية السنة الدراسية الجديدة. وأعلنت الأطراف كافة توقف عمليات القصف.

وأكد وزير الدفاع الأوكراني ستيبان بولتوراك، أمس، أن جميع أطراف النزاع تلتزم بوقف إطلاق النار، بدءا من منتصف الليلة الماضية. في حين أكدت جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك، المعلنتان من جانب واحد، أن الجيش الأوكراني توقف عن قصف الأراضي الخاضعة لسيطرتهما.

وحسب الاتفاق الخاص بهدنة السنة الدراسية، يتعين على القوات المسلحة التابعة لكييف ودونيتسك ولوغانسك، الشروع في سحب الأسلحة الثقيلة وتبادل إحداثيات كل المدارس في المناطق المتاخمة لخط لجبهة، بغية الحيلولة دون استهداف التلاميذ بعمليات القصف.

وتأتي الهدنة الجديدة، بعد تصعيد ميداني جديد شهدته منطقة النزاع ليلة 31 آب، إذ تجددت عمليات القصف بالهاون والراجمات والأسلحة الثقيلة، على طول خط الجبهة تقريبا. وأعلن الجانب الأوكراني عن مقتل شخصين في الأراضي الخاضعة لسيطرته، ولجأ إلى بعثة منظمة الأمن والتعاون الأوروبي.

وبالتزامن مع هذا التصعيد الميداني، توجه الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، إلى مدينة ماريوبول، الواقعة على خط الجبهة تقريبا، حيث أقر بتصعيد الوضع الميداني، وحمّل روسيا مسؤولية تدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي في الأراضي الخارجة عن سيطرة كييف، التي قطعت الحكومة الأوكرانية بنفسها عن سكانها المعونات الاجتماعية والعديد من الخدمات الأساسية.

هذا ولم تستجب كييف لدعوات موسكو لتحويل التهدئة الجديدة إلى هدنة مفتوحة، بل تصف وقف إطلاق النار بمناسبة بداية السنة الدراسية، بأنها «مبادرة سلمية» من جانب الرئيس بوروشينكو.

وفي السياق، قال دانييل فريد، المسؤول في الخارجية الأميركية، أن واشنطن احتاطت لاحتمال «غزو روسي» لأوكرانيا، فوضعت خطة لمواجهة «الأسوأ». مشيرا إلى «أنه إذا وقع الأسوأ غزو واسع النطاق لأوكرانيا فنملك خطة مدروسة».

وتبين من تصريحات فريد، أن «الخطة» تقضي بتشديد العقوبات ضد روسيا، في حال استئناف العمليات القتالية في منطقة دونباس، التي يتصدى أهاليها لعملية حربية يشنها نظام الحكم الأوكراني الجديد، الموالي لأميركا، على المحتجين على الانقلاب غير الشرعي في العاصمة الأوكرانية كييف.

وكان بوروشينكو، زعم أنه لا يستبعد «غزواً روسياً وسعاً»، بينما قال مسؤول مخابراتي في وزارة الدفاع الأوكرانية، إن من الممكن أن ينطلق «هجوم روسي» من شبه جزيرة القرم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى