سلوى الخليل الأمين تُوقّع «ويبقى الحبّ هو العنوان» في قصر الأونيسكو
لمى نوّام
وسط حضور ثقافيّ وسياسيّ وإعلاميّ حاشد، وقّعت رئيسة «ديوان أهل القلم»، الكاتبة والشاعرة الدكتورة سلوى الخليل الأمين، ديوانها الجديد «ويبقى الحبّ هو العنوان» الصادر عن «دار ألف للنشر»، وذلك في قصر الأونيسكوـ قاعة أنطوان حرب.
«ويبقى الحبّ هو العنوان»، هو الديوان الثاني للأمين بعد ديوانها الأول «ترانيم من بقايا الصمت»، وهو ديوان حبّ بامتياز، مؤلف من 152 صفحة من القطع الوسط، مقسّم إلى ثلاثة فصول بعد المقدمة والإهداء وتوطئة، الفصل الأول جاء تحت عنوان: «لكم حين التحية من القلب حبّ نقيّ»، والفصل الثاني تحت عنوان: «معكم كي يبقى الحبّ هو العنوان»، والفصل الثالث تحت عنوان: «معاً نهتف للحرّية، نرسمها لمعة برق». الديوان يضم 51 قصيدة وجدانية غزلية ووطنية متنوّعة، حملت الحبّ بكلّ تصنيفاته ومصطلحاته وترانيمه الحقيقية القائمة على رسم العطاء والوفاء والخير نقشاً على دروب الحياة، وسموّاً للذات القابلة للإمساك بسرّ الحبّ العظيم.
«البناء» حضرت حفل التوقيع وأجرت حواراً مع المحتفى بها التي حدّثتنا عن مضمون الكتاب: «الحبّ واحة جميلة في صحراء الحياة المربكة بكلّ المعوقات التي تلزم المرء في غالبية الأحيان بالابتعاد عن الحبّ الحقيقي الذي هو العنوان الأكبر لاستمرارية السعادة التي هي شعلة النور في سماء حياتنا المتعطشة دوماً لزخات المطر. فالحبّ هو هذا المطر الذي يروي النفوس والقلوب فيجعلها ندية ونضرة تنبض بالحياة. وللحبّ كما أردته عناوين مختلفة، فمن حبّ الحبيب والزوج إلى حبّ العائلة والوطن والناس والأرض والطبيعة، وإلى ما هنالك من أبواب يدلج منها الحبّ مرتاحاً على أرائك من ذهب، حين نتقن صوته بوسائل التواصل الإيجابية القائمة على العاطفة النبيلة الشفيفة، التي لا تحسن الطعن في الظهر ولا المراوغة ورسم المؤامرات الشيطانية التي تهدم لغات الوصل بين الناس على اختلاف مشاربهم ومناطقهم ودولهم وتصنيفاتهم. فالحبّ يصنع المعجزات. وبالحبّ نرسم كلّ العناوين الجميلة، نؤطّرها شعلة نور للحياة لا يمكن لحاقد أو غاصب أو خائن أن يهدمها أو يصادرها أو يختمها بالشمع الأحمر».
وعن إهداء الكتاب قالت الأمين: «أهديت الكتاب أوّلاً إلى أمي التي فارقتنا إلى جوار ربها قبل ثلاث سنوات». ولها تقول:
لأنك أمّي
رسمتك في أبجديتي
وعلى مدار العمر
أنغومة سحر
وتصاوير عشيّات
تعشق في حضنك
ترانيم السكينة والصبابة
المبحرة فوق سفينة النجاة
لأنك أمّي
ستبقين الحانية المبحرة بجناحين
فوق أشرعة من عنفوان لا ينكسر
وكبرياء لا يُهزَم
وكرامة تعلو إلى حدود الغيم
ولمسات تدفق ومضات حبّ
تبترد بهدهدات حقّ ويقين.
وتضيف الأمين في خاتمة الديوان: «مرسل إليهم كي يبقى الحبّ هو العنوان،
أمّي وأبي وأختي فاطمة رحمهم الله، زوجي وأولادي وأحفادي وإلى كلّ من رفع الحبّ عنواناً صادقاً من أهلي وصحبي. إلى جانب توجيه الشكر إلى الدكتور عمر الطباع على إشرافه اللغوي، وللدكتور ميشال كعدي الذي أتحف الديوان بمقدّمة رائعة».
وتختم الأمين حديثها إلى «البناء» قائلة: «أحببت للديوان أن يكون متنوّعاً، كي يبحر القارئ في صفحاته من باب إلى باب ومن فصل إلى آخر بشغف الباحث المنقّب. لهذا كان اختياري للفقيه العالم في دنيا الشعر والأدب واللغة الدكتور ميشال كعدي لكتابة المقدّمة. ومما قاله: في كتبها تريدنا دائمي الإقبال على وهج معتزماتها ومساحب غماماتها وقراءة شعرها وحطات أناملها المهيلة على الورق تخطّ أناشيد من مكنوز عدّة الفن واصطكاك الحروف وقصائد الحب والحنين وإذ الكلمات تجيب على شق ريشتها. ثم يضيف: ثمة خيوط رومنسية تلمع في الديوان بوضوح ووجدانية من شأنها الرواء كرفة الهدب وعمق الضمير والهمس في زمن الترحال ودفء الهنيهات. صورها في السياق مداها الرقاع وبساطة القول التي تؤاخي الجوانية الصادقة في التعبير».
من القصيدة الأولى من الفصل الثاني التي هي تحت عنوان: «تلاويح لن تذبل»:
سأكتب القصيدة أسطورة حبّ
بل تعويذة فرح
لليالي السحر والسمر
وتلاويح الهيام
سأرسم الحبّ على سطور دفاتري
بدراً مطوّقاً بأسرار الغياب
ولمعات مهج
تحضن ضوء الشمس،
فأشهد
أنني ارتضيتك هواي العذري
ورسمتك أيقونة طهر على أسوار مدينتي
وغرست صورتك في مساكب حديقتي
وحرستك من عيون الحاسدين
والعيون التي في طرفها حور
وظللتك بغيمة بنفسجية
وصبوات الهوى المربك بالجنون
وفوق هوادج الدهر خبأتك
ربيعاً معطّراً بالعنبر والياسمين
منقوشاً بالحنّاء والبخّور
وشهقات تلمع
فوق صحائف العمر
تكتب بالمطر
حكايات مجون لعاشقين
لن تذبل ولن تموت.
ومن الفصل الثالث، قصيدة «ويبقى الحبّ هو العنوان»:
يا زمن الضوء إذا أقبل
من عصر هرم كي يشهد
بأن الحبّ كي يبقى
في القلب عنواناً ينهد
تعشقه الطير أناشيد
وميس غصون تتهدهد
يبثّ الشوق على مهل
بعبق الليل يتلفع
وبنفح الطيب يتخضّب
كي يبقى الحبّ هو الأرفع
فالحبّ نقش وبيان
بطوق جمان يتزنّر
وبشغف الفجر يتدثّر
كي يبقى الحبّ عنواناً
للزمن العربي الأغبر.
تصوير: جيهان قبلان