كتب الأطفال في معرض دمشق الدولي للكتاب عناوين لافتة وإقبال على الشراء
قرب رفوف وطاولات العرض، يتحلّق الأطفال الزائرون مع ذويهم في أجنحة معرض دمشق الكتاب الثامن والعشرين المقام في مكتبة الأسد الوطنية في دمشق حالياً، يفتّشون عن ضالتهم من الكتب والقصص التي تستهوي الأطفال بورقها الأنيق وصوَرها ورسومها الملوّنة.
ويلاحظ زائر المعرض أنّ ما تقدّمه أجنحة دور النشر المشاركة، يعطي حيوية وروحاً نضرة، ويشير إلى حرصها على استقطاب الأطفال وجذبهم وتقديم الفائدة لهم، وفي الوقت ذاته يحفّز الأهل على اقتناء الكتب لأطفالهم وتشجيعهم على المطالعة.
وتقدّم الهيئة العامة السورية للكتاب في جناحها عشرات العناوين الموجّهة إلى لأطفال. وتقول عن ذلك سلام الفاضل من المكتب الصحافي للهيئة ومشرفة على جناحها في المعرض: نسعى إلى المنافسة مع دور النشر الخاصة بعدد من العناوين والدوريات التي تصدر عن مديرية منشورات الطفل في هيئة الكتاب، بدءاً بمجلتي «شامة» و«أسامة»، وصولاً إلى سلسلة مكتبة الطفولة والكتاب الشهري لليافعين، وغيرها من السلاسل التي تلقى إقبالاً كبيراً من الأطفال وذويهم نظراً إلى غناها وتنوّعها وأسعارها الرمزية.
وأشارت الفاضل إلى أن جناح الهيئة المشارك في المعرض ينظّم على مدى أيامه فعالية للأطفال بعنوان «قوس قزح» تقوم على قراءة قصص من إصدارات هيئة الكتاب على مسامع الأطفال مع إجراء مسابقة تتخلّل هذه القراءة وتوزيع الهدايا والجوائز عليهم.
وتصطفّ مجموعة من العناوين في جناح «دار الحافظ» للطباعة والنشر التي تخاطب الأطفال بمختلف أعمارهم، حيث يخوض الطفل رحلة بصرية تستحوذ على عقله وتشدّه برسوماتها الجميلة وطباعتها الأنيقة. وتقول سميرة شكر المسؤولة عن الجناح: هناك إقبال لافت على اقتناء كتب الأطفال، خصوصاً التعليمية منها، بعدما تم تخفيض هامش الربح خلال المعرض على إصدارات الدار بما يتناسب مع القدرة الشرائية للزوّار، لأن المعرض يشكّل فرصة تسويقية مهمة لدور النشر.
وتقول غفران شرشرة من جناح «مؤسسة العلماء الصغار» أنه تم التركيز خلال مشاركة المؤسسة في المعرض على كتب وقصص الأطفال المترجمة وسيرة العلماء المبدعين والأسرة السعيدة، لافتة إلى وجود تنزيلات وعروض تصل إلى 30 و40 في المئة، إضافة إلى الهدايا المقدّمة مع كّل كتاب مباع. مؤكدة وجود إقبال كبير على أجنحة المعرض، خصوصاً على كتب الأطفال.
ويكشف محمد توفيق حلواني المسؤول عن «دار أجيال الغد» أن الدار تبيع الكتب بسعر التكلفة. معتبراً أن عودة المعرض بعد هذه السنوات تعتبَر إنجازاً كبيراً مع ضرورة توسيع مشاركة دور النشر التي ما زالت تمارس عملها لكي يعود المشهد الثقافي كما كان قبل الحرب الإرهابية التي تُشنّ على سورية.
ويقدّم زوّار المعرض وجهات نظر متباينة عن أجنحة الأطفال، فتقول رنا أمّ لطفلين: عودة المعرض وفّرت فرصة كبيرة لنا لشراء الكتب وإعادة توثيق الصلة بين أطفالنا والكتب وإبعادهم عن التكنولوجيا التي أصبحت المصدر الوحيد لثقافتهم. في حين تشير ندى إلى أن الأسعار تعتبر مرتفعة قليلاً قياساً بمستوى دخل غالبية الناس. مشيرة إلى أنه مع الارتفاع العام في تكاليف الطباعة والنشر فإن مستوى الأسعار كان متوقّعاً.
يشار إلى أن معرض دمشق الدولي للكتاب مستمرّ لغاية السبت المقبل.