ورد وشوك

رعب عشناه كاد الفضاء برحبه يضيق، والأرض بأطرافها تغيض، والبحر بوسعه أمواجه تعلو وتهوج، والجبال الراسية كادت بثقلها تميد، والبارود الأسود يصيح سأملأ صدوركم برائحتي الكريهة وسأنثر الأشلاء على جوانب كل طريق، والبشر على مشاربهم اختلفوا بين محبّ وفيّ ومتآمر حقير خطير.

كابوس فظيع طوى من العمر أحلى السنين، البعض انسلّت أرواحهم من الجسد لتغادر إلى مكان بعيد علّ العيش فيه أرحم ولو بالقدر اليسير.

دوامة بين الحياة والموت ليتها تتبدّد وتعلن عن ولادة يوم جديد يعيدنا إلى ذاك الزمن الجميل، في وطن اختلط ترابه بدم خيرة شبابه ونخبة علمائه ورجاله وأغلى أولاده، دفاعاً عن الكرامة عن الحرّية عن الحق والشرعية في الانتساب والولاء.

نحن أحفاد أجداد أسّسوا لحضارة تحترم الإنسان، نشروا بالعلم والمعرفة الضياء

تليق بنا الحياة. نأبى الذلّ ونرفض الانكسار والاستسلام مهما جار علينا الزمان من ظلم وتعدّ. «وظلم ذوي القربى أشدّ مضاضة»، وهم اليوم يعلنون الاستعداد للانسحاب وتصحيح المسار.

لكن هيهات هيهات أيها الأحبة بعد كلّ ما عانيناه أن تصفو القلوب وتتغاضى الأبصار فتغفر وتسامح مَن هدم الديار وأكل الأكباد.

رشا مارديني

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى