ميقاتي: مبادرات الحلول العربيّة والخارجيّة لن تكون بديلاً من التوافق بيننا
أكّد الرئيس نجيب ميقاتي، أنّ «مبادرات الحلول العربيّة والخارجيّة المطروحة، على أهميّتها، لن تكون بديلاً من التوافق بيننا نحن اللبنانيّين، فلا خيار الارتهان والتبعيّة للخارج مفيد، ولا نهج العناد والمكابرة في الداخل مُجدٍ، ولا بديل من قيام تعاون حقيقي أساسه الثقة، لإدارة شؤون الوطن ومعالجة الأزمات التي يتخبّط بها».
وقال في خلال رعايته حفل التخرّج الذي أقامته جامعة بيروت العربيّة لطلاب فرعها في طرابلس: «لستُ في هذا المقام لأتحدّث عن السياسة اللبنانيّة وتفاصيلها، لكن من الصعب تجاوز ما صدر من قرار اتّهامي بتفجير مسجدي التقوى والسلام في قلب مدينتي طرابلس. ونحن، كما كنّا دائماً، لا نتدخّل في عمل القضاء، لكنّنا نعوّل عليه لإحقاق الحق ومحاسبة كل الضالعين في الجريمة، فعشرات الشهداء ومئات الجرحى أمانة في أعناقنا، ومن واجب السلطة القضائيّة ومسؤوليّتها الوطنيّة والأخلاقيّة كشف المرتكبين ومحاكمتهم، لأنّهم من أسوأ الناس لأيّ فئة انتموا، لأنّهم استهدفوا المؤمنين في بيوت الله الآمنة. طرابلس حمت كل لبنان من الفتنة يوم التفجير، وعلى القضاء أن ينصفها وينصف شهداءها».
وأضاف متوجّهاً إلى الخرّيجين: «لبنانكم الواحد لا يكون إلّا لجميع أبنائه من خلال شراكة حقيقيّة في الحقوق، كما في الواجبات، في المواطنيّة كما في الانتماء، فاعملوا كي يبقى كذلك» .
وقال: «كلّنا يُخطئ وجلّ من لا يُخطئ، لكنّ الصواب في المبادرة لا في المغادرة… لا تهاجروا عند أول عائق… تجاوزوا اليأس بطموحكم وتعلّقوا بجذوركم فلا يسهل اقتلاعكم. أنتم خميرة هذا الوطن وثروته الحقيقية، كفانا هروباً للطاقات والمواهب بدون حساب».
وقال: «لقد ضقنا ذرعاً بالحروب العبثيّة التي لم تتوقّف في ما بيننا، والتي أدّت في ما أدّت إليه إلى إشاحة النظر عن القضايا الرئيسة وأوّلها وأهمّها اغتصاب فلسطين، في الوقت الذي نعيش نحن الحروب المدمّرة وزهق الأرواح البريئة وتدمير مقوّمات الاقتصاد العربي في كل مكان، من المحيط إلى الخليج. لقد نال هذا الجيل، كما الأجيال التي سبقت، كفايتها من الحروب، ولكي تتوقّف هذه الحروب علينا أن نؤمّن للضعيف والمستضعف شعوراً بالأمان، بعدما تعرّضت الأغلبيّة المطلقة من الناس في منطقتنا للظلم والاضطهاد والكراهية. ولا يمكن للحروب أن تتوقّف إلّا حين يكون القويّ عادلاً والضعيف آمناً، وهذا ليس بالأمر اليسير، لكنّه ليس مستحيلاً».
وألقى رئيس الجامعة الدكتور عمرو جلال العدوي كلمة بالمناسبة، وفي ختام الحفل، قدّم رئيس الجامعة للرئيس ميقاتي درعاً تقديريّة.