الجيش يتسلّم جثة الشهيد السيد في عرسال وتصاعد عمليات قطع الطرق في المناطق
لم تكد تمضي أربع وعشرون ساعة على إطلاق المجموعات الإرهابية المسلحة خمسة من العسكريين المحتجزين لديهم، حتى فجع لبنان واللبنانيون جميعاً بخبر تأكيد قتل الرقيب علي السيد ذبحاً على أيدي إرهابيي «داعش»، ما بدّد الفرحة بتحرير رفاقه أول من أمس، وقلبها إلى غضب وحزن وعزاء.
وأعلنت قيادة الجيش في بيان أنّ مديرية الاستخبارات تسلمت عند الرابعة من بعد ظهر أمس «جثة أحد العسكريين المفقودين وسيتم نقلها إلى المستشفى العسكري المركزي في بيروت لإجراء فحوصات الـ DNA للتأكد من هويتها».
وسبق ذلك تسلم وفد «هيئة العلماء المسلمين» الشهيد السيد في جرود عرسال والذي سلمها بدوره إلى الجيش.
وأفيد بأنّ جثمان السيد كان مدفوناً في بلدة فليطا السورية المتاخمة لعرسال من جهة القلمون، وتمّ نبش المكان بمساعٍ من هيئات العلماء ومشايخ سوريين.
قطع طرق
في موازاة ذلك، تصاعدت أمس عمليات قطع الطرق من عكار إلى الشوف والجبل للمطالبة بإطلاق العسكريين المخطوفين.
وفي هذا الإطار قطع أهالي العسكريين صباح أمس بالأتربة والسيارات طرقات المحمّرة، وادي الجاموس، العبدة والطريق البحرية في عكار، إلا أنّ أهالي المحمّرة أعادوا فتح الطرق بعد الظهر وأزالوا خيم الاعتصام والإطارات المشتعلة بعد أن طمأنتهم معلومات مصدرها «هيئة العلماء المسلمين»، تحدثت عن بوادر إيجابية تقوم على قبول الحكومة الإفراج عن 10 إسلاميين من سجن رومية في مقابل الإفراج عن عسكريين محتجزين لدى «داعش»، كما أفاد الأهالي.
وواصل ذوو العسكريين، من جهتهم، قطع طريق القلمون بالاتجاهين مطالبين بالعمل على إطلاق سراح أبنائهم.
وللغاية نفسها، قطع أهالي برّ الياس الطريق الدولية، فيما نفذ عدد من أفراد عائلة الجندي عبدالرحمن دياب اعتصاماً أمام دار الفتوى في البقاع للمطالبة بالإفراج عنه. وبعد الظهر قطع الأهالي طريق المطار القديمة قرب ملعب العهد في اتجاه الأوزاعي.
وقطع أهالي العسكري المخطوف عباس علي مشيك، طريق الشويفات أمام محطة الريشاني، بالإطارات المشتعلة مساء للمطالبة بإطلاق سراح ابنهم وسائر العسكريين المحتجزين. وتلا الشيخ حسين مشيك بياناً باسم العائلة طالب فيه بالإفراج عن كل العسكريين، وأعلن عن الاستمرار يومياً بدءاً من التاسعة من صباح اليوم، في قطع طريق الشويفات حتى إطلاق كل المخطوفين.
واعتصم أهالي بلدة مزرعة الشوف، بدورهم، عند دوار بعقلين – بيت الدين، للمطالبة بالإفراج عن ابن البلدة العسكري في الجيش سيف ذبيان، في مشاركة حشد من أبناء البلدة والمنطقة ورجال الدين. وتحدث رئيس بلدية مزرعة الشوف مروان ذبيان باسم المعتصمين، مؤكداً «الثقة المطلقة بالدولة وقيادة الجيش في معالجة هذا الملف، والمساعي المشكورة التي تقوم بها هيئة العلماء المسلمين، من أجل الإفراج عن العسكريين المحتجزين». وشدّد على «التضامن مع باقي عائلات الأسرى، والتهنئة لأهالي العسكريين الذين تم الإفرج عنهم».
كما تحدثت زوجة الجندي ذبيان «فنوهت بالمساعي الجارية للإفراج عن زوجها، كي يعود إلى منزله وعائلته وأبنائه»، ودعت إلى «ختم هذا الملف وهذا الجرح لكل عائلات العسكريين في أسرع وقت ممكن، فأولاد سيف ينتظرون مجيء والدهم بالسلامة، وعلى الدولة وقيادة الجيش بذل أقصى ما يمكن من جهود لتحقيق ذلك».
اعتصام الصويري
على صعيد آخر، نفذ عدد من أهالي بلدة الصويري في البقاع الغربي، اعتصاماً احتجاجاً على استمرار توقيف توفيق بركات الذي أوقفته القوى الأمنية منذ أربعة أيام. كما نفذ اعتصام آخر في منطقة المصنع للغاية نفسها.