الأحمد يستقبل وفداً من نقابة الفنانين: التعاون الثقافي من أساسيات بناء سورية الحديثة
رانيا مشوّح
انطلاقاً من واجب الحفاظ على الإرث الحضاري، كان لا بدّ لمكوّناته من الاندماج لتشكّل سداً منيعاً في وجه كلّ من يحاول النيل من حضارة الوطن ومستقبله. ولأن الفنّ والثقافة هما المكوّنان الرئيسان لحضارات الأمم، فمن الضروري المحافظة على علاقتهما وتطويرها بشكل مستمرّ في سبيل إيصال رسالة الحضارة والفنّ لكلّ أبناء المجتمع.
انطلاقاً من هذا الإيمان، استقبل وزير الثقافة السوري محمد الأحمد وفداً من نقابة الفنانين السوريين، وذلك في مكتبه في الوزارة، وصرّح الأحمد بعد الاجتماع الذي استمر قرابة الساعة: نحن نقول دائماً إن وزارة الثقافة هي البيت الحقيقي للفنّ والأدب. نؤمن في المرحلة المقبلة أنها ستكون مرحلة تشاركية. بمعنى أنّ دور وزارة الثقافة في المقبل من الأيام يكمن في تعزيز العمل الثقافي ومواجهة هذا الفكر الظلاميّ الذي يستهدفنا جميعاً.
وأضاف الأحمد: وزارة الثقافة اليوم مع نقابة الفنانين ومع اتحاد الكتّاب العرب ومع اتحاد الفنانين التشكيليين وكافة المؤسّسات التي تعنى بالشأن الثقافي. لا أريد أن أستثني أحداً. كلّنا جهات تعمل لخير هذا الوطن، للأجيال القادمة التي سيؤسَّس عليها بناء سورية الحديثة بعد كلّ ما تعرّضنا له .
وعن أهمّ ما دار في الاجتماع حدّثنا الأحمد: لقد كانت اليوم جلسة مثمرة جداً، وخضنا مسائل كانت معطلة لسنوات، واستطعنا أن نجد الحلّ لقسم كبير منها. وأن نضع تصوّرات للحلول التي لن تكون بكبسة زرّ، إنما التشاركية مطلوبة. وبالنسبة إلينا، دور نقابة الفنانين يتمثل في إحياء العمل الثقافيّ والفنّي ودعمه، وإيجاد نُظم معيّنة بالتعاون مع وزارة الثقافة.
وتابع: أرحّب بنقيب الفنانين الفنان زهير رمضان، وبكلّ الضيوف أعضاء النقابة. هذا البيت هو بيتهم، ووزارة الثقافة كما اعتادت دائماً ستكون حضناً لكلّ فنان ولكلّ عمل ثقافيّ مزمع التفكير والعمل به في القادم من الأيام .
كما صرّح الفنان زهير رمضان نقيب الفنانين السوريين قائلاً: كانت فرصة كبيرة وجميلة جداً، أننا جئنا لتوطيد العلاقات بين نقابة الفنانين ووزارة الثقافة. وقد خرجنا بانطباع جيّد جداً. كانت لدينا صعوبات ومعوقات عدّة في العمل، وأيضاً حالياً نحن بصدد تقديم مشروع تحديث قوانين وأنظمة نقابة الفنانين، وكان الفضل لمعالي الوزير محمد الأحمد، أن أنجزنا سريعاً في خلال عشر دقائق ما لم نستطع إنجازه خلال عشر سنوات. وهذا إن دلّ على شيء، فإنّه يدل على الاهتمام وعلى أن الوزير ليس وزيراً فقط، إنما ابن وزارة الثقافة الذي يتطلّع بتفاصيل كثيرة على واقع العمل المعاش عموماً، والصعوبات و المعوقات خصوصاً. من هنا نؤكد على ضرورة تضافر الجهود كافة من أجل تحقيق ما نسعى إليه جميعاً في رفع سويّتنا الثقافية والفنية، وزجّ كلّ هذه الطاقات في معركتنا الحقيقية في مواجهة الفكر الظلاميّ التكفيريّ الوهابيّ الذي يستهدف وطننا.
وعن آلية التعاون بين نقابة الفنانين والوزارة قال رمضان: هناك مشروع مشترك مع وزارة الثقافة، من أجل تقديم فعاليات فنية وثقافية تستهدف مراكز الإيواء التي تحوي داخلها عدداً كبيراً من أطفالنا، هم بحاجة إلى إعادة تأهيل بسبب الظروف التي مرّت بها سورية، وبسبب الحرب الكونية التي شُنّت على هذا الوطن. وذلك من أجل إعادة دمجهم بمجتمعنا، وهذا سيكون من خلال ندوات فنية وفكرية وعروض مسرحية ومسرح الأسرة ومسرح الكبار للصغار. و كما قال الرئيس الراحل حافظ الأسد: «من َملك الجيل مَلك المستقبل»، ونحن حريصون مع وزارة الثقافة والوزير شخصياً أن نملك هذا الجيل من أجل الارتقاء بمستوى وطننا في أدائنا وفي عملنا اليومي.
ثم شكر رمضان الوزير الأحمد وكلّ من يقدّم المعونة والمحبة لهذا الوطن، وشكر أيضاً الصحافة التي تسوّق لكل ما يرقى بمستوى الوطن.