مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الاثنين 05/09/16

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الاثنين 05/09/16

«المنار»

بلا موعدٍ جديدٍ انتهت جلسةُ عين التينة الحواريّة، مع معرفةِ جميعِ اللبنانيّينَ أنّهم لا يملكونَ ترفَ الاختيارِ بديلاً عن الحوار.

عند معبرٍ سياسيٍ ضيّقٍ عَلِقَت طاولةُ المتحاورين، وباتَ الجميعُ أمامَ مسؤوليةِ إخراجِها دونَ إصابةِ أيٍ من مكوّناتِها،

وحتى تستوي المخارجُ والحلولُ فإنَّ المأمولَ ألاّ يرتفعَ منسوبُ الأزَماتِ قبلَ ابتكارِ العلاجات.

في سورية، أثبتَت العلاجاتُ الميدانيةُ نَجاعَتَها أكملَ الجيشُ السوريُ وحلفاؤهً اقتلاعَ الإرهابيّينَ من تلةِ المقالعِ والمشرفة وكتيبةِ الدفاعِ الجويِ في حلب، مُحكِماً إقفالَ الثَغرةِ التي أحدثوها باتّجاهِ الراموسة، ومبدِّداً أحلامَهُم بفكِّ الحِصارِ عن مسلحّيهِم في حلب الشرقية. أمّا المحادثاتُ الروسيّةُ الأميركيّةُ فلم تستطِع بعدُ فكَّ شيفرةِ الحلولِ التي يَزيدُ من صعوبتِها على الأميركي إنجازاتُ الجيشِ السوري.

فاجعةُ منى كانت عنوانَ رسالةِ الإمامِ السيد علي الخامنئي بمناسبةِ موسمِ الحج، وحُجةً على العالمِ الإسلامي الذي لا زالَ يعيشُ تحتَ وطأَةِ هذه الفاجعة التي تسبّبت بها الإدارةُ السعوديّةُ السيّئةُ للحجّ، داعياً سماحتُهُ إلى التفكيرِ الجادِّ بحلٍّ لإدارةِ الحرمينِ الشريفين.

وحولَ تصرّفاتِ الساسةِ في السعودية حِيالَ الصهاينةِ وأميركا، رأى الإمامُ الخامنئي أنَّها عارٌ على العالمِ الإسلامي، متَّهِماً السلطات السعوديّة بإثارةِ الفتنِ وتوريطِ العالمِ الإسلاميِ بحروبٍ داخليّةٍ وتأسيسِ وتجهيزِ الجماعاتِ التكفيريّة، وإغراقِ اليمنِ والعراقِ وليبيا والشامِ وغيرِها من البلدان بسيلٍ من الدماء.

«أن بي أن»

الجلسة الحوارية كانت عبارة عن حقل من الألغام النوويّة، كان فيها حارس ماهر اسمه نبيه برّي من انفجارها. عبارة اختصر فيها الوزير رشيد درباس توصيف الجلسة اليوم أمس كما قال للـ»أن بي أن».

راعي الحوار علّق جلساته بعدما تبيّنت نوايا الوزير جبران باسيل بتعطيل مشاركة التيار الوطني الحر بالحوار والربط مع أزمته الحكومية، عندها كان قرار رئيس المجلس: حلّوا أموركم الحكومية لنتابع الجلسات الحوارية. ميثاقيّة التيار الوطني الحر ومعركة باسيل استنفرت زعيم المردة سليمان فرنجية على الطاولة، داحضاً بالتفصيل ما يروّج له باسيل. المارد كان كعادته واضحاً في مقارباته، جريئاً في مداخلاته، سائلاً باسيل: أنت الراسب في خمس جولاتٍ انتخابيّة، قل لنا من تمثّل؟

فرنجية لم يعرف كيف يحسب العونيّون حساباتهم التمثيليّة والسياسيّة في كلّ جولةٍ وكلّ محطة، فإذا لا يتمّ انتخابنا لرئاسة الجمهورية، في إشارةٍ إلى العونيّين، نعتبر أنّ المسيحيّين ليسوا بخير، قال فرنجية رابطاً ممارسات التيار التعطيليّة ومصالح العونيّين الانتخابية. فماذا بعد؟ هل يُشلّ عمل الحكومة؟ هل يبقى الحوار معلّقاً؟ هل يتجمّد البلد؟ ماذا عن مصالح الناس؟ هل يتحمّل البنانيّون مزيداً من الأزمات؟ وهل يجوز وضع المؤسسة العسكريّة في مساحات التشكيك بالقيادة ودفع الجيش إلى الشغور؟ هذا الجيش الذي يواجه الإرهاب على الحدود ويضبط الأمن في الداخل ويحظى بثقةٍ شعبيّةٍ شاملة كاملة، لا يجوز أن يشعر عسكريّوه وضبّاطه وقياداته بأي تقصير معهم. من يقدّم الدماء في سبيل الوطن، ترخص التقديمات المالية والمعنوية له، ومن هنا كان تمنّي الرئيس برّي على النوّاب لتقديم نصف مخصّصاتهم لشهرٍ دعماً للجيش.

«الجديد»

فرنجية يصطاد الطريدة!

وتعطّلت لغةُ الحوار وجرى تفجيرُ الطاولةِ المُعمّرةِ منذُ أحدَ عَشَرَ عاماً، فبعبّوةٍ محشوةٍ بالميثاقيّةِ الناسفةِ أنهى جبران باسيل جلَساتِ الحوار وعلّقَها على زمنٍ لن يأتي، ومَن رسمَ النهايات كان واضحاً أنّ باسيل دَخل ليخرج، وأنّ مُهمّتَه في الجلسةِ كانت ضغطَ الزرِّ عن قربٍ لتحويلِ الحوارِ إلى أشلاء، لكنْ بعد أن يكتبَ في بداياتِها مظلوميّةَ التيارِ الوطنيِّ الحرِّ الذي عومل وفقَ الإساءاتِ السياسيّةِ خمسةَ عَشَرَ عاماً، وجرى إبعادُه ونفيُه وظُلم وحُجِبت عنه الرئاسة، واليومَ أمس يجري تجاوزُه ميثاقيّاً، وبعبارة «كَفى ظلماً» أنهى باسيل مَحضَرَ الجلسةِ لأنّنا لم نعدْ نحتمل، لكنَ سليمان فرنجية العائدَ مِن رحلةِ صيدٍ طويلة لم يجدِ الطريدةَ في ريفِ كندا، بل اصطادَها بطلْقةٍ واحدةٍ خلال جلسةِ اليوم أمس ، وخاطب باسيل بمديرِ التيار آخذاً عليه تصنيفَ المسيحيّين وتَنسيبَهم وتَعدادَهم وتجريدَهم من انتماءاتِهم، والتحدّثَ عن الطوائفِ الأخرى بأسلوبٍ طائفيٍّ يقلّلُ من شأنِهم، وقال فرنجية مخاطباً باسيل: «أنت لم تدخُلْ معركةً إلّا وخسِرتَها، مَن أنت ومَن تمثّل وأنت الراسبُ في الانتخاباتِ النيابيّةِ أكثرَ مِن دورة، والمعيّنُ رئيساً للتيارِ مِن دونِ انتخابات!». ووفق المحضر، فإنّ فرنجيّة توقّف عن الازدراء الطائفي لباسيل، لا سيّما عندما سمّى النائبين عقاب صقر وغازي اليوسف، وتنّدر ما إذا كانا يمثّلان الطائفة الشيعية، فاعتُبرت هذ التَّسميةُ إسقاطاً على حالة فرنجية وتشبيهاً له، ما رفضه زعيم المردة على اعتبارَ أنّ كل مكوّن مسيحي هو قيمة بحدّ ذاتها، ولا تصنّف حسبما يميل الهوى السياسي.

انتهى حوار العمر الذي كان عديم الفائدة منذ التكوين لم يقدّم يوماً أو يؤخّر، لا بل اشترى الوقت وألغى المؤسّسات، ناب عن طاولات مجلس الوزاء والنوّاب والدستوري والشورى ومجالس الخدمة والوزارات. لم يكن هناك من دواعٍ لنشوب خلافٍ ميثاقي حوله، لأنّ الحوار بشخصه وطاولته ومتحاوريه هو عمل غير ميثاقي يطعن في ما تبقّى من الغرف الرسمية. لا حوار ولا سلال، والسلّة الوحيدة التي ستطال عنب الشام وبلح اليمن هي في ما تحمله جعبة الروس والأميركيّين، وبإيماءة سعوديّة. وإلى حين نضوج الطبخة الدوليّة، فإنّ الطباخين في ملف النفايات اللبنانيّة أعدوا اليوم أمس وجبة سريعة مع سمّ وزئبق اتفاق ثلاثي بين كنعان وشهيّب وبوصعب، سيخضع في بيت الكتائب لفحص عينيّ لتكون الكلمة الفصل للنائب سامي الجميّل.

الـ»أو تي في»

الحوار معلّق! نتيجة تبدو كافية لإدراك أنّ المواعيد الرئاسيّة الأربعاء، والحكوميّة الخميس، باتت منذ اللحظة في مهبّ التساؤلات… بل أبعد من ذلك، كل «التركيبة» باتت تحت المجهر، بعدما سقط الأفرقاء السياسيّون اليوم أمس في اختبار تحديد سقف التعامل المحكوم بالميثاقية. في الشكل، قد يأسف البعض على مشهديةِّ طاولةٍ تلتئم بين حين وآخر وعلى صورة جامعة، قبل أن يتبادر إلى الذاكرة أنّها بقيت صورة، من دون أن تنطق بصوت الحق! أمّا في المضمون، فماذا سيتغيّر بعد تعليق الحوار؟ قد يكون الأجدى السؤال، ماذا غيّر الحوار أصلاً؟ وهل طمأن هواجس شريحة لبنانيّة أساسيّة، تخشى تكرار الظلم الذي عاشته في التسعينيّات؟ جلسة اليوم أمس قد تكون الأسوأ، لا لأنّها انتهت بلا موعد لجلسة جديدة، بل لأنّها أفضت إلى شعور لدى البعض أنّ الميثاق فُقِدَ، فاهتزّت معه القناعة الوطنيّة بالعيش المشترك. شعور، عبّر عنه الوزير جبران باسيل معلناً تعليق مشاركة التيار الوطني الحرّ بالحوار، ليقابله الرئيس بنيه برّي بالإعلان عن تعليق الحوار بجلساته كاملةً. ماذا بعد هذه النتيجة؟ الإجابة رهن الأيام، أمّا ما قبل، بتفاصيله ونقاشاتها.

الـ»أل بي سي»

انفختَ دفّ الحوار وتفرّق عشّاقه، وأرانب الرئيس برّي التي كان يستلّها من كمّيه استخدم منها اليوم أمس الأرنب الأخير قبل أن تنقرض، وهكذا تتهاوى الطاولات واحدةٌ بعد الأخرى. من طاولة الحوار اليوم أمس إلى طاولة مجلس الوزراء الأسبوع الماضي، إلى طاولة الحوار الثنائيّة بين حزب الله والمستقبل، فماذا بعد؟

اليوم أمس ، انحسرت كلّ الرّمانات لتحلّ محلّها القلوب الملآنة، قلوب ملآنة بين الوزير باسيل والنائب فرنجيّة، انفجرت على خلفية الميثاقيّة والسقوط في الانتخابات والصفة التمثيليّة، وقلوب ملآنة بين الرئيس برّي والوزير باسيل على خلفيّة تعليق الحوار ومن يعلّقه.

في هذا الجو، كيف ستنعقد جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل، وما هو مصير البنود التي تمّ إقرارها في الجلسة الأخيرة في ظلّ إصرار وزراء التيار الوطني الحر على عدم التوقيع على القرارات؟

تأتي كلّ هذه التطورات في ظلّ أزمتين، الأولى أزمة النفايات التي يبدو أنّ مخارجها لم تتوفّر كليّاً، وإن كانت الأجواء تشير إلى أنّ التوافق ينتظر أن يتبلّغه حزب الطاشناق، والأزمة الثانية ضغط الازدحام في مطار بيروت، والذي أدّى إلى أن يفقد كثيرون من المسافرين مواعيد رحلاتهم.

الـ»أم تي في»

بإعلان رفع الحوار من دون تحديد موعد الجلسة المقبلة، تكون آخر قطبة من ثوب الدولة المهلهل قد انقطعت. نعم.. وفيما السفينة اللبنانيّة تبحر وسط أمواج المنطقة العاتية، تخانق البحارة وقد شارك معظمهم في قطع رأس القبطان.

إنّ مغامرة تطيير الحوار، مهما كانت العناوين موضع الخلاف هامّة ومصيريّة، من دون نظام حماية داخلي يعني ربط لبنان بمصير آخر نقطةٍ متنازع عليها في الجوار واستدعاء مجانيّاً للفوضى، وقد اعتبر المواقبون أنّ جلسة مجلس الوزراء إنْ عُقدت الخميس ستكون نسخةً عن الحوار.

وفيما أهل السياسة يبحرون بالبلاد في بحيرة التماسيح، لبنان الآخر يبحر في برَك النفايات ومستنقعاتها، لكن محاولة جديّة لاستيعاب الكارثة جرت اليوم أمس بمبادرة قادها التيار الحر على خط الكتائب – الوزير أكرم شهيّب، يبدو أنّها وضعت أساساً يمكن الانطلاق منه لحلّ الأزمة على ثلاثة مراحل رفع النفايات المتجمّعة حديثاً، تطوير عمليّات الفرز من المصدر والمعامل المعالَجة، تحقيق لا مركزيّة موسّعة تتدبّر عبرها كلّ منطقة التخلّص من نفاياتها بأسلم الطرق البيئيّة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى