أنقرة: ينبغي بحث مستقبل الأسد ضمن المعادلة الحالية
قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، أمس، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعرب عن دعمه لعملية «درع الفرات» التي تجريها بلاده شمالي سورية. مضيفاً: إن «تركيا ستتعاون مع روسيا في مسألة التفاهم بخصوص الأوضاع في حلب».
وذكر المتحدث التركي، أن بلاده لن تسمح بإقامة ممر إرهابي شمال سورية. مؤكدا أن «وحدات حماية الشعب الكردي» ستتحول إلى هدف مشروع لقوات بلاده، في حال عبرت إلى منطقة غرب الفرات. مؤكداً، أن تناول المستقبل السياسي للرئيس السوري بشار الأسد، ينبغي أن يكون ضمن المعادلة الحالية.
وأشار كالين، إلى أن الرئيس التركي، ناقش خلال قمة العشرين، في الصين، إقامة منطقة آمنة في سورية، مؤكدا أنه لم يلاق اعتراضات من الدول الأخرى. وفي الوقت نفسه، لم يقابل بدعم واضح.
وأوضح أن القوات التركية تخطط لتنفيذ وقف لإطلاق النار، في محافظة حلب، التي دخلتها بعض القوات التركية، لمدة 48 ساعة مبدئيا. مشيرا إلى أنها تسعى إلى أن تستمر في عيد الأضحى.
وحول العلاقات التركية الأميركية، كشف كالين، عن أن أنقرة لا تزال تواجه بعض المشاكل مع الولايات المتحدة، فيما يتعلق بدعم واشنطن لقوات سورية الديمقراطية الكردية، التي تعتبرها تركيا منظمة إرهابية.
وأكد كالين، أن بلاده تصر على عدم وجود أي عنصر من هذه القوات الكردية، في مدينة منبج السورية.
جاءت التصريحات التركية، بعد يوم على تأكيد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، إنه لا يحق لتركيا ولا لغيرها، المساس بسيادة الدول الأخرى بما فيها سورية، من دون طلب من حكومتها.
قاسمي، أكد أن محاربة الإرهاب في المنطقة، موضوع جاد وهام، نظرا لانتشار العصابات الإرهابية القاتلة للأطفال في سورية، خلال السنوات الأخيرة، وإثارة حرب أهلية دمرت البنى التحتية للبلاد.
أضاف: «علينا جميعا ودول المنطقة، أن نبذل الجهود بشأن محاربة الإرهاب، من دون استخدام المعايير المزدوجة. وأن نحارب هذه الظاهرة المشؤومة التي يوجد لها حماة في المنطقة والعالم، وعرضت المنطقة للاضطرابات والتوتر وانعدام الأمن».
المتحدث الإيراني، أشار إلى أنه يمكن إدراك خطوة تركيا ضد الإرهابيين في سورية، لكن من المؤكد، أن لا الحكومة التركية ولا غيرها، يمكنهم المساس بسيادة سورية، من دون طلب من الحكومة.
ميدانياً، سيطرت قوات الجيش السوري، أمس، على نقاط استراتيجية مهمة في جنوب غربي حي العامرية، بريف حلب، بعد معارك عنيفة دارت بينهم وبين ارهابيي «فتح حلب» و«الجبهة الشامية».
وأشار مصدر عسكري سوري، إلى أن الجيش السوري، بمساندة الطيران الجوي السوري الروسي، تمكن من استعادة السيطرة على كتلة الأبنية الزرق، والأبنية المحيطة بإدارة الموارد البشرية، جنوب غربي حي العامرية.
أضاف المصدر، إن الجيش تمكن من صد هجوم لمقاتلي «جيش الفتح»، بالقرب من باب المدرسة الفنية الجوية، جنوب غربي حلب، مما أدى إلى مقتل وجرح أكثر من عشرة منهم، إضافة لصد هجوم في تلة أم القرع، المشرفة على طريق حلب ـ الراموسة.
وكانت مصادر إعلامية، أفادت بأن الجيش السوري واصل تقدمه في ريف حلب الجنوبي، حيث سيطر على مستودعات بلدة خان طومان، وبدأ بالتقدم نحو البلدة تحت غطاء مدفعي.
من جهته، أكد مصدر عسكري لوكالة «سانا»، أن سلاح الجو في الجيش السوري، نفذ، صباح أمس، غارات مركزة على تجمعات وتحصينات التنظيمات المسلحة في الريفين الجنوبي والشمالي لمدينة حلب.
وأوضح المصدر، أن سلاح الجو نفذ غارات مركزة على تحصينات ومحاور تحرك تلك الجماعات، في خان طومان ومعراتا بريف حلب الجنوبي، مما أسفر عن تدمير مدرعات وآليات للمسلحين والقضاء على العديد منهم.
الجدير بالذكر، أن مجموعات مسلحة تابعة لتنظيمي «جبهة النصرة» و«أحرار الشام»، المتحصنة في مدينة بنش وعدد من القرى والبلدات المجاورة لبلدتي الفوعة وكفريا، تمنع وصول قوافل المساعدات الإنسانية إلى البلدتين وتستهدفهما بالقذائف والرصاص، بشكل شبه يومي.
وفي السياق، أعلن الجيش التركي عن مقتل اثنين من جنوده، وإصابة 5 آخرين، خلال اشتباكات مع تنظيم «داعش» بالقرب من بلدة الراعي، في ريف حلب الشمالي، أمس.
وقال الجيش، في بيان، إن الجنديين قتلا بصواريخ أطلقها مسلحو التنظيم استهدفت دبابتين تركيتين، تشاركان في عملية «درع الفرات»، التي أطلقتها أنقرة قبل 14 يوميا في سورية.
وأشار البيان، أيضا، إلى مقتل عنصرين وإصابة اثنين آخرين من وحدات «الجيش السوري الحر»، المرافقة للجيش التركي، بسبب القصف.