مجلس كنائس الشرق الأوسط يفتتح جمعيته العامة في عمان والكلمات تدعو إلى تكريس قيم الشراكة والعيش الواحد
افتتح مجلس كنائس الشرق الأوسط جمعيته العامة الـ11 في عمان، بدعوة من رئيس المجلس عن العائلة الأرثوذكسية بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال فلسطين والأردن ثيوفيلوس الثالث، وبمشاركة جميع رؤساء كنائس الشرق الأوسط، وهم: 22 رئيساً من الأردن والعراق وسورية وفلسطين وقبرص ولبنان ومصر وإيران، إلى جانب أعضاء الجمعية العمومية الممثلين للعائلات الأربعة، ومشاركين من كنائس غربية ومؤسسات عالمية.
بداية، تحدث ثيوفيلوس مثمناً «دور الأردن وقيادته في الوقوف بصلابة إلى جانب مسيحيي المشرق على مر التاريخ، وعلى استضافة اللاجئين وحفظ كرامتهم».
وتحدث كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا آرام الاول عن «واقع الشرق الأوسط الحالي»، مشدداً على «وجوب التحرك سريعاً لمواجهة التحديات، … من أجل التخفيف عن الشعوب المضطهدة ومسيحيي البلدان التي تقبع تحت آفة الحرب».
ولفت بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، من جهته، إلى «أنّ المرحلة التي نعيشها تاريخية، وتستدعي منا تحركا تاريخياً من خلال تفعيل الحوار».
ودعا رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة المطران منيب يونان إلى «الخروج برسالة واضحة وقوية في المشرق العربي»، مشدّداً على «استلهام رسالة عمان وواجب تكثيف الجهود وتوحيد الكلمة من هذا المشرق، تحقيقا لموقف انساني شامل».
وقال بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للاقباط الأرثوذكس تواضروس الثاني: «على الكنيسة أن تؤدي دوراً اجتماعياً فعالاً في خدمة الاوطان. وندعو إلى أن يتكامل صوت المسيحيين مع صوت المسلمين المعتدلين في حفظ العيش المشترك بأبهى حلله، رغم الصعوبات التي تواجهنا».
ودعا بطريرك الاسكندرية وسائر إفريقيا للروم الارثوذكس ثيودوروس الثاني إلى «التكاتف معاً لخدمة المتألمين».
وأعرب بطريرك الكنيسة الكلدانية لويس روفائيل ساكو عن قلقه على «مستقبل المسيحيين في الشرق، اذ فيه تعرض المسيحيون ولا يزال يتعرضون إلى اعتداءات كبيرة»، مطالباً العالم اجمع والعالم الاسلامي خصوصا بـ«موقف واضح وموجه لإنقاذ المسيحية المشرقية وبقاء أبنائها في أراضيهم بسلام».
أما بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم مار اغناطيوس افرام الثاني، فرأى أننا «نحتاج إلى وقفة قوية لتأكيد العيش المشترك وإنهاء مسببات زعزعته، ورفع الصلاة للأسرى والمخطوفين والمتألمين، وندعو إلى العمل من أجل إنقاذهم والتخفيف من جروحهم».
ووجه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر نداء للوحدة، وقال: «إنّ مسيحيي الشرق هم قطعة من قلب الشرق وهويته». وأضاف: «نقول هذا، وفي قلبنا مطراناً حلب يوحنا إبراهيم وبولس يازجي اللذان تعاجز الجميع عن إطلاقهما وكشف مصيرهما العالق بين ترهات الزمن منذ أكثر من ثلاثة أعوام».
ورأى بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام أن «لا بدّ من صوت كنسي واحد صريح يطالب دول العالم، لا سيما الكبرى منها، والعربية بأجمعها، بحلف عالمي عربي أوروبي مسيحي إسلامي لأجل السلام».
وأشار رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر القس الدكتور اندريا زكي إلى «أنّ التحدي الأساس الذي يواجهنا كمسيحيين ليس تجاوزنا الظروف الصعبة، بل أن نصنع فرقاً في بلادنا وكنائسنا».
وتحدث رئيس أساقفة قبرص للروم الأرثوذكس خريستوستوموس الثاني عن «أهمية تضافر الجهود لبناء السلام».
وأكد بطريرك الكنيسة القبطية الكاثوليكية ابراهيم اسحاق سيدراك «حضور المسيحيين كمواطنين في الشرق وأنهم شركاء في المسؤولية، وأنّ مجلس كنائس الشرق الأوسط هو أداة حية لإحياء هذا الحضور بفاعليته».
وقال البطريرك فؤاد الطوال: «يجب أن يعمل الناس على زرع السلام والطمأنينة في ظل كل ما يعانيه الشرق من حروب وألم».
وألقى المطران بولس صياح كلمة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قال فيها: «إنّ مجلس كنائس الشرق الأوسط يتخذ أهمية خاصة في هذه الظروف الخطيرة، بل المأسوية، التي تمر فيها منطقتنا الشرق أوسطية، وذلك لما لوحدتنا المسيحية من أهمية من أجل الشهادة الحقيقية ليسوع المسيح، وأيضا من أجل الرسالة التي أوكلها الرب إلينا كي نكون أداة سلام لإخوتنا».
وشدّد المطران بطرس مراياتي ممثلاً بطريرك الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية على أنّ «الحوار المسكوني سيشكل الهم الأساس لرسالة المجلس».
كما وجه السفير البابوي في الأردن والعراق المونسنيور البيرتو أروتيغا مارتن رسالة باسم البابا فرنسيس، قال فيها: «نثمن عالياً دور مجلس كنائس الشرق الأوسط في بناء وحدة المسيحيين وإطلاقه آفاق التلاقي في الحوار اللاهوتي، خصوصاً في ظل ما يشهده العالم العربي من صراعات تستدعي تضافر الجهود لخدمة وحماية كرامة الإنسان».
ورأى المتروبوليت بندكتوس في كلمة بالنيابة عن البطريرك المسكوني برتلماوس الأول أن«لا عمل أنبل من السعي إلى السلام والمصالحة».
أما القائم بأعمال الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط الأب الدكتور ميشال الجلخ فشكر الدولة الراعية والمسؤولين فيها والملك عبدالله الثاني «الذي احتضن خيار انعقاد الجمعية العامة في الأردن منذ اليوم الأول».
وقالت مديرة مكتب مجلس الشرق الأوسط في الأردن وفاء القسوس: «إننا أمام حدث تاريخي، فرؤساء كنائس الشرق الاوسط، وفي حقبة تحولات استراتيجية، يلتقون في عمان ليتداولوا في آفاق تعاونهم ليبقى الشرق الاوسط رسالة وحدة في التنوع».