فلوريانا سافينو تحاور ثقافات العالم كونها جسر تواصل الشرق بالغرب
فلوريانا سافينو: ممثلة واستعراضية مسرحية، لديها مشاركات كثيرة في أعمال مسرحية وتمثيلية داخل إيطاليا إضافة إلى مشاركات في معظم الدول الأوروبية.
شاركت فلوريانا عام 1994 في مهرجان بابيلونيا في العراق من خلال عمل مسرحي كممثلة ومساعدة مخرج في ذاك الوقت، وبعد عودتها إلى ايطاليا ازداد حبها للفن والثقافة والحضارة العربية، فبدأت مع مجموعة من المهتمين بالعمل على تبادل نشاطات ثقافية فنية مع بعض الدول العربية.
وفي عام 1995 فكرت فلوريانا سافينو مع المجموعة بإطلاق مشروع لمهرجان شعوب البحر الأبيض المتوسط. وفي 1997 بدأ المهرجان بشكل رسمي في مدينة بيشيليه في محافظة باري، وكانت فلوريانا في البداية سكرتيرة منظمة للمهرجان. وفي عام 2000 أصبحت المديرة الأولى والأساسية لمهرجان شعوب البحر الأبيض المتوسط.
بهذا الخصوص قامت فلوريانا سافينو بمشاركات في مهرجانات عربية عدة، منها: الفجيرة والشارقة والمسرح الدولي في عمان وتونس وقرطاج والاسكندرية والقاهرة وفي دبي والعراق وفلسطين وسورية ولبنان. ويمكن القول إن فلوريانا سافينو أصبحت جسر تواصل يربط الثقافة العربية بالثقافة الإيطالية.
تمكنت فلوريانا سافينو من تعريف المجتمع الإيطالي على الفن العربي من خلال استضافة مطربين عدة عرباً وفرقاً مسرحية وفولكلورية شعبية فنية عربية وشعراء، ونقلت الفن والثقافة والحضارة العربية بشكل جمالي إلى الداخل الإيطالي، وبشكل يليق بها كمديرة، كونه المهرجان الوحيد والفريد من نوعه في جميع دول اتحاد الأوروبي الذي يركز على مشاركات عربية بحتة، وله خبراته وأهدافه من الناحية السياسية، لإظهار الثقافة والحضارة العربية.
عام 2014 تم اختيار مشاركات من دول خليجية. كان منطلق فلوريانا سافينو هو تقديم الثقافة الأصيلة والحضارة والفن الموجود في دول الخليج، والنظرة المتعارف عليها عامة في أوروبا أن دول الخليج هي دول التجارة والصناعة والأموال والبورصة والبترول، ولم يكن هناك تركيز على الجانب الثقافي فيها. فعندما تذكر هذه الدول أمام أي إنسان أوروبي تكون لديه صورة واضحة أنها دول للنفط والتجارة. لذا عملت فلوريانا سافينو على إظهار الحضارة والثقافة الموجودة في الدول الخليجية، فكان التركيز هذه العام على مشاركات خليجية، مع أنها ليست المرة الأولى التي يشارك فيها بعض هذه الدول في هذا المهرجان، فقد سبق ذلك مشاركات أعمال فنية ومسرحية من دول الخليج في سنوات سابقة.
من هذا المنطلق حددت اختيار هذه الفعاليات للتوضيح بأن هناك إيقاعاً ثقافياً فنياً حضارياً خليجياً في هذه الدول. فقامت المديرة الأساسية للمهرجان فلوريانا سافينو بالتعاون مع المنسق العام للفعاليات الدولية لمهرجان «شعوب البحر الاأبيض المتوسط» المخرج الأردني عاهد عبابنة، باختيار هذه الدول ونشاطاتها، ومنها: قطر والسعودية وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة والكويت، إضافة إلى الجزائر والمغرب والأردن.
تحضيرات العام المقبل
فور انتهاء فعاليات مهرجان شعوب البحر الأبيض المتوسط لهذا العام، ستبدأ فلوريانا سافينو قريباً العمل على تجهيز فعاليات مهرجان لعام 2015، ومن المتوقع أن تستقبل دول عديدة مثل مصر والمغرب العربي والشرق الأوسط بكامله وأيضاً دول الخليج، إضافة إلى دول أوروبية.
وسيكون لفلوريانا زيارات عدة إلى العديد من دول العالم العربي، وستبدأ بالتنسيق مع الجهات المختصة بشكل مستمر لتكون هناك استمرارية بالتواصل الثقافي والفني لتحديد المشاركات المفترض أن تكون عام 2015 لمهرجان البحر الأبيض المتوسط. ستكون هناك مشاركة قوية لما بين 10 إلى 15 دولة عربية، إضافة إلى مشاركات لدول غربية تقع على البحر الأبيض المتوسط أو من شمال أوروبا وبعض الدول.
وستقوم فلوريانا سافينو بهذه الخطوات قريباً في العالم العربي للبدء بالعمل على مهرجان شعوب البحر الأبيض المتوسط لعام 2015.
فلوريانا سافينو المثقفة الفنانة الإيطالية التي تتكلم تقريباً اللغة العربية، وتكاد أن تنطق بها وتتكلمها، فهي تحب وتعشق ثقافة وحضارة الدول العربية وفنونها، من هذا المنطلق تبقى على تواصل مع الشعوب العربية من خلال الثقافة.