شورتر: انتظار القرار الخارجي تنصُّل من المسؤولية

رأى السفير البريطاني في لبنان هيوغو شورتر «أنّ بقاء لبنان من دون رئيس لأكثر من سنتين يضعف البلاد ونموذج التعايش الذي يمثله في المنطقة. وهذا يعني أنّ لبنان أصبح أكثر عرضة للصدمات الداخلية والخارجية وأصبح نموه الاقتصادي وخلق فرص العمل في تراجع وباتت مؤسسات الدولة مهدّدة».

وقال شورتر في بيان بمناسبة مرور عام على تسلمه مهامه الديبلوماسية في لبنان: «على اللبنانيين أن يقرّوا بأنّ اتفاق الأطراف الخارجية لا يمكن ويجب ألا يكون ضرورياً لإيجاد حلّ للأزمة الرئاسية».

أضاف: «رغم كلّ الجهود الحثيثة التي تبذلها بريطانيا وغيرها من الأطراف المسؤولة لإيجاد حلّ للأزمات الإقليمية إلا أنّ التسوية قد تستغرق سنوات. فهل بإمكان لبنان الانتظار بعد؟ على كلّ مسؤول لبناني ألا يدخر جهداً لتفادي تحدي قدرة لبنان على الصمود التي يشتهر بها هذا البلد في انتظار تبلور حلول للمشاكل الإقليمية المستعصية».

وتابع: «مهما اهتمت القوى الخارجية لأمر لبنان لا بد أن تضع مصالحها الوطنية الخاصة أولاً فهذه قاعدة ثابتة في العلاقات الدولية»، لافتاً إلى «أنّ انتظار القرار من جانب الآخرين هو تنصل من المسؤولية. لكن عندما ينتخب اللبنانيون نوابهم ومجالسهم البلدية، كما بدا جلياً من نتائج انتخابات أيار البلدية، فهم يتوقعون من هؤلاء المنتخبين أن يمثلوا مصالحهم أي مصالح الشعب وليس مصالح أشخاص آخرين يعيشون على بعد مئات لا بل آلاف الأميال ولا مصالح السياسيين الخاصة».

وقال: «النظام معطل برمته. فقد مضى 28 شهراً على انتهاء ولاية الرئيس سليمان والكثير من السياسيين اللبنانيين كانوا يعملون بكد للتوصل الى اتفاق على خلف. لكن آن الأوان للاعتراف بأنّ محاولات حشد توافق بين المصالح الخارجية المتنوعة والمتناقضة لصالح مرشح واحد قد باءت بالفشل. إنّ الدستور اللبناني يوفر آلية لحلّ مثل هذه المشكلة: التصويت في البرلمان لانتخاب رئيس».

وإذ لفت إلى «أنّ مشاكل المال والسلاح والتأثيرات الدينية الخارجية ستستغرق وقتاً طويلاً قبل أن تُحل»، أشار شورتر إلى «أنّ مسألة الرئاسة يمكن أن تحلّ الآن وعلى أيدي اللبنانيين». وختم السفير البريطاني: «لأكثر من عامين، السياسيون اللبنانيون هم أنفسهم من قرر انتظار الإملاءات الخارجية وعلى البرلمانيين اللبنانيين أنفسهم تقع مسؤولية انتخاب رئيس. ألم تنص مقدمة الدستور اللبناني على أنّ «لبنان وطن سيد حر مستقل؟

لذلك أقول: حان الوقت لينتخب لبنان رئيساً بشكل مستقل. حان الوقت ليصوت البرلمان. حان الوقت لاستقلال 2».

من جهة أخرى، زار شورتر برفقة كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الأوسط الجنرال توماس بيكيت المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في مكتبه لإي المديرية، حيث جرى عرض الأوضاع الأمنية في لبنان والمنطقة، إضافة إلى التعاون القائم بين السفارة البريطانية والأمن العام، في حضور الملحق العسكري في السفارة المقدم كريس غانينغ.

كما زار الوفد البريطاني قائد الجيش العماد جان قهوجي وبحث معه علاقات التعاون بين جيشي البلدين، وخاصة برنامج المساعدات البريطانية المقدمة إلى الجيش اللبناني في مجال ضبط الحدود البرية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى