عشق الصباح

أنا لست أغنية الهوى، بل صرخة الأمل الذبيح. لا بدّ أن يشرق الصبح فتنبعث الحياة كالشمس متجدّدة. دائماً أنا على شوق متلهفٌ إليك، يُسكرني عطرك. أكثر من «دنان كرم من العنب». يا سماء أمطري ليغسل النهار وجه حبيبتي بالضوء فيزول عن وجناتها غبش الليالي الحالكات. اِسقني يا ساقي العطاشى من خمرة بنت الكروم.. ساقيها شآميّ منبته من حلب. يكابدني الشوق وأنا أقرأ في سِفر التاريخ يا للجلجلة… هيهات منّا الهزيمة! سيف الدولة لم ولن يغادر العرين. يميل على ضفتَي المجد والرايات خافقة، ليتكشّف عن شرفات البحر كلّ هذا الغيم المثقل بالحزن، أمطري يا سماء تشرين على مواعيد الفجر آتٍ. فيطفئ المطر هذه الحرائق المشتعلة في كلّ الاتجاهات. اتركي يدك في كفّي تستريح، كما كنّا ذات مساءات، وأعيديني إليك لنشرب قهوتنا يا عطر الهيل. هو الزمن يسابقنا لا وقت نتركه للانتظار! منذ تعلّمت أولى حروف الأبجدية، شراييني متدفقة بالحب. لم أزل على عهدي ألملم لكِ الياسمين كلّ صباح عن الرصيف القديم، فكّي عن معصمي عطرك أوجعني الشوق، متلهّف أجيء البحر مع كلّ غروب أغسل كفيّ بالملح. أتدرين لو لامست أصابعك الطريّة جراحي النازفة تبلسمت؟ هل أنتِ كما أنا مسكونة بالحزن والحنين؟ مع كلّ شمس يلج الضوء شقوق الشابيك المطلّة على الشرق.

يا لبراري القمح والزيتون، سلام، ألف ألف سلام، لا بدّ أن يشرق الصبح فتنبعث الحياة كالشمس متجدّدة، أيها البهيّ كالفجر اشتقت إليك!

حسن ابراهيم الناصر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى