باسيل من مؤتمر رودس: الإرهاب وليد الغرب
أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل «أنّ السلام يأتي في ظل الاستقرار، والاستقرار يحلّ في ظلّ الأمن، والأمن لا يمكن أن يسود في ظل التطرف والتعصب والإرهاب».
وقال باسيل في مداخلة خلال مؤتمر رودس للأمن والاستقرار: «من هنا أهمية البلد الصغير لبنان الذي نأتي منه كونه نموذجاً فريداً من التعايش المتناصف مشاركة بين المسيحيين والمسلمين وكون دوره محورياً في تعميم التسامح وقبول الآخر».
وأضاف: «إنّ الحفاظ على النموذج يسمح بلعب الدور كاملاً لناحية الوصل بين الشرق والغرب وبين الإسلام والمسيحية وبين أوروبا والشرق الأوسط، ومحاربة التطرف والإرهاب والانتقال من الديكتاتورية والأحادية إلى الديمقراطية وترويج مفاهيم الازدهار والاستقرار بديلاً عن التخلف والكراهية والعنف».
ولفت إلى «أنّ الأخطار التي تهدّد هذا النموذج وهذا الدور كثيرة منها الداخلي كالفساد والمشاكل السياسية الداخلية الخاصة بلبنان وهي مسؤولية اللبنانيين عليهم تحملها من دون السماح للتدخلات الخارجية من الإمعان في زيادتها، ومنها الخارجية كالإرهاب والنزوح وهي مسؤولية مشتركة بين المجتمع الدولي ولبنان. فالإرهاب هو وليد الغرب ولو أنّ بذوره هي في منطقتنا إلا أنّ رعايته مؤمنة، والنزوح له أسباب عميقة مترابطة جزء كبير منها يعود إلى الفوارق الكبيرة الاجتماعية والدينية والثقافية والاقتصادية بين منطقتينا، وهو مدفوع مؤخراً ممن سببوا الحروب في منطقتنا».
وسأل: «ماذا علينا أن نفعل؟ نحن شعوب المنطقة علينا أن نحارب الإرهاب من خلال جيوشنا الوطنية وقوانا الذاتية وعلينا أن نعتمد سياساتنا الملائمة لنا تجاه النزوح وعلينا تحمل المسؤولية الأولى في مواجهة الإرهاب من دون التلطي بل في المواجهة المباشرة وأولها المواجهة الفكرية».
وقال:»ماذا عليكم أن تفعلوا ؟ عليكم أن توقفوا الدعم من الغرب أو السكوت عن الدعم المقدم إلى المجموعات الإرهابية، وألا تستخفوا بقدرات أوروبا الكبرى بتحمل مسؤولياتها في وقف الإرهاب، والأهم أن تحاربوا الإسلاموفوبيا وذلك من خلال القيام بالإجراءات التي تجعل شعوبكم تشعر بأنكم تسيطرون على الأمور بعقلانية ضد الإرهاب بدل أن تقوم هي بمواجهته بطريقة غرائزية».
وسأل: «ماذا علينا أن نفعل سوياً؟ علينا أن نوفر مساحات واسعة ومشتركة من الاستقرار من خلال مشاريع وبرامج تؤدي إلى توسيع هوامشه وهي كثيرة كالطاقة حيث بالإمكان إنشاء منظمة طاقوية لرعاية مواردنا النفطية والغازية وأهمها الثقافة التي هي كفيلة بحماية نماذجنا الإنسانية. الثقافة الإنسانية المشتركة هي ما يحمي نموذجنا اللبناني، لقد زرت البلدة القديمة في رودس وشاهدت بتقدير وجود الجامع في وسطها وتأثرت بأهمية أن يبقى هذا الجامع في اليونان وأن تبقى الكنيسة في لبنان، هذه هي الثقافة المشتركة التي تحمينا وتواجه الإرهاب».
من جهة ثانية، تمّ الاتفاق خلال المؤتمر على قيام عدد من وزراء الخارجية بزيارة إلى لبنان في شهر تشرين الثاني المقبل حيث يصطحب كل واحد منهم ممثلين عن جامعة مرموقة من بلاده، لتلتقي هذه الجامعات على إطلاق مبادرة مشتركة حول التكنولوجيا الخضراء وفي نفس الوقت تعقد ندوة سياسية لمناسبة مرور مئة عام على سايكس بيكو وعلى المجاعة في لبنان وذلك كرسالة دعم سياسية للبنان».