فهمي حاضر في «معهد عصام فارس»

نظّم «معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية» محاضرة بعنوان «العالم العربي في القرن الحادي والعشرين: التحديات والآفاق» في مبنى المعهد في الجامعة الأميركية في بيروت، تحدث فيها وزير خارجية مصر السابق عميد كلية الشؤون الدولية والسياسات العامة في الجامعة الأميركية بالقاهرةالسفير نبيل فهمي، بحضور سفير مصر في لبنان نزيه النجاري وعدد من الوزراء اللبنانيين والمصريين السابقين والسفراء السابقين وحشد من الإعلاميين والأكاديميين المختصين.

وأورد فهمي في محاضرته «خمسة أسباب للتغير وتشخيص الحالة المتعلقة بمستقبل الدور العربي في المنطقة، هي تغيير الخريطة السياسية الدولية، والدولة والعولمة والشفافية والهوية، وانحسار الدافع العربي القومي، وغياب الزعامة العربية، واهتزاز الدول العربية الرئيسية».

وشدد على عامل «انحسار الدافع العربي القومي خاصة في منظوره السياسي»، وخلص إلى أنه نتيجة ذلك «فقدت القومية العربية بجمودها أحد ركائزها السياسية الرئيسية بالنجاح الذي حققته، لأنها ظلت حبيسة قضايا الماضي ولم تنجح في تطوير نفسها لتعاصر النظام الدولي الجديد».

وأشار إلى «صدمات تركت آثاراً كبيرة في العالم العربي وهي احتلال العراق للكويت، ثم غزو العراق وانفتاح الساحة السياسية الشرق أوسطية على إيران وتفشي التطرف والإرهاب».

وربط فهمي «تراجع الدور القومي بغياب الزعامات العربية التي لها ثقل وطني وإقليمي وهو ما فقده العالم العربي في الربع الأخير من القرن الماضي».

وأوضح أنَّ «مستقبل العالم العربي والشرق الأوسط سيشهد ظهور فراغ سياسي لغياب الحراك العربي للدول العربية الكبرى، وتنامي نشاط الدول غير العربية في المنطقة وفي الجوار المباشر، وفي المقام الأول إيران وتركيا وإسرائيل الذين أصبحوا طرفا فاعلا ومباشراً، ويترافق ذلك بالطبع مع غياب كامل وغريب للدبلوماسية العربية».

ورأى أنه «بالنسبة للمشرق العربي بشكل خاص يبدو أن الصراع الجيوسياسي بين الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وإيران»، مشيرا إلى «التداعيات شبه الإقليمية التي اتخذتها القضيتان السورية واليمنية».

ولفت إلى أنَّ «أهم أسباب فشل العرب في إدارة عملية التغيير وانتشار الفوضى السائدة في المنطقة هو غياب النموذج العربي الذي يمكن أن يحتذى به كدولة معاصرة للقرن الحادي والعشرين».

واستبعد أن» يعود الاستقرار في المنطقة قبل تقويم العلاقات بين تركيا ومصر وبين المملكة العربية السعودية وإيران وكلاهما على حد سواء وذلك نظراً لأهمية مصر والسعودية وتركيا وإيران في تشكيل الحاضر وتحديد المستقبل»، معتبراً أنَّ «تحقيق ذلك صعب جداً، إن لم يكن مستحيلاً على المدى القصير».

ودعا العرب إلى «الإسهام في بلورة نموذج جديد للأمن في الشرق الأوسط يحافظ على الهوية العربية ويتعامل بواقعية وحكمة مع التغيرات الإقليمية والدولية كدول عربية قوية وفخورة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى