خليل: نبحث في إعادة الحوار إلى مساره على أسس وشروط جديدة

نبّه وزير المال علي حسن خليل إلى أنّ «في القضايا الأساسية التي تشكل عماد ميثاقنا، علينا ألا نلعب وألا نطرح الطروحات التي تؤدّي إلى مزيد من التشرذم والانقسام»، وأكد أن لا إمكان لأحد أن يفرض شروطه على الآخر، مشيراً إلى «أننا نبحث في كيفية إعادة الحوار إلى مساره على أسس وشروط جديدة».

وقال خليل خلال رعايته احتفالاً تربوياً لثانوية جبشيت في مركز كامل يوسف جابر الثقافي في النبطية: «نعيش في لبنان اليوم واحدة من أصعب المراحل السياسية التي مرّ بها على مدى تاريخه الحديث، وهي مرحلة تستدعي الانتباه من كلّ القوى السياسية على اختلافها، وألا تسهم في حفر حفرة سقوط الوطن».

وشدّد على أنّ «العبور من الأزمات يقتضي التضحية من كلّ القادرين للخروج من أزمة المؤسسات التي نعيشها، لأنّ المراوحة على مستوى الفراغ في مؤسساتنا السياسية، من رئاسة الجمهورية إلى شلل المجلس النيابي وتعطيل عمل الحكومة سيؤدّي إلى تراكم هذه الأزمات، ما يجعلنا في المستقبل عاجزين عن أن نخفف الخسائر التي تقع على واقع الوطن ومستقبله».

وقال: «نخاطب الجميع في الوطن، من موقع مسؤوليتهم الأخلاقية والوطنية، أن يترفعوا ويجعلوا المرحلة المقبلة مرحلة تفكير جدي يعيدون فيه النظر بمواقفهم التي أدّت بشكل أو بآخر إلى تعليق الحوار الوطني، الذي يجب أن يُعاود استئنافه على قواعد تسمح بالوصول الى نتائج جدية فيه، لأنّ الحوار ليس ترفاً وليس عملاً عادياً نقوم به، بل هو قدر لنا كلبنانيين مع بعضنا».

وكان خليل تحدّث أيضاً في احتفال تربوي في بلدة دير قانون النهر الجنوبية، ومما قاله: «في هذه المرحلة نسمع كثيراً من الكلام الطائفي والتحريضي الذي يستخدم كغايات سياسية محضة، وما نخاف منه هو ان ينقلب هذا التحريض على مطلقيه لأنه يتجاوز الاستفادة من التجارب التي مرّ بها وطننا لبنان».

وأشار إلى أنّ «اللغة الوحيدة التي يجب أن نحافظ عليها هي لغة الشراكة الحقيقية والشراكة الميثاقية التي تنبع من الالتزام الواضح بدستورنا وبميثاقنا الوطني، لا أن نوظفه في اللحظة التي نريد خدمة لمصلحتنا السياسية المباشرة»، معتبراً أنّ «من المشروع أن يكون هناك انقسام سياسي في البلد … لكن في القضايا الأساسية التي تشكل عماد ميثاقنا، علينا ألا نلعب وألا نطرح الطروحات التي تؤدّي إلى مزيد من التشرذم والانقسام».

وأضاف: «عندما نقول هذا الكلام لا نتعاطى بردّ فعل مع احد، بل تبقى أيدينا ممدودة وقلوبنا مفتوحة نستوعب الجميع، ونبحث عن صيغ الحلول للجميع، بدءاً من إعادة الحوار الوطني إلى مساره على أسس وقواعد وشروط جديدة كما عبّر رئيس مجلس النواب نبيه بري وهو الحريص دوماً على أن يبحث عن الفرص التي يجتمع عليها اللبنانيون جميعاً، والتي تقرّب في ما بينهم وتجعل إمكان التواصل قائماً على الدوام».

وتخللت الحفل كلمات باسم الطلاب والهيئة التعليمية، ليختتم بتقديم الشهادات التقديرية للمتخرّجين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى