كرامي: وحده الدستور يحفظ حقوق اللبنانيّين
شكر الوزير السابق فيصل كرامي النائب محمد كبارة ونوّه بردّه على رئيس حزب «القوات» سمير جعجع، «الذي تنطّح لركوب الموجة السنيّة كالعادة، وعبّر عن غيرته على شهداء طرابلس».
وقال خلال عشاء أقامه الدكتور أكرم غانم في دارته في سير الضنية، في حضور النائب السابق جهاد الصمد وفاعليات: «نريد إعادة الاعتبار للدستور، وحده الدستور يحفظ حقوق اللبنانيّين، مسيحيّين ومسلمين، ويؤسّس لإعادة بناء لبنان وطناً لكلّ أبنائه. الإصلاح يبدأ بقانون انتخابات على القاعدة النسبيّة».
ووصف الحكومة بـ«العاجزة فهي ليست حكومة، ومن يحكم لبنان هي مافيا التوافق، وهي أيضاً من تحكم الحكومة».
أضاف: «أقف بينكم في هذه اللحظات، بشعورين متناقضين، ومتكاملين، شعور بالحزن، وشعور بالفرح. أمّا الحزن، فلأنّي أفتقد كما تفتقدون، صاحب هذا المنبر، وسيّد هذه الأمسية، حبيبي وحبيبكم، أبي وصديقكم عمر كرامي».
وتابع: «قبل أن نحكي في السياسة وأوضاع البلد، هناك موضوع يعني لي شخصيّاً ووطنيّاً وأخلاقيّاً. الأسبوع الماضي يا أخوان، تنطّح سمير جعجع لركوب الموجة السنيّة كالعادة، وعبّر عن غيرته على شهداء طرابلس. طبعاً منتهى الوقاحة، ولكن نحن لم نردّ. بالواقع ردّت طرابلس عبر الأخ والصديق محمد عبد اللطيف كبارة. أبو العبد حكى باسمه وباسمنا وباسم كل الشرفاء، وردّ على جعجع بكلمتين وقال له، إنّ من قتل السنّي الأول في طرابلس ولبنان الأفضل أن يسكت ولا يبيع الطرابلسيّين والسنّة مواقفاً. طبعاً انفتحت نار جهنّم على أبو العبد، ومن طرابلسيّين. ولكن النائب كبارة ورغم خلافاتنا السياسية الكثيرة، إلّا أنّه من جماعة قول كلمة الحق والضمير والأخلاق من دون خوف، ونحن نشكره ونقول له هذه هي طرابلس وأخلاق طرابلس. ولكن المدهش يا أخوان أنّ الرئيس فؤاد السنيورة لم يعجبه هذا الكلام، وسارع إلى الإعلان بأنّ موقف أبو العبد لا يعبِّر عن رأي كتلة المستقبل. أقل شيء كنّا نتوقعه من السنيورة أن يسكت، لكنّه لم يسكت، مع أنّ السكوت أيضاً معيب. أنا أستغرب من رئيس حكومة سابق ومن رئيس كتلة المستقبل أن يكون موقفه من اغتيال رشيد كرامي ومن قاتل رشيد كرامي بهذه الصورة العلنيّة، وأقول له وهو مؤمن ويعرف واجبات المؤمن: إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا. بكلّ حال نحن ومع احترامنا للسنيورة، لا نبني مواقفنا من تيار المستقبل على الوكيل طالما الأصيل موجود. والأصيل الذي هو الرئيس سعد الحريري لا يمكن أن يرتكب هذه السقطة، فهو أيضاً ابن شهيد كبير، وهو يعرف أنّ الوجدان السنّي لن يتسامح مع قاتل رشيد كرامي، بغضّ النظر عن العلاقات السياسيّة التي تربطه بجعجع. من الواضح أنّ السنيورة هو خارج كل حسابات الوجدان، وهذا ليس بمستغرب ولن أضيف أكثر، والله يهنّئ سمير بفؤاد وفؤاد بسمير».
ولفتَ كرامي إلى أنّ «التوازنات الدقيقة استراتيجيّاً، على المستوى السياسي والعسكري، هي التي ما زالت تحمي لبنان من المحنة الكبرى التي تضرب العالم العربي والإقليم ككلّ، ولعلّها نكبة القرن بامتياز».
وتطرّق إلى موضوع الميثاقيّة، وقال: «سأزايد على الصديق الوزير جبران باسيل، وأقول إنّ الميثاقيّة مفقودة في لبنان منذ أكثر من عشرين سنة، حين تمّ تجميد العمل باتفاق الطائف وابتكار كل ما يلزم لتوزيع السلطة على أمراء المذاهب».
وأضاف: «نحن نريد إعادة الاعتبار للدستور، ووحده الدستور يحفظ حقوق اللبنانيّين، مسيحيّين ومسلمين، ويؤسّس لإعادة بناء لبنان وطناً لكل أبنائه».