إنجاز للمنظّم رغم سوء التنظيم! فوز «العالميّين» على «المحليّين» 4 ـ 3

إبراهيم وزنه

منذ إعلان شركة «أرابيكا» عن تنظيم حدث رياضي كبير في سياق الدفع بعجلة السياحة اللبنانيّة إلى الأمام عبر إقامة مباراة كرويّة تجمع بين نخبة من النجوم العالميّين مع نخبة من النجوم المحليّين، ظنّ الكثيرون بأنّ الإعلان هو مجرّد خبر عابر من منطلق أنّ الأسماء الكبيرة المذكورة من الصعب موافقتها على اللعب في لبنان المتخم بالمشاكل على أكثر من صعيد، وألمح آخرون بأنّ المسألة هي مجرّد بالون إعلامي واستعراض عضلات، لا أكثر ولا أقل، من قِبل شركة ساعية لإثبات وجودها على الساحة، ومضت الأيام متسارعة والتقارير تصدر تباعاً والمؤتمرات تُعقد في سياق رسم ملامح الحدث المرتقب، إلى أن تطابق الإعلان مع الحدث … وصدقت الرواية.

عصر الجمعة الماضي وصلت الدفعة الأولى من النجوم العالميّين إلى مطار بيروت، وصباح يوم المباراة السبت 10 ايلول وصل النجوم المعلَن عن أسمائهم، والحدث برعاية وزير السياحة ميشال فرعون. وفي تمام التاسعة والربع من مساء السبت حرّك «الفرعون» ضربة البداية لمباراة غير مسبوقة في تاريخ لبنان والمنطقة العربيّة، وهنا لا بُدّ من الإشارة إلى الفوضى العارمة التي أحاطت بأجواء الملعب من الخارج والداخل، منها الإيجابي ومنها السلبي، وكالعادة كان التأخير في كل تفاصيل الحدث سيّد العادات اللبنانية، غاب المدرّب عدنان الشرقي فجأة، كما حضرت أسماء إلى تشكيلة النجوم لم يسبق الإعلان عن وجودها ضمن التشكيلة، وغابت أسماء وازنة من دون مبرّر، وحده الشاب المؤمن بلبنان الغد والمستقبل عدنان ياسين كان يتحرّك في كل الاتجاهات، يشكر ويتمنّى ويواكب أدقّ التفاصيل ميدانيّاً. محطة الـ»أم تي في» نقلت الوقائع وروّجت كما يجب، وفي النهاية استمتع الحاضرون بفواصل كرويّة رائعة وتابعوا نجومهم عن قرب، فالمباراة أُقيمت على ملعب جونيه البلدي بعدما تمّ تحديد أرضيّة مناسبة لمباراة تجمع بين ثمانية لاعبين في كل فريق 7 وحارس مرمى ، أكثر من 10 آلاف متفرّج احتشدوا وسهروا واستمتعوا، وتسلّلوا مراراً إلى أرض الملعب أثناء سير المباراة، وهذا ما أدخل الاستياء إلى نفوس المنظّمين والمتابعين وحتى النجوم العالميّين، ربما لأنّ القوى الأمنيّة انشغلت بمتابعة المباراة من دون الانتباه إلى عملية ضبط المدرجات. على أيّ حال، حدث كبير يستحقّ من كل المتابعين والمعنيّين الإشادة بشجاعة ياسين وفريق عمله، فرغم بعض الهفوات التنظيميّة، لا بُدّ أن نرفع القبّعة تقديراً لهذا الحدث الإنجاز، فماذا نقرأ في التفاصيل؟

قاد الفرنسي ديفيد تريزيغيه منتخب نجوم العالم السابقين للفوز على قدامى منتخب لبنان بنتيجة 4-3 في مباراة استعراضيّة بكل معنى الكلمة، وتألّق تريزيغيه وفرض نفسه نجماً للمباراة بتسجيله ثلاثة أهداف، وأضاف الإنكليزي بول سكولز لاعب مانشستر يونايتد السابق الهدف الرابع. فيما سجّل أهداف قدامى منتخب لبنان رضا عنتر وموسى حجيج وعباس عطوي أونيكا . واستمتع الجمهور بمشاهدة نجوم عالميّين يظهرون للمرة الأولى في ملاعب لبنان، مثل الفرنسي تريزيغيه، والإسباني كارليس بويول، والبرازيلي روبرتو كارلوس، والبرتغالي لويس فيغو، والإيطالي ماركو ماتيراتزي، والإنكليزي بول سكولز، والإسباني ميشيل سالغادو والحارس الألماني ينز ليمان. واتّسم اللقاء بالنديّة والجديّة بين الطرفين، وكثرت الاحتكاكات وبعض المناوشات بين اللاعبين. وكان رئيس شركة أرابيكا التي نظّمت المباراة عدنان ياسين قد افتتح اللقاء شاكراً كل من ساهم في إنجاح هذا الحفل الكبير، واعداً بالمزيد من المهرجانات الكرويّة، موضحاً: «هذه المبادرة هي فأل خير على لبنان، ويجب أن نتعاون جميعاً لنوصل الكرة اللبنانيّة إلى العالميّة.» وعلّق رضا عنتر بعد اللقاء: «أنا مسرور في اللعب مع هؤلاء النجوم الذين حضروا للمرة الأولى إلى لبنان.» مضيفاً: «نأمل أن نرى غيرهم لندعم هذه اللعبة الشعبيّة الأولى في لبنان.»

مثّل الفريق اللبناني: الحارسان زياد الصمد وعلي فقيه، واللاعبون: رضا عنتر، موسى حجيج، وارطان غازاريان، محمد قصاص، مالك حسون، فؤاد حجازي، بول رستم، جمال الحاج، عباس عطوي وفيصل عنتر.

المباراة في سطور

ـ شهدت المباراة في مستهلّها تناقل كرات بثقة بين اللاعبين اللبنانيّين، الذين بدوا أنشط وأكثر حيوية، وهو أمر لم يكن مستغرباً كون بعضهم لم يُنهِ مسيرته الكرويّة بعد، مثل محمد قصاص ورضا عنتر وعباس عطوي.

اقتنص اللبنانيّون سريعاً ثمرة سيطرتهم بهدف لرضا عنتر في الدقيقة الثانية، إثر قذيفة أرضيّة مفاجئة عجز ليمان عن صدها.

ـ حاول الضيوف الردّ عبر البرتغالي لويس فيغو، لكنّ الصمد كان بالمرصاد، فصدّ كرته في الدقيقة الخامسة.

ـ تلقّف موسى حجيج تمريرة رضا عنتر العرضيّة من اليسار، فروّض الكرة على كتفه قبل أن يسدّدها مباشرة داخل مرمى ليمان هدفاً لبنانيّاً ثانياً 6 ، احتجّ على أثره بويول لدى الحكم بحجّة لمس لاعب النجمة السابق الكرة بيده!

استغلّ الضيوف الإرهاق النسبي الذي أصاب الفريق اللبناني، فقلّصوا الفارق عبر دافيد تريزيغيه 20 الذي تابع كرة ارتدّت من الصمد.

ـ حاول روبرتو كارلوس التعديل من ضربة حرّة، لكن قوة قدمه اليسرى خانته، ما خيّب آمال المتفرّجين الذين حبسوا الأنفاس قبل تسديد المدفعجي البرازيلي للكرة.

ـ واصل نجوم العالم ضغطهم، فنجحوا عبر تريزيغيه أيضاً في التعادل حين تابع نجم جوفنتوس السابق ركنيّة سكولز بتسديدة مباشرة فيرست تايم في مرمى الصمد، وذلك قبل 7 دقائق من نهاية الشوط الأول بالتعادل الإيجابي 2 – 2.

تقدّم اللبنانيون عبر عباس عطوي 35 ، الذي سدّد مباشرة في قلب مرمى ليمان، إثر تمريرة عرضيّة من عنتر.

ـ عادل نجوم العالم سريعاً عبر سكولز 36 ، الذي انفرد وسجّل للضيوف الهدف الثالث 3 – 3.

ـ بعد هجمة عنتريّة لروبرتو كارلوس، جرّب الأخير حظّه بكرة صاروخيّة ارتدّت من أقدام اللاعبين اللبنانيين إلى تريزيغيه، الذي سجّل هدفه الشخصي الثالث هاتريك والرابع لفريقه 56 .

قاد المباراة الحكم اللبناني محمد درويش، وعاونه ربيع عميرات وعلي المقداد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى