لوكسمبورغ: على مَنْ لا يشاطرنا قيمنا الرحيل
قال رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر، أن أوروبا لن تسلك طريق التشدد القومي والشعبوية، رغم وجود أزمة في الاتحاد الأوروبي.
وقال يونكر، خلال تقديمه تقريرا أمام البرلمان الأوروبي، حول الوضع في الاتحاد، أمس: إن «أوروبا لن تسير في طريق التشدد القومي والشعبوية. وعلى الرغم من الأزمة، فإن على الاتحاد الأوروبي الحفاظ على وحدته وتنوعه».
أضاف: «تحن لا ندمر، نحن نبني، ونريد بناء أوروبا أفضل». مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي شهد تحسنا في بعض الجوانب خلال العام الماضي، إلا أنه يجب عمل الكثير في المستقبل.
واعتبر المسؤول الاوروبي، أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لا يمثل خطرا عليه. مشيرا إلى أن بروكسل تحترم قرار الشعب البريطاني، وتأسف له، في الوقت ذاته، وتنتظر من لندن تقديم طلب رسمي للخروج بأسرع ما يمكن.
من جهة أخرى، أعلن يونكر أن إقامة الاتحاد الأوروبي سمح بحل النزاعات في أوروبا، من خلال المفاوضات، بدلا من ساحة القتال، وضمان السلام في القارة. مؤكدا أنه يجب، على خلفية تنامي الشعور برفض التكامل الأوروبي، عدم نسيان هذا الإنجاز الرئيسي للمشروع الأوروبي.
جاء ذلك، في وقت قال فيه وزير خارجية لوكسمبورغ، جان أسيلبورن، إن دعوته إلى استبعاد المجر من الاتحاد الأوروبي، في حال استمرارها في اتباع نهجها المعادي للاجئين، جاءت في سياق توضيحه لأهمية القيم الأوروبية.
وقال أسيلبورن، في مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، إن الشرط الأساسي لبقاء الاتحاد الأوروبي، يكمن في تحلي جميع أعضائه بالتضامن والمسؤولية. وشدد على ذلك، قائلا: «يمكننا أن نحل قضية «Brexit» لكن لا يمكننا أن نحل قضية بقاء الاتحاد الأوروبي، في حال فقدان جوهر الاتحاد وقيمه».
وجاءت تعليقات أسيلبورن، ردا على سؤال حول على تصريحاته السابقة، في مقابلة مع صحيفة «فيلت» الألمانية، حيث تحدث عن ضرورة طرد المجر من الاتحاد الأوروبي، أو استبعادها من العضوية بشكل مؤقت، في حال واصلت سياستها المعادية للاجئين. وانتقد الوزير بحدة، الحاجز الذي تبنيه المجر على حدودها لإيقاف تدفق اللاجئين. ولم يستبعد أن يبدأ حرس الحدود المجري بإطلاق النار على اللاجئين، قريبا.
وانتقد الوزير، في المقابلة مع الصحيفة الألمانية، بشدة، تعامل الحكومة المجرية مع قضايا اللاجئين ومع استقلال القضاء وحرية الصحافة، معتبرا أنه لو كانت المجر، حاليا، مرشحة للانضمام للاتحاد، لتم رفض طلبها. وانضمت المجر إلى الاتحاد الأوروبي في العام 2004.
وأوضح في تصريحاته بموسكو، أن تعليقاته لصحيفة «فيلت»، لم تكن موجهة ضد أي شعب من الشعوب الأوروبية، إنما كانت تستهدف «توضيح جوهر الاتحاد الأوروبي وقيمه».
واستطرد قائلا: أنه لا يريد مناقشة دولة معينة، بل التطرق إلى تاريخ الاتحاد الأوروبي، الذي وصفه بأنه «هيكلية مهمة» بدأ إنشاؤها بعد الحرب «بغية تجنب حدوث كارثة جديدة بين الألمان والفرنسيين، وبين دول أخرى في أوروبا». وشدد على أن «الحديث كان يدور عن تقدم الجميع إلى الأمام».