يتلاعبون بجينات الكائنات الحية.. البيولوجيا في مواجهة الأخلاق والمستقبل

التقدم العلمي الحاصل في مجال التعديل الوراثي، للقضاء على أنواع معينة او منع أنواع حشرات من نقل بعض الأمراض يثير قلقاً وتساؤلات أخلاقية حول التلاعب بالطبيعة بشكل لا يمكن العودة عنه احياناً.

فهذا المجال العلمي الذي يتقدّم بسرعة هائلة، والقادر على تغيير الطبيعة البيولوجية للكائنات الحية من خلال التلاعب بخاصياتها الوراثية، يثير جدلاً متزايداً بين العلماء حول أثره على صحة الإنسان وأيضاً حول عواقبه على الطبيعة والأنواع الحية.

ومن أكثر التقنيات المثيرة للجدل تغيير الحمض النووي الذي ينتقل من جيل الى آخر، وهو ما من شأنه أن يغيّر الهوية الوراثية لأنواع برمّتها.

ومن بين المشاريع المقلقة، إدخال نوع من الفئران المعدلة وراثياً بحيث لا تولد إلا الذكور، إلى جزر معينة، بحيث تنقرض بعد مدة من الزمن، بحسب العلماء المشاركين في مؤتمر الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة في هونولولو.

وعقد هذا المؤتمر الأكبر من نوعه للمدافعين عن البيئة في العالم في هونولولو في هاواي بين الاول والعاشر من أيلول الحالي.

ومن المشاريع المطروحة ايضاً إطلاق أعداد من البعوض المعدل بحيث أنها تولد بعوضاً لا يعيش الى سن البلوغ، والهدف من ذلك تقليص أعداد هذه الحشرات التي تحمل مرض الملاريا المهدِّد للطيور.

يقول أنصار تقنيات التعديل الوراثي إنها تتيح التخلي عن المبيدات المسببة للتلوث، وإنها افضل وسيلة للتصدي للأنواع الغازية.

لكن معارضيها يتخوّفون من آثارها على الأنواع الحية والانظمة البيئية، والتي قد تكون غير قابلة للتصحيح.

وكان كافين اسفلت الاستاذ في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا ام آي تي من أوائل العلماء الذين عملوا على تقنيات التعديل الوراثي، لكنه أيضاً من بين الأكثر حذراً في التعامل معها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى