لافروف: لا يمكن دعم مكافحة الإرهاب في العراق والتغاضي عنه في سورية
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه لا يمكن دعم مكافحة الإرهاب في العراق والتغاضي عنه في سورية، مؤكداً أنه يجب محاربة هذا الخطر باطراد ومن دون معايير مزدوجة، وأنه لا بد من إيجاد أساس عام يعين جميع الأطراف على مكافحة الإرهاب وتداعياته.
وشدد الوزير الروسي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التونسي المنجي حامدي على وجوب عدم السماح للإرهابيين في سورية والعراق وليبيا ومالي وغيرهم أن يحققوا أهدافهم والعمل في ذات الوقت على دعم حل سياسي للأزمات في هذه الدول وقال إنه «يجب محاربة المتطرفين ومحاربة الاتجار بالسلاح وليس الإطاحة بالأنظمة لمصالح مآرب سياسية معروفة كما حصل في ليبيا أثناء إسقاط القذافي تحت شعار الديمقراطية… فلا يمكن دعم المتطرفين كما كان الحال في ليبيا ثم مواجهة الانعكاسات».
وأوضح لافروف أن التفريق بين المتطرفين على أساس جيدين وسيئين أمر غير مبرر وأن بعض الأطراف يحاولون استغلال هذا الموضوع لمصالحهم السيئة، وأضاف: «أعتقد أنه لا آفاق لمثل هذا التصرف»، مشيراً إلى أنه لا يمكن محاربة تنظيم «داعش» في العراق والقول بأنه لا يمكن التعاون مع الحكومة السورية لمحاربة هذا التنظيم.
وجدد لافروف التأكيد على أن موسكو تدعو إلى حل جميع النزاعات بالوسائل السياسية والسلمية والدبلوماسية وحرصها على بذل جهود مكثفة لإيجاد حل فعال في مواجهة خطر الإرهاب الدولي الذي يحدق بمنطقة الشرق الأوسط.
ولفت إلى أن المواقف الروسية التونسية متوافقة حول القضايا الإقليمية والدولية، موضحاً أن البلدين متفقان على احترام القانون الدولي واحترام ميثاق الأمم المتحدة وحق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها من دون أي تدخل خارجي.
إلى ذلك، كشفت جزر فيجي يوم أمس عن مطالب تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي مقابل إطلاق سراح أكثر من 40 جندياً فيجياً تابعين للأمم المتحدة قامت باختطافهم مؤخراً في الجولان.
وذكر قائد الجيش الفيجي موزيسي تيكويتوغا أن «جبهة النصرة» تطالب بشطبها من قائمة الأمم المتحدة للمنظمات الإرهابية، وبإرسال مساعدات إنسانية إلى بلدة صغيرة ضمن معاقلها بالقرب من دمشق، وبدفع تعويضات مالية لثلاثة من عناصرها أصيبوا بجروح في الأيام الأخيرة، مضيفاً: «هذه هي المطالب الرسمية لقاء إطلاق سراح جنودنا»، موضحاً أنه تم نقل هذه المطالب إلى الأمم المتحدة.
وأفاد تيكويتوغا بوصول فريق من مفاوضي الأمم المتحدة إلى هضبة الجولان قادمين من نيويورك، وأضاف: «مع الأسف لم نحرز أي تقدم. جنودنا موجودون في مكان سري، والمتمردون يرفضون الكشف عنه»، لافتاً إلى أن الخاطفين أكدوا أن الجنود بصحة جيدة، وأنهم أبعدوا عن مناطق المواجهات.
بدورها، ذكرت الصحف الفيجية أن «النصرة» طالبت أيضاً بالإفراج عن أبو مصعب السوري، المعروف أيضاً بمصطفى ست مريم نصار وهو مسؤول في تنظيم القاعدة، كان اعتقل في باكستان في عام 2005 وتحتجزه السلطات السورية حالياً.
ميدانياً، واصلت وحدات الجيش السوري والقوات الرديفة عملياتها العسكرية في ريف القنيطرة، واستهدفت تجمعات للمسلحين في محيط مستشفى القنيطرة وجنوب دوار العلم بالمدينة وفي جنوب شرقي أم القطام والصمدانية الغربية والعجرف وبالقرب من جامع الرويحينة وأطراف قرية ممتنة ومحيط جامع كودنة، وأحبطت محاولتي تسلل لإرهابيين الأولى من اتجاه مزارع الخزرجية ومحيطها باتجاه بلدة سعسع والثانية من اتجاه بلدة الهجة إلى كوم الباشا بريف المدينة.
وفي ريف العاصمة دمشق، أحبطت وحدات الجيش السوري عدة محاولات تسلل لإرهابيين من اتجاه شارع الزهور وشارع الفصول الأربعة باتجاه اوتوستراد السلام في خان الشيح، ونفذت سلسلة عمليات ضد تجمعاتهم في منطقة سعسع ومزارع الحسينية ومزرعة النجار، فيما واصلت وحدات أخرى من الجيش السوري عملياتها داخل حي جوبر الملاصق للعاصمة، في حين استهدف الطيران الحربي السوري تحصينات المسلحين وتجمعاتهم داخل الحي بأكثر من 10 غارات جوية.
وفي حلب استهدف الجيش السوري مسلحين في المسلمية والزهراء وحلب القديمة وقاضي عسكر بمدينة حلب وفي خناصر والسفيرة ومارع وأم القرى وأورم، فيما استهدف الطيران الحربي السوري مراكز وتجمعات لتنظيم «الدولة الإسلامية» الإرهابي في مدينة الباب شمال شرقي حلب.