عسكريُّو «حميميم» يصوتوِّن ومتطرفون يعرقلون تصويت الروس في أوكرانيا

فتحت مراكز الاقتراع أبوابها أمام الناخبين في موسكو والشطر الأوروبي من روسيا، عند الساعة الثامنة صباحا بتوقيت موسكو، بعد أن بدأ التصويت في شرق روسيا، قبل 9 ساعات من انطلاقه في غربها.

في العاصمة موسكو، فتح 3,5 آلاف مركز انتخابي أبوابهم، بحضور المراقبين الحزبيين والمستقلين، للوقوف على سير التصويت واستدراك أي اتهامات قد تكيلها القوى السياسية المتنافسة لبعضها، بعد انقضاء الانتخابات، فضلا عن وجود كاميرات منصوبة وبثا حيا، نظمته اللجنة المركزية للانتخابات الروسية، في جميع المراكز الانتخابية على امتداد البلاد.

وبلغ عدد المراكز الانتخابية في عموم روسيا 95 ألفا، بما يتيح التصويت لأكثر من 111 مليون ناخب، واستقبال المقترعين من الثامنة صباحا حتى الثامنة مساء، بالتوقيت المحلي لكل جمهورية وإقليم روسي، بدءا من فلاديفوستوك، في أقصى شرق البلاد، وصولا إلى مقاطعة كالينينغراد، في أقصى غربها.

وتعتبر انتخابات مجلس النواب الدوما هذه، السابعة من نوعها في روسيا الاتحادية، بعد أن نظمت أول انتخابات مجلس نواب في روسيا المعاصرة، في كانون الأول 1993 وذلك، منذ حله في أعقاب ثورة أكتوبر سنة 1917.

ويخوض الانتخابات الحالية 14 حزبا هي: «رودينا»، «شيوعيو روسيا»، «المتقاعدون من أجل العدالة»، «روسيا الموحدة»، «الخضر»، «المنبر المدني»، «الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي»، «بارناس»، «روست»، «القوة المدنية»، «يابلوكو»، «الحزب الشيوعي الروسي»، «وطنيو روسيا» و«روسيا العادلة».

ويتنافس 6510 مرشحين لشغل 450 مقعدا في مجلس «الدوما»، منها 225 مقعدا لمرشحي الأحزاب السياسية، ومثلها لمرشحي الدوائر الانتخابية ذات المقعد الواحد.

في السياق، أشاد المراقبون الأجانب، الذين يتابعون سير التصويت في هذه الانتخابات، بجو الانفتاح والتنظيم الجيد لهذه العملية. وامتدحوا سير عمليات التصويت.

وأعلن رئيس المنظمة الشبابية الديمقراطية « DEMYC» خافيير هورتادو ميرا، أن روسيا تشهد إصلاحات سياسية، أحد أهم اتجاهاتها، زيادة وتعزيز مدى انفتاح النظام. وقال: «هنا، تبدأ الأمور من صناديق الاقتراع الشفافة في المراكز الانتخابية، وتنتهي بتنظيم العملية ذاتها. كل شيء بدا شفافا ومفتوحا للجمهور والمجتمع». وشدد على وجود اهتمام كبير من جانب الناخبين بالعملية الانتخابية.

من جانبه، لاحظ عضو البرلمان الأوروبي ستيفانو ماوليو، أن النظام الانتخابي الروسي تغير كثيرا نحو الأفضل. وقال: «هذا الأمر يشاهد ليس فقط في وجود تنوع كبير في قائمة الأحزاب المشاركة، بل في كيفية استعدادها لهذه الانتخابات».

وذكر البرلماني الأوروبي، أنه تمكن، مع زملائه، خلال اليوم من زيارة أربعة مراكز للاقتراع، شاهدوا خلالها كيفية إجراء التصويت، وتحدثوا مع الناخبين. وقال: «كل الأمور تجري بشكل جيد من دون أي انتهاكات».

وكانت إيلا بامفيلوفا، رئيسة لجنة الانتخابات المركزية في روسيا الاتحادية، أعلنت أن 774 مراقبا أجنبيا، قدموا من 63 بلدا، يتابعون سير الانتخابات. وأن هؤلاء المراقبين، موجودون في 55 منطقة من المناطق الـ85 في روسيا الاتحادية، لافتة إلى أن اختيار هذا، أو ذاك، من أقاليم البلاد الشاسعة الأنحاء، من مقاطعة كالينينغراد في أقصى غربها، إلى إقليم بريموريه في أقصى شرقها، تم بمحض إرادة المندوبين الدوليين.

ومن جانبه، صرح إيلكا كانيرفا، منسق وفد المراقبة التابع لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي، أن الوفد المشترك لهذه المنظمة ومكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان المنبثق عنها، يضم 482 مراقبا من 44 بلدا. ولم يرفع أي منهم، من مناطق انتشارهم الحالي، حتى الساعة، أي تقرير حول رصد مخالفات خلال عملية الاقتراع وتنظيم الانتخابات البرلمانية، في روسيا الاتحادية.

وتوجه الرئيس فلاديمير بوتين إلى مواطنيه، قبيل الانتخابات البرلمانية، في كلمة متلفزة، قائلا: «أنا على ثقة تامة بأن التصويت واجب وطني على كل منا، بغض النظر عن المواقف السياسية التي نتبناها. وإدلاء الناخبين بأصواتهم، هو تعبير عن مشاعرهم الصادقة تجاه بلادهم. فلتختاروا، وتصوتوا من أجل روسيا». أضاف بوتين: «الحملة الانتخابية شارفت على الانتهاء، وجرى خلق الظروف المتكافئة لضمان منافسة شفافة وعادلة. وليحدد الجميع مواقفهم تجاه مختلف القضايا، ويقترحوا سبل تسويتها، بما يتيح للناخب، في هذه الأثناء، تقييم البرامج الانتخابية وأهدافها والمقارنة فيما بينها بموضوعية، والحكم على أداء جميع الأحزاب والمرشحين وما حققوه».

في غضون ذلك، أعلنت اللجنة المركزية للانتخابات الروسية عن انتهاء التصويت في قاعدة «حميميم» الروسية في سوريا، وأن العسكريين الروس أدلوا بأصواتهم في انتخابات «الدوما».

وفي تعليق بهذا الصدد، قال فاسيلي ليخاتشوف، عضو اللجنة المركزية للانتخابات الروسية: «التصويت في مركزنا الانتخابي في «حميميم» انتهى بنجاح، وأدلى عسكريونا هناك بأصواتهم». مشيرا إلى «أهمية تصويت العسكريين الروس، وتمتعهم بحقهم الانتخابي، رغم أنهم في قاعدة عسكرية بعيدة عن الوطن».

في المقابل، استمرت محاولات القوميين الأوكرانيين عرقلة تصويت الروس المقيمين في أوكرانيا، ومنعهم من الإدلاء بأصواتهم، فيما تقف السلطات الأوكرانية متفرجة.

وتعرض أحد المواطنين الروس، أمس، للضرب والشتم، على أيدي قوميين راديكاليين ينتمون لأحزاب سياسية وقوى عنصرية متطرفة، في العاصمة الأوكرانية كييف. وذكر شهود عيان، أن ثلاثة راديكاليين عرقلوا الدخول إلى مبنى السفارة الروسية هناك، مستخدمين، في ذلك، كلبا كبيرا يمنع الناخبين من دخول المبنى للتصويت.

وفي السياق، قال وزير الداخلية الأوكراني، أرسين أفاكوف، أن بلاده لن تتخذ أي إجراءات أمنية مشددة لحماية سير التصويت في المقار الدبلوماسية والهيئات الروسية في أوكرانيا. معتبرا أن الأمن مستتب وما من داع لتعزيزه، وأن الأجهزة الأمنية في أوكرانيا سوف تتعامل مع الإخلال بالنظام وفقا لما هو متبع في بلاده.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى