عيتاني لـ «المنار»: الموقف الشعبي والسياسي والأمني في لبنان يرفض التفاوض مع الإرهاب

رأى المحلل في الشؤون العربية والإسلامية فؤاد عيتاني في قراءته للأعمال الإرهابية التي يشهدها لبنان «أن الرئيس فؤاد السنيورة لديه أجندة خاصة وتصريحاته لا تتماهى إلا مع إعلام نتنياهو، حيث وضع أولويات بعيدة عن مواجهة إسرائيل وعن مكافحة الإرهاب الذي يتمدّد في لبنان».

وأضاف عيتاني: «أنّ موقف السنيورة غير متوافق مع الموقف العربي، وخصوصاً السعودي الذي يدّعي الانتماء إليه، في الوقت الذي نرى فيه أنّ الملك السعودي بدعوته للسفراء يعكس قلق السعودية من داعش، وخصوصاً بعد زيارة أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني إليها، وأنّ هناك أخباراً أنّ وزير الخارجية السعودي سيتوجه إلى طهران قريباً»، لافتاً إلى «أنّ الطائفة السنية في لبنان هي في الخط المعتدل وضدّ الإرهاب وانّ أبناءها يخافون على لبنان في مواجهة داعش ولا أحد منهم يريد الخلاف مع الطائفة الشيعية».

وحول ملف التفاوض في قضية المخطوفين العسكريين في جرود عرسال قال عيتاني: «هناك أطراف في تيار المستقبل منهم الوزير أشرف ريفي، بالإضافة إلى هيئة علماء المسلمين، بدأوا بتحضير قائمة بالأسماء لرئيس الحكومة تمام سلام للموقوفين غير المحكومين في سجن رومية، وأنه يمكن إخلاء سبيلهم في هذا السياق»، مؤكداً «أن المسلحين يريدون 6 أسماء معينة، أما الحكومة اللبنانية فترى أن ذلك صعباً ومرفوضاً، والموقف الشعبي والسياسي والأمني في لبنان أيضاً يرفض ذلك ولسبب بسيط كي لا تصبح عادة في لبنان».

وبالنسبة إلى الجهات التي من الممكن أن تؤثر على «داعش» و«النصرة» أكد عيتاني «أنّ تركيا هي القناة الوحيدة المؤثرة على داعش والنصرة، خاصة بعد تنامي وتوسع النصرة وداعش، والموقف القطري المستجد ضدهم».

وفي الوضع العربي أكد عيتاني «أنّ هناك سلسلة تحركات إقليمية ستوصل إلى تفاهم إيراني- سعودي- مصري، وذلك في إطار لقاءات الضرورة لأنّ مصر تريد التخلص من آفة الإرهاب»، مشيراً إلى «أنّ الأزهر سيدعو إلى مؤتمر إسلامي ستشارك فيه إيران وجميع المذاهب الإسلامية، للخروج بفتاوى استناداً إلى مرتكزات شرعية لمكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى تصريحات المفتي السعودي بخصوص مكافحة الإرهاب وزيارة عبد اللهيان إلى السعودية، وموقف تونس ايضاً، ذلك كله يعطي البعد الكلي للعملية الإسلامية لمكافحة الإرهاب».

وفي الشأن الفلسطيني والمقاومة أكد عيتاني «أن ما حصل في غزة هو ترجمة حقيقية لتطور ثقافة المقاومة حيث استطاعت بعد انتصار 2000 و 2006 ثم انتصارات غزة أن تصبح عقبة في وجه إسرائيل»، مؤكداً أن هذا الإنتصار لما كان ليتم إلا بجهود إيران وسورية وحزب الله».

وشدّد عيتاني على «أنّ نصر غزة لا بدّ أن يترجم إلى حياة سياسية جدية»، مؤكداً «أنّ تمدّد داعش لم يخف المقاومة إنما أخاف مَن صنعها والذين هم مضطرون اليوم إلى التعاون مع إيران لمواجهتها وخاصة بعد تغيّر موقف مصر».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى