حاج علي لـ«أنباء فارس»: دمشق ستتعاون مع واشنطن لمكافحة الإرهاب ضمن شروط
توقع المحلّل السياسي والعضو السابق في مجلس الشعب السوري، أحمد حاج علي «أن تقوم واشنطن بالتنسيق مع دمشق لمحاربة الإرهاب ولكن بحذر وضمن شروط».
ووصف حاج علي خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الأخير بـ«أنه خطاب مرتبك حيال التطورات الأمنية في سورية، لا سيما في ما يخصّ تنظيم داعش»، معتبراً أنه «خطاب تحريضي طائفي من خلال تركيزه على طائفة من دون أخرى في سوريةن في محاولة منه لاستنفار الطائفة السنية التي وقفت طوال الحرب في سورية إلى جانب دولتها ضدّ الميليشيات الإرهابية».
واعتبر حاج علي «أنّ أوباما لم يفهم حتى اللحظة طبيعة المجتمع السوري، لذا حمل في خطابه الكثير من الأمور التي لن يوافق عليها الشارع السوري، خاصة حول حديثه عن الطائفة السنية من دون غيرها»، مؤكداً «أنّ الشارع السوري بأكمله هو من اختار الرئيس الأسد لأنه يثق به وبحكمته، ولأنه يرى فيه المنقذ للوضع السوري، وهذه الثقة على ما يبدو انعكست سلباً على طموحات واشنطن والاستخبارات البريطانية التي تقف بكل ثقلها خلف ظهور التيارات الإرهابية التكفيرية في سورية والعراق».
وأضاف: «أوباما يناقض نفسه عندما يقول إنه يريد مكافحة إرهاب داعش في العراق، بينما ينتظر خروج الرئيس الأسد من السلطة الشرعية، ويريد مكافحة داعش في سورية، لكن نسي أنّ قوات الجيش السوري لا تزال قادرة وقوية وهي تقوم بعملها على أكمل وجه».
واعتبر حاج علي أنه «من الطبيعي رؤية هذا التناقض في خطاب الرئيس الأميركي الذي دعا سابقاً مجموعة ما يُسمّى أصدقاء سورية، وهي تضمّ كلّ الدول التي شاركت في خراب سورية وقتل الشعب السوري لأكثر من ثلاث سنوات، فهو يشعر بصعوبة الإقرار بأنّ كلّ كلمة قالها الرئيس الأسد منذ بداية الأزمة السورية أثبتت صحتها، وأنّ التهديد اقترب من الولايات المتحدة ومصالحها في الشرق الأوسط».
ورأى حاج علي أنه «سيكون هناك تعاون حذر بين واشنطن ودمشق في الأيام المقبلة، لكن ضمن الشروط السورية، وأوباما يعرف أنه لن يستطيع اليوم تجاوز الشروط السورية بحجة تمدّد داعش، فالقوات السورية ما زالت قادرة على الدفاع عن نفسها، بل هي قادرة على تحقيق انتصارات، وما حصل في جوبر يؤكد أنّ الجيش السوري قرّر الحسم في بعض المناطق الرئيسية سواء وقفت معه دول أم لم تقف».