للعدالة يدٌ عليا.. خارج هذه المحكمة!
هاني الحلبي
..وانفتح مسلسل الفضائح في المغارة اللبنانية.. أنعم وأكرم!
تحار في أية فضيحة تبدأ لكثرتها!
تحار في أية فضيحة تعطيها الأولوية! لهذا الأسبوع، بل لهذا اليوم!
كلها هامة وماسّة وخطرة على حياتنا ومجموعنا ومستقبلنا!
وإذا كان بعض الزملاء والزميلات تناولوا بعض جوانب معاناتهم في هذه الزاوية، فإنها حتماً غيض من فيض الوجع!
ما رأيكم بالإنترنت! الإنترنت غير الشرعي طبعاً! لأنه لا يوجد غيره شبكات يمكن الاعتماء عليها، فلما تم تعطيلها تردت الخدمة في الحضيض؟
ماذا كانت تفعل الأطقم التقنية في وزارة الاتصالات على تتالي الوزراء والحكومات، التي لم تبنِ لنا بنية تحتية لهذه الخدمة العصب في الاقتصاد والتواصل والحياة العامة وعالم الأعمال؟!
تلك الفضيحة التي يكاد المريب فيها أن يقول خذوني، بل ويتهم من يتلكأ عن القبض عليه!
وتم تأجيل بحث ملفاتها من جلسة حكومية إلى جلسة أخرى!
وما زال الكحل في عيني المدير العام المعني رائقاً وما أحلاه!
بل والجواب مازال معلقاً على السؤال: كيف يمكن ان يتم إدخال أجهزة عن المعابر الشرعية الرسمية، جواً وبحراً وبراً، من دون أن تتحمل تلك الأجهزة المعنية مباشرة بإدخال البضائع مسؤولية تقصيرية ما؟ فضلاً عن جهات المتابعة والمراقبة الأمنية في المناطق، حيث رفعت أبراج عملاقة وأحيطت بمحميات لها سيوف إعلامية وسياسية وفرق حراسة خاصة وبنى شركات.
ويعجز القضاء، كما في حالتي المولوي والتراس عن تأدية العدالة وإنفاذ القانون في الموقوفين لحماية الوطن والمواطنين والمؤسسات، ليكن بيننا قدوة وملجأ وحاضناً وإدارة عامة تطمئن غلابى الدولة أنهم أقوياء بها، لا بسلاحهم الملقم خلف الأبواب ولا بقادة محاورهم ولا بقبضاياتهم ولا بأشباحهم في أي جهاز رسمي أو غير رسمي أو إرهابي!
الحالة نفسها تذكّرني بمسلسل تلفزيوني جميل، كان يناقش براعة اللصوص عندما يكونون أقوياء، عندهم سياسيوه وقضاتهم وضباطهم وميليشياتهم ومصارفهم، وبالتالي يربحون أية قضية تحت أقواس المحاكم، باسم العدالة حتى فكّر قاضٍ نبيل، أنه لا بد من حل فابتكره على طريقته، فأنشأ فريقه الخاص للاقتصاص من المجرمين في الميدان قتلاً.
هكذا كان ذلك القاضي الأميركي بعد أن يخسر الأبرياء دعاويهم في محكمته يختم المحاكمات بضربة مطرقته قاصداً وعازماً ويردف بصوت مجلجل: إن للعدالة يداً قوية خارج هذه المحكمة!
متى قضاتنا العادلون تجلجل أصواتهم؟
متى الهاربون من سياسيينا من واجبهم التاريخي ينتفضون كنبلاء؟
متى مجرموننا ينالون قصاصهم العادل؟
متى مواطنوننا يستفيقون لحقوقهم!
باحث وناشر موقعَيْ حرمون
haramoon.org/ar والسوق alssouk