الغرب… وفضوله لمعرفة فحوى اتفاق «الفودكا والبيتزا»!
تطرّقت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية إلى الاتفاق الروسي ـ الأميركي في شأن الأزمة السورية، موضحة أسباب تخوّف الولايات المتحدة من كشف تفاصيله. وقالت الصحيفة إنّ الصحافيين أطلقوا على الاتفاق الروسي ـ الأميركي في شأن سورية اسم «اتفاق الفودكا والبيتزا»، وذلك لانتظارهم الطويل ما يتمخض عنه لقاء وزيرَي خارجية البلدين لافروف وكيري ما دفع ممثلي الجانبين إلى توزيع الفودكا الروسية والبيتزا الأميركية عقب انتهاء اللقاء على الصحافيين. غير أن كل سرّ عاجلاً أم آجلاً يخرج إلى العلن. وهذا ما حصل بالنسبة إلى تفاصيل الاتفاق. فقد حصلت «كومسومولسكايا برافدا» على معلومات في شأن النقاط التي تم الاتفاق عليها.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجانب الأميركي هو الذي طلب فرض السرّية على البروتوكولات، في حين طالب الجانب الروسي بنشر تفاصيل الاتفاق لتجنّب الأقاويل غير الصحيحة عنه. فالاتفاقية لا تمس روسيا والولايات المتحدة فقط، ولذا يجب أن تطلع عليها أطراف النزاع الأخرى. وأن أحد أسباب سرّية الوثيقة، الخلافات بين وزارة الخارجية الأميركية والبنتاغون. فوزير الخارجية جون كيري يريد التوصل إلى حلّ سلميّ يكون الإنجاز الأخير له في هذا المنصب، في حين أن وزير الدفاع المتشدّد المعادي لروسيا آشتون كارتر يأمل بالبقاء في منصبه والاستمرار في محاربة روسيا وبالذات في سورية في حال انتخاب هيلاري كلينتون رئيسة للولايات المتحدة.
أما صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأميركية، فقالت إنّ الاتفاق الجديد في شأن وقف إطلاق النار في سورية الذي بدأ الأسبوع الجاري بعد محادثات أميركا وروسيا، يعدّ من شبه المؤكد أنه سيكون محتوماً بالفشل، وذلك رغم الجهود المبذولة لإنجاحه. وقال الكاتب دويل مكمناص إنّ الإتفاق مثير للإعجاب لكنه لن يستمر، مؤكداً أن اتفاقا لوقف إطلاق النار في سورية يعتبر أمراً ضرورياً لمحاولة جلب السلام إلى البلاد التي حطمتها الحرب المستعرة فيها منذ سنوات.
وقال إن المتطرّفين مثل تنظيم «داعش» وتنظيم «القاعدة» غير مشمولين بهذا الاتفاق، وذلك لأنه لا يتوقع أحد منهما التعاون. واستدرك الكاتب ليوضح الأسباب التي قد تحتّم مصير هذه الهدنة بالفشل، وقال إن القوتين العظميين المتدخلتين في سورية ممثلتين في الولايات المتحدة وروسيا ترغبان في استمرار الهدنة، ولكن أهدافهما الأساسية لا تزال مختلفة بشكل كبير.
«كمسمولسكايا برافدا»: لماذا يخشى الأميركيون كشف تفاصيل الاتفاقية حول سورية
تطرّقت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية إلى الاتفاق الروسي ـ الأميركي في شأن الأزمة السورية، موضحة أسباب تخوّف الولايات المتحدة من كشف تفاصيله.
وجاء في المقال: أطلق الصحافيون على الاتفاق الروسي ـ الأميركي في شأن سورية اسم «اتفاق الفودكا والبيتزا»، وذلك لانتظارهم الطويل ما يتمخض عنه لقاء وزيرَي خارجية البلدين لافروف وكيري ما دفع ممثلي الجانبين إلى توزيع الفودكا الروسية والبيتزا الأميركية عقب انتهاء اللقاء على الصحافيين.
غير أن كل سرّ عاجلاً أم آجلاً يخرج إلى العلن. وهذا ما حصل بالنسبة إلى تفاصيل الاتفاق. فقد حصلت «كومسومولسكايا برافدا» على معلومات في شأن النقاط التي تم الاتفاق عليها.
نبدأ الموضوع بالإشارة إلى أن الجانب الأميركي هو الذي طلب فرض السرّية على البروتوكولات، في حين طالب الجانب الروسي بنشر تفاصيل الاتفاق لتجنّب الأقاويل غير الصحيحة عنه. فالاتفاقية لا تمس روسيا والولايات المتحدة فقط، ولذا يجب أن تطلع عليها أطراف النزاع الأخرى.
وأحد أسباب سرّية الوثيقة، كما علمت الصحيفة، الخلافات بين وزارة الخارجية الأميركية والبنتاغون. فوزير الخارجية جون كيري يريد التوصل إلى حلّ سلميّ يكون الإنجاز الأخير له في هذا المنصب، في حين أن وزير الدفاع المتشدّد المعادي لروسيا آشتون كارتر يأمل بالبقاء في منصبه والاستمرار في محاربة روسيا وبالذات في سورية في حال انتخاب هيلاري كلينتون رئيسة للولايات المتحدة.
لقد اضطر كيري خلال مفاوضات جنيف إلى الاتصال بالبنتاغون في شأن كل كلمة في النص، وعندما كانت وزارة الدفاع الأميركية تقول «لا»، كان يتصل بالرئيس أوباما. وفي نهاية الأمر أصرّ أوباما على موقفه وتم التوصل إلى الاتفاقية. لكن كارتر أعلن على الملأ عن عدم رضاه عنها.
علام تنصّ الاتفاقية؟
يبدأ سريان مفعول الهدنة في سورية في 12 أيلول 2016 بحلول أول أيام عيد الأضحى، حيث سيكون سهلاً الالتزام بالهدنة في العيد.
وبعد يومين على بدء الهدنة، وإذا اتفق الطرفان على أن مراعاتها قائمة، فعليهما تمديدها ليومين آخرين، وهذا ما حصل فعلاً حيث مدّدت الهدنة لفترة 48 ساعة أخرى. وإذا استمرت الأطراف المتنازعة في مراعاتها تمدّد لأسبوع، وتبدأ مرحلة جديدة.
وتبدأ الهدنة بإيصال المساعدات الإنسانية إلى حلب وباقي المدن والقرى المحاصرة. والمساعدات إلى حلب تصل بشاحنات مختومة وتقوم بهذه المهمة منظمة الهلال الأحمر السورية. وفي الطريق إلى حلب يقيم الجيش السوري نقاط تفتيش للتأكد من سلامة الأختام. بعد ذلك تنتقل هذه المسؤولية إلى مراقبي هيئة الأمم المتحدة. بهذا الشكل لن يتمكن المسلحون من الحصول على الإمدادات التي يحلمون بها بحرّية ـ سيسمح بوصول الملابس والمواد الغذائية فقط، أما الأسلحة فممنوعة، ولن يرفع الحصار عنها.
وبموجب الاتفاق، يحق لمواطني سورية ومن بينهم المسلحون مغادرة المدينة بحرّية من دون أيّ عائق والذهاب إلى الجهة التي يريدوها. هذا ما كانت روسيا والحكومة السورية قد توصلت إليه. تريدون القتال اخرجوا من المدينة ولا تختبأوا وراء المدنيين.
والأمر المهم الآخر أن روسيا والولايات المتحدة تشكلان بعد ثبات الهدنة مركزاً تنفيذياً مشتركاً للفصل بين مواقع المتطرّفين «جبهة النصرة» جبهة فتح الشام و«داعش»، وبين «المعارضة المعتدلة». حيث سيتم تبادل المعلومات في شأن هذه المواقع، ثم تبدأ عمليات قصف شاملة لمواقع المتطرفين من دون المساس بمواقع «المعارضة المعتدلة».
هذا ما تتضمّنه الاتفاقية السرّية، وهذا ما يرفضه البنتاغون. والسبب أن «جبهة النصرة» تعدُّ المجموعة القتالية الأفضل بين المجموعات «المعارضة»، ومن دون «النصرة» لن تتمكن «المعارضة» من الوقوف في وجه الجيش السوري النظامي.
كما تتضمن الاتفاقية تحديد منطقة لا يحق لطائرات القوات الجوية السورية الإغارة عليها. ولكن هذا لا يعني أنه لا يحق لها التحليق فوقها، وكل ما عليها هو التنسيق مع الجانب الروسي في هذا الشأن. والحديث لا يدور عن كامل الأجواء السورية كما أراد الجانب الأميركي، بل فقط عن منطقة محددة. وبحسب العسكريين الروس، هذا لن يؤثر في سير العمليات العسكرية، لأن طائرات القوة الجو ـ فضائية الروسية سوف تستمر بنشاطها، وقدراتها أعلى من القوة الجوية السورية، وقد وافقت دمشق على هذه الشروط.
روسيا وسورية عموماً راضيتان على الاتفاقية، لذلك سيحاول المسلحون إفشالها. والصعوبات ستزداد يوماً بعد آخر. فممثلو الهلال الأحمر لن يحصلوا على ضمانات لمرورهم من المسلحين، وممثلو الأمم المتحدة لا يحصلون على تأشيرات الدخول من الحكومة. ولكن عندما تبدأ المساعدات بالوصول، سيزداد عدد أنصار السلام حتماً.
أما المشكلة الأخرى، فتتمثل في أن العملية السياسية يجب أن تستأنف في نهاية الشهر الحالي. وهنا يحضّر الأميركيون فخاً جديداً، حيث يؤكدون أن بشار الأسد «فقد الشرعية». لذلك، فالمفاوضات يجب أن تكون بين مختلف مجموعات «المعارضة». وقد ردّ سيرغي لافروف على هذا بقوله إن هذه وجهة النظر لا تستند إلى وثائق، وإن حكومة الأسد ممثلة في الأمم المتحدة. أي يمكن كره بشار الأسد، ولكن لا يمكن إنكار شرعيته.
لذلك يجب أن تكون المفاوضات بين الحكومة ومجموعات «المعارضة» التي وافقت على الهدنة. هذا هو موقف روسيا. وهذا ما هو مثبت في الاتفاقيات السرّية التي لا يريد الجانب الأميركي كشفها.
«لوس أنجلوس تايمز»: اتفاق وقف إطلاق النار في سورية مثير لكنّه لن يستمر
قالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأميركية، إنّ الاتفاق الجديد في شأن وقف إطلاق النار في سورية الذي بدأ الأسبوع الجاري بعد محادثات أميركا وروسيا، يعدّ من شبه المؤكد أنه سيكون محتوماً بالفشل، وذلك رغم الجهود المبذولة لإنجاحه.
وقال الكاتب دويل مكمناص إنّ الإتفاق مثير للإعجاب لكنه لن يستمر، مؤكداً أن اتفاقا لوقف إطلاق النار في سورية يعتبر أمراً ضرورياً لمحاولة جلب السلام إلى البلاد التي حطمتها الحرب المستعرة فيها منذ سنوات.
وأوضح أن قوى متصارعة في سورية ،لا تريد لاتفاق وقف إطلاق النار أن يستمر، بدءاً من حكومة الرئيس السوري بشار الأسد إلى فرع تنظيم «القاعدة» في سورية، وأنه من غير الواضح أنه يمكن لأيّ أحد منع هذه القوى من تفجير الأوضاع مجدداً.
وقال إن المتطرّفين مثل تنظيم «داعش» وتنظيم «القاعدة» غير مشمولين بهذا الاتفاق، وذلك لأنه لا يتوقع أحد منهما التعاون، وأشار إلى أن «جبهة النصرة» التابعة لـ«القاعدة» سبق أن غيّرت اسمها إلى «جبهة فتح الشام».
واستدرك الكاتب ليوضح الأسباب التي قد تحتّم مصير هذه الهدنة بالفشل، وقال إن القوتين العظميين المتدخلتين في سورية ممثلتين في الولايات المتحدة وروسيا ترغبان في استمرار الهدنة، ولكن أهدافهما الأساسية لا تزال مختلفة بشكل كبير.
وأوضح أن كيري يريد دفع جميع الأطراف إلى إجراء مفاوضات لتشكيل حكومة سورية جديدة يكون من شأنها تسهيل عملية تنحي وخروج الأسد من السلطة، بينما تدخلت روسيا في سورية السنة الماضية، وأرسلت قوات وطائرات لدعم الأسد، وأن الروس يسعون إلى استقرار الحكومة في المقام الأول.
وأضاف مكمناص أن الأسد لا يريد الحفاظ على البقاء في السلطة فحسب، بل يريد استغلال الهدنة لتحسين مواقفه العسكرية والدبلوماسية، وأن هذا هو ما فعله بدعم من روسيا أثناء هدنة قصيرة في وقت مبكر من السنة الحالية.
وأضاف: أما زعماء «المعارضة» فيأملون أن تنهي الهدنة الحصار الذي يفرضه النظام السوري على معقلها في حلب، لكنهم يخشون أن تسفر عن إضعاف قواتهم وتعزيز قوات النظام.
وأشار إلى أن «داعش» و«جبهة فتح الشام» سبق أن رفضا الهدنة من الأصل، وأنهما قد يحاولان إحباطها، وذلك لتجنب أن يصبحا الهدف الأخير للغارات الجوية.
ونسب إلى سفير الولايات المتحدة السابق لدى سورية روبرت فورد القول إن ثمة حاجة إلى هيئة مراقبين على الأرض إذا أريد للهدنة أن تستمر، وإنه ليس هناك أي واحدة.
وتساءل الكاتب: ما العمل في حال انتهك الأسد الهدنة؟ وأسهب في شأن الخطة باء وتفاصيل أخرى.
«غارديان»: أكثر من ثلث الغارات السعودية على اليمن أصابت مدنيين
نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية تحقيقاً قالت فيه إن الضغوط تتصاعد على بريطانيا والولايات المتحدة بعدما تبيّن أن الغارات على اليمن استهدفت مدارس ومستشفيات.
يقول المقال، الذي كتبه إيون ماكاسكل وبول توربي، إن أكثر من ثلث الغارات التي شنّتها السعودية على اليمن شملت أيضاً، إضافة إلى المدارس والمستشفيات، أسواقاً ومساجد وبنية تحتية اقتصادية، بحسب ما أوردت أكبر دراسة عن الحرب في اليمن منذ بدأت.
ويقول الكاتبان إن نتائج تلك الدراسة تتناقض مع المزاعم السعودية، التي تدعمها الولايات المتحدة وبريطانيا، أنها تحرص على تقليص الضحايا المدنيين.
وأجرى الدراسة «مشروع معلومات اليمن»، وهي مجموعة من الأكاديميين، والعاملين في مجال حقوق الإنسان والنشطاء. ويتوقع المقال أن تعزز هذه الدراسة من ضغوط الولايات المتحدة وبريطانيا على التحالف الذي تقوده السعودية، الذي يواجه اتهامات بانتهاك القانون الدولي الإنساني.
كما ستركز الدراسة الأنظار على مبيعات الأسلحة البريطانية إلى السعودية والتي تزيد عن 3.3 مليار جنية استرليني، وعلى دور العسكريين البريطانيين المساند لمراكز القيادة السعودية المسؤولة عن الغارات الجوية على اليمن.
وكانت لجنتان في البرلمان البريطاني قد دعتا إلى وقف مبيعات الأسلحة البريطانية إلى السعودية حتى يتم اجراء تحقيق مستقل في الأمر.
وتقول السعودية إن نتائج الدراسة بها مبالغة شديدة، وشككت في دقة المعلومات وطريقة إجراء الدراسة، وقالت إن بعض المدارس ربما كانت كذلك في سنوات سابقة لكنها الآن تستعمل من قبل المقاتلين المسلّحين.
وركزت الدراسة بشكل حصري على نتائج القصف الجوي من دون التعرض إلى أعمال القتال البري.
ويعدّ أحد أخطر ما كشفت عنه الدراسة، تكرار قصف بعض الأماكن المدنية. ويقول المقال إنه ربما كان من الممكن تبرير بعض الهجمات بأنها وقعت بطريق الخطأ في الأماكن ذات الكثافة المدنية العالية، مثل بعض المناطق في صنعاء، لكن تكرار قصف مدارس ومستشفيات سوف يزيد من الضغوط المطالبة بإجراء تحقيق مستقل في الأمر.
ويشير المقال إلى تعرض مدرسة في ضباب، في محافظة تعز إلى القصف 9 مرات، بينما تعرّض سوق في سروا إلى القصف 24 مرة، بحسب المقال.
وقال، كلايف لويس، وزير الدفاع في حكومة الظل البريطانية إنه من المقزّز التفكير بأن الأسلحة البريطانية استخدمت ضد المدنيين، وعلى الحكومة أن تفعل كل ما بوسعها لوقف ذلك. ولكن الوزراء يتجاهلون الصراع في اليمن، والأدلة على انتهاك القانون الدولي الإنساني، وهو ما يتضح يومياً أنه يصعب تجاهله.
وينقل المقال عن المتحدّث بِاسم حزب «الأحرار الديمقراطيين» البريطاني القول إنه على رغم الأدلة المتلاحقة التي تُظهر استهداف المدنيين، فإن حكومة كاميرون أولاً، والآن حكومة تيريزا ماي استمرت في دفاعها بشكل منافق عن الحملة الوحشية التي تقوم بها السعودية في اليمن.
كما أشار المقال إلى ضغوط مماثلة من أعضاء في الكونغرس الأميركي على الرئيس أوباما ونقلت عن عضو الكونغرس تد ليو قوله إن الهجمات المتكررة المتعددة على المدنيين تبدو جرائم حرب.
وتحصي الدراسة، خلال الحرب في اليمن، 942 هجوماً على مناطق سكنية، و144 هجوماً على أسواق، و147 هجوماً على مدارس، و26 هجوماً على جامعات، و378 هجوماً على وسائل مواصلات.
وتقول «غارديان» إن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قال إن المدارس والمساجد والمستشفيات تحوّلت إلى مراكز للقيادة ومخازن للأسلحة، وإنها أهداف عسكرية.
«واشنطن بوست»: الحرب الباردة انتهت وبدأت الإلكترونية
قال الكاتب الأميركي ديفد إغناشيوس في مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، إن الحرب الباردة ربما تكون انتهت لتبدأ الحرب الإلكترونية بين الأمم المتنافسة، وأشار إلى اختراقات وقرصنة روسية لمواقع وأهداف أميركية حيوية.
وأشار إلى أنه في عصر هذه الحرب الإلكترونية الذي يبدأ الآن، فإنه يبدو أن القراصنة الروس بدورهم بدؤوا يعبرون الحدود، وقال إنه كان لهم أهداف واضحة في الأسابيع الأخيرة شملت الملفات الإلكترونية الخاصة باللجنة الوطنية الديمقراطية، أو الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة.
وأضاف أن أهداف القراصنة الروس الأخرى شملت رسائل البريد الإلكتروني الخاص بوزير الخارجية الأميركية الأسبق كولن باول، إضافة إلى تلك المتعلقة باختبارات العقاقير والمنشطات الخاصة بكبار الرياضيين الأميركيين.
وأشار الكاتب إلى أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تدرس كيفية الرد على هذا الهجوم الإلكتروني الروسي، وأن هناك انقساماً بين الصقور والحمائم في الولايات المتحدة في هذا الشأن، كما هي حالهم في المناقشات الاستراتيجية.
واستدرك بالقول: لكن الحكومة الأميركية تعترف بأن معلومات إلكترونية حيوية خاصة بها قد تعرضت للسرقة، وأنها تسربت لتؤدي إلى إلحاق الضرر بأهداف أميركية وإلى زعزعتها، وأن هذا يعدّ أمراً غير مقبول.
وأشار إلى طبيعة العلاقات الروسية الأميركية، خصوصاً ما تعلق بالسياسات الخارجية التي يتبعها كل طرف ضد الآخر، وقال إن الولايات المتحدة تدعم جماعات تناصر الديمقراطية في روسيا، ولكنها تشكل تحدّياً لسلطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأوضح أن واشنطن ترى أن حملاتها هذه في داخل روسيا تأتي من زاوية حرية التعبير ومن باب حقوق الإنسان على المستوى العالمي، مضيفاً أنه بالنسبة إلى الكرملين المتّسم بجنون العظمة والمتعطش للسلطة فيعتبرها شكلاً من أشكال الحصول على المعلومات الاستخبارية.
وقال إن المسؤولين الروس ينكرون تدخل بلادهم في السياسة الأميركية، ولكن بعض تعليقاتهم توضح أنهم يعتقدون أن أميركا هي التي أطلقت النار أولاً في هذه المبارزة لزعزعة الاستقرار السياسي بين الطرفين.
وأشار الكاتب إلى عدداً من البدائل المتاحة أمام الأميركيين للردّ على روسيا في هذا المجال، وإلى الخشية جراء التصعيد في الحرب الإلكترونية بين الجانبين.
«كمسمولسكايا برافدا»: «دمعة الطفل» لخداع مواطن الغرب البسيط
تطرّقت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية إلى استغلال الغرب دموع الأطفال من أجل مخطّطاته الشريرة مشيرة إلى نجاح هذا الأسلوب مع العراق عام 1991.
وجاء في المقال: عندما لا يصبح لائقاً التدخل العسكري السافر في شؤون دول لم تَرُق الولايات المتحدة، تلجأ واشنطن إلى ما يسمّى «التدخلات الإنسانية. وذلك بالاستعانة بدمعة الطفل»، التي تسمح بتأجيج غضب الرأي العام وتأييده القصف وإدخال الجيوش كما كان قد جُرّب ذلك بنجاح عام 1991.
آنذاك، وقفت طفلة في الكونغرس وهي تبتلع دموعها، وروت كيف يعاني الكويتيون من الاحتلال العراقي. وفي النتيجة كانت العملية الدولية لتحرير الكويت وفرض أشدّ العقوبات الاقتصادية، التي استمرت أكثر من عشر سنوات، على العراق حيث مات ببساطة ألوف الأطفال لانعدام الأدوية بسبب الحصار. بيد أن دموعهم لم تلق اهتماماً من أحد في الغرب. تماماً كما لم يعر أحد اهتماماً في ما بعد أن الفتاة الخطيبة في الكونغرس هي ابنة السفير الكويتي، الذي لقّنها النصّ الذي كتبه وألقته بمهارة.
البوسنة كانت التالية، وذلك عندما عُرضت على العالم صور أناس أنهكهم الضنى وراء الأسلاك الشائكة، وزُعم أنهم حبيسو معسكر الاعتقال الذي أقامه الصربيون. وفي حقيقة الأمر كان هؤلاء صرباً فرّوا من مناطق الأعداء، والتقطت لهم الصورة عبر السياج على أرض أحد الفلاحين.
وهذا الأسلوب تم تجريبه في كوسوفو وليبيا، واليوم يستخدمونه في سورية وتركيا. لنتذكر صورة الطفل السوري الغريق، الذي قذفت به أمواج البحر إلى الشاطئ التركي!
وأخيراً، جاءت صورة جديدة من حلب حيث تدور معركة القضاء على الإرهابيين، لطفل آخر، ملوّث بالجير الأبيض بعد غارة جوية مع أن زجاج نوافذ البيوت بقي سالماً. ولكن ذلك غير مهم، لأن المطلوب هو الضغط على سورية ومطالبتها بالهدنة! وفي ما بعد يصوِّر المسلحون أنفسهم وهم يقطعون رأس طفل آخر. وهذا غير مهم أيضاً. فـ«الجهاديون المعتدلون» الذين أُحكم الحصار عليهم في حلب يفضلون بدلاً من الهدنة الإبقاء على السكان الأبرياء رهائن في الأحياء التي يسيطرون عليها، ويحرمونهم من الماء والغذاء، ويتلفون على رؤوس الأشهاد اللقاحات، التي أرسلت إليهم.
ألم يحن الأوان للغرب ملاحظة دموع هؤلاء الرهائن؟
«تايمز»: دوندار يقول إن أردوغان يتّبع وسائل المافيا
كتب ديفيد تشارتر، من مدينة بوتسدام في ألمانيا، مقالاً في صحيفة «تايمز» البريطانية، عن رئيس تحرير إحدى الصحف التركية يعيش في المنفى، ويدعى جان دوندار.
ويستأنف دوندار حكماً بسجنه خمس سنوات في تركيا بعد اتهامه بالكشف عن أسرار الدولة، عندما نشر أن جهاز الاستخبارات التركي يزوّد الإسلاميين، الذين يحاربون الأكراد في سورية، بالسلاح، وهو ما تنفيه الحكومة التركية.
وترك دوندار منصبه كرئيس لتحرير صحيفة «جمهوريت» التركية الشهر الماضي بعد أن قرر ألا يعود إلى تركيا بعدما ورد اسمه في قوائم الصحافيين المطلوب القبض عليهم بعد محاولة الانقلاب.
وتنقل الصحيفة عن دوندار القول إن السلطات التركية ألغت جواز سفر زوجته حتى لا تتمكن من زيارته، وإن هذا يشبه عقوبات المافيا، على حد قول دوندار الذي تنقله الصحيفة.
ويقول الكاتب إن صحيفة «جمهوريت» هي إحدى أقدم الصحف التركية وأكثرها رصانة وتنتهج خطاً علمانياً ومستقلاً وهو ما يضعها كثيراً في مواجهة الرئيس أردوغان.
وعلى رغم معارضة دوندار للانقلاب، إلا أنه كان شديد الانتقاد للدولة البوليسية التي فرضها أردوغان. وقال في مؤتمر في بوتسدام إن تركيا هي أكبر سجن للصحافيين في العالم حيث يقبع 120 صحافياً في السجون.