وحدة الصحافة الاستقصائية في «راديو البلد» وموقع «عمان نت» يكشفان عن سوق سوداء للأوراق الثبوتية للاجئين السوريين في الأردن

عمان ـ محمد شريف الجيوسي

كشف تحقيق استقصائي من إعداد وحدة الصحافة الاستقصائية في راديو البلد وموقع «عمان نت» عن سوق سوداء للاتجار بأوراق ثبوتية سورية محتجزة لدى مديرية شؤون اللاجئين السوريين.

وبالتقصي توصل التحقيق إلى أن «مديرية شؤون اللاجئين السوريين ومن قبلها الأجهزة الأمنية تخالف القانون الدولي بحجزها قرابة 219 ألف وثيقة سورية ما حفز تبادل منفعة بين سماسرة أردنيين وسوريين مع رجال الأمن العام، لاستصدار بطاقات الخدمة الخاصة بالجالية السورية بطريقة غير مشروعة أو إعادة وثائق لاجئين محتجزة لدى مديرية شؤون اللاجئين السوريين مقابل 50-150 دينار عن كل منها».

وقالت شبكة «الهلال نيوز» التي نقلت عن وحدة الصحافة الاستقصائية في راديو البلد وموقع «عمان نت» إن فريق التحقيق قابل 8 لاجئين سوريين أكدوا أنهم لجأوا لـ «رشى» من أجل استرجاع وثائقهم بواسطة سماسرة بسبب حاجتهم الماسة إليها، إضافة إلى تعقيدات استردادها عبر القنوات الرسمية، وعدم وجود تعليمات واضحة بذلك.

فقد ذكر اللاجئ السوري بلال المتضرر من حجز وثائقه: «حاولت الحصول على وثائقي بطريقة غير رسمية بواسطة سمسار، مقابل 50 ديناراً عن كل وثيقة، لكنني تأكدت أن وثائقي الخاصة مفقودة».

وطالب بلال بحل مشكلته قائلاً: «فليمنحوني جواز سفر أردني موقت أستطيع المغادرة به».

كما كشف التحقيق بالصوت والصورة عن سماسرة يتعاونون مع رجال أمن لتأمين سوريين ببطاقة الخدمة الخاصة بالجالية السورية، الصادرة عن مراكز أمنية، بطريقة غير قانونية، مقابل 15-50 ديناراً للبطاقة الواحدة.

وكان التحقيق قد وثق أيضاً، استخراج سمسار سوري بطاقة خدمة خاصة بالجالية السورية لمشرف التحقيق الزميل الأردني الزميل مصعب الشوابكة مقابل 16 ديناراً، إذ تأكدنا من أن البطاقة غير مزورة ومدرجة على نظام البطاقات الخاصة بالجالية السورية.

التحقيق الذي أعده الصحافيان حازم حموي وحنان خندقجي، باشراف الزميل مصعب الشوابكة من وحدة الصحافة الاستقصائية في راديو البلد وموقع «عمان نت»، أظهر فشل قرابة 83 لاجئاً في مخيم الزعتري في استعادة وثائقهم على رغم مراجعتهم لإدارة المخيم بغية استردادها، بحسب ما يؤكدون في مقابلات فردية وجمْعية قبل شهر من نشر التحقيق.

وبين التحقيق أن معاناة اللاجئين تتواصل وسط ضعف رقابة وزارة الداخلية وأذرعها، حتى بعد صدور قرار وزير الداخلية حسين المجالي في 30 كانون أول 2013 بوقف احتجاز وثائقهم الرسمية واستعادة ربعها تقريباً.

وأظهر التحقيق عدم التزام الحكومة الأردنية مذكرة التفاهم الموقعة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عام 1998 وتعديلاتها، في ما يخص إعطاء اللاجئ مركزاً قانونياً ومعاملته وفق المعايير الدولية، التي تمنع حجز وثائقهم.

وقد ألمح ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أندور هربر بعدم قانونية احتجاز وثائق اللاجئ في الوضع المثلي، وأنه «ينبغي أن يمتلك اللاجئون وثائقهم الخاصة بهم، لأن هذا يسهل أمر رجوعهم لسورية، ونحن نأمل ذلك».

وأوضح التحقيق أن جملة من الصعوبات مر بها إجراؤه، تمثلت بعدم السماح لمديرية التوجيه المعنوي في القوات المسلحة لفريق التحقيق بزيارة مركز رباع السرحان لاستقبال اللاجئين السوريين من دون إبداء الأسباب، إضافة إلى عدم إجابة وزارة الداخلية على 15 سؤالاً من أصل 24 تتصل بوثائق اللاجئين السوريين.

وهو ما دفع فريق التحقيق للتظلم لمجلس المعلومات، استناداً للقانون، لكن المجلس قرر بالغالبية رفض التظلم بحجة أن البيانات المطلوبة يمنع الكشف عنها. يضاف إلى ذلك حجم العمل الكبيرالمتمثل بدراسة عشرات الأوراق والوثائق، والتنقل في مختلف أرجاء الأردن على مدار 9 أشهر، إضافة إلى «معامل الخطورة على فريقنا الاستقصائي».

واعتمد فريق التحقيق في إعداده على أدق المعايير الصحافية في اتباع منهجية استقصائية احترافية ودقيقة، وفق معايير شبكة أريج لصحافة عربية استقصائية وبدعم منها، وذلك من خلال المشاهدة/ المعاينة، التسجيل المرئي والمسموع، والمقابلات الشخصية مع الضحايا، والمتهمين، والمسؤولين والخبراء في الشؤون القانونية والحقوقية.

وقد نشرت النسخة المكتوبة للتحقيق الاثنين الماضي 1 أيلول 2014 بالتزامن مع موقع «عمان نت» www.ammannet.net ، والفيلم الاستقصائي «وثيقة للبيع» الذي يعالج موضوع التحقيق على قناة «عمان نت» على يوتيوب، وسيبث إذاعياً يوم الثلاثاء 2/9/2014 عبر أثير راديو البلد 92.4fm الساعة الرابعة عصراً.

يذكر أن وحدة الصحافة الاستقصائية في راديو البلد أنتجت تحقيقات صحافية استقصائية، كشفت فيها عن مواطن الخلل وأحدثت تغييرات إيجابية ملموسة، وذلك لتحقيق رسالتها المجتمعية في إعلام حر يمارس دور السلطة الرابعة بكل كفاءة واقتدار.

وفي ما يلي رابط التحقيق على يوتيوب.

http://www.youtube.com/watch?v=eeszW9G20h4

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى