لندن لا تستبعد توجيه ضربات ضد «الدولة الإسلامية» الإرهابي
قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن الضربات الجوية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق كانت ناجحة وتساعد في أمن العراق، مشيراً في خطاب ألقاه أثناء زيارته عاصمة إستونيا تالين إلى أن «الدولة الإسلامية» يعد خطراً جدياً ليس فقط بالنسبة إلى العراق بل وللمنطقة برمتها مشيراً في الوقت نفسه إلى أن إعدام الصحافي الأميركي ستيفن سوتلوف لن يرهب الولايات المتحدة.
وأضاف أوباما أن الهدف الرئيسي لبلاده ينحصر في كسر شوكة المقاتلين في العراق والمنطقة والقضاء عليهم، لافتاً إلى وحشية تنظيم «الدولة الإسلامية» بعد ذبحه الصحافي سوتلوف، وأكد أن العدالة ستأخذ مجراها.
وفي السياق، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أمس إن خطف تنظيم «الدولة الإسلامية» الإرهابي لرهينة بريطاني لا يجعل توجيه ضربة جوية للمتشددين أكثر ترجيح إلا أنه لم يستبعد هذا الخيار.
وبعد يوم من بث التنظيم الإرهابي لشريط فيديو يظهر ذبح الصحافي الأميركي ستيفن سوتلوف ويهدد بقتل رهينة بريطاني مطالباً بالتخلي عن مساعدة الولايات المتحدة في مواجهة التنظيم، قال هاموند أمام الصحافيين: «هذا الأمر لا يغير شيئاً على الإطلاق في تخطيطنا الاستراتيجي… إذا قررنا أن توجيه ضربات جوية أمر مفيد، فبالتأكيد سنبحثه. ولكننا لم نتخذ أي قرار بعد بخصوص ذلك في هذا الوقت».
وأفاد الوزير البريطاني بعد اجتماع لجنة الاستجابة الحكومية للطوارئ أن تحليل الحكومة الأولي يوضح أن تسجيل الفيديو الذي بث مساء الثلاثاء لذبح الصحافي حقيقي. وأعلن أن متشدد «الدولة الإسلامية» الذي ظهر في فيديو سوتلوف يبدو أنه الرجل نفسه الذي تحدث بلكنة بريطانية في الفيديو الخاص بذبح الصحافي الأميركي جيمس فولي. وتابع: «لا تنتظروا أن أناقش الخيارات المختلفة التي ندرسها، ولكن يمكنني أن أؤكد أننا سندرس جميع البدائل الممكنة لحماية هذا الشخص» في إشارة للرهينة البريطاني الذي يحتجزه التنظيم.
من جهة أخرى، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي إنه إذا تأكدت صحة فيديو ذبح الصحافي سوتلوف فإن «هذا العمل الوحشي يثير اشمئزازنا». موضحة أن العمل جار للتأكد من صحته، في حين أعلن البيت الأبيض أنه سيعمل على التحقق من صحة الشريط المصور.
وفي الشريط يندد المسلح الملثم بالهجمات الأميركية على «الدولة الإسلامية» ويقطع عنق سوتلوف. ويقول: «لقد عدت يا أوباما. لقد عدت بسبب سياستك الخارجية المتغطرسة تجاه الدولة الإسلامية… على رغم تحذيراتنا الجدية»، في إشارة إلى فيديو سابق عن ذبح فولي. ويضيف: «طالما صواريخك مستمرة في ضرب شعبنا، سيستمر سكيننا في ضرب أعناق شعبك».
وصرح الناطق باسم البيت الأبيض جوش ايرنست بأنه لم يكن على علم بهذا الشريط قبل بدئه مؤتمره الصحافي المعتاد، إلا أنه أعرب عن تعاطف الإدارة الأميركية مع عائلة سوتلوف.
من ناحية ثانية، أكد الناطق باسم عائلة سوتلوف باراك بارفي الوفاة. وقال: «العائلة علمت بهذه المأساة المروعة وهي تحزن بصمت. لن يكون هناك تعليق علني من العائلة في هذا الوقت الصعب».
وسوتلوف من مواليد ميامي بولاية فلوريدا، ويحمل شهادة في الصحافة من جامعة سنترال فلوريدا. وقد عمل لمجلات «تايم» و»كريستشن سيانس مونيتور» و»فورن بوليسي» وأخيراً لمجلة «وورلد افيرز». وقد اعتبر مفقوداً قبل 12 شهراً بعدما خطف في 4 آب 2013 في حلب بشمال سورية قرب الحدود التركية.
وبعد نشر شريط قطع رأس سوتلوف، طالب نواب أميركيون بالإسراع في وضع خطة للتصدي لتنظيم «الدولة الإسلامية» في سورية والعراق.
وفي السياق، قالت مصادر «إسرائيلية» أمس إن الصحافي سوتلوف الذي ذبحه تنظيم «الدولة الإسلامية» في سورية كان يحمل الجنسية «الإسرائيلية»، وأضافت المصادر أنه تم إخفاء جميع المعطيات عن هويته وقوميته اليهودية وانتمائه لدولة «إسرائيل» في مواقع الانترنت بعد اختطافه وذلك حفاظاً على سلامته.
وتشير المعلومات الصادرة في «إسرائيل» إلى أن الصحافي سوتلوف تلقى دراسته الجامعية عام 2006 في مدينة «هرتسلية الإسرائيلية» ثم عاد إلى فلوريدا ليغادرها عام 2013 عائداً إلى «إسرائيل».
وتنقل سوتلوف في دول الشرق الأوسط لا سيما مصر وليبيا وسورية واليمن وغيرها خلال ما يسمى بالربيع العربي. سوتلوف كان يكتب ويتحدث باللغة العربية بطلاقة.
وفي سياق متصل، أمر الرئيس الأميركي بإرسال حوالى 350 جندياً إضافياً إلى بغداد لحماية السفارة الأميركية بالعاصمة العراقية.
وقال الأميرال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» إن هذه الخطوة سترفع إجمالي عدد العسكريين الأميركيين المسؤولين عن تعزيز أمن البعثة الدبلوماسية في العراق لحوالى 820.
في حين قال البيت الأبيض إن أوباما سيتشاور هذا الأسبوع مع حلفاء الأطلسي بشأن اتخاذ إجراءات إضافية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» و»إقامة ائتلاف دولي ذي قاعدة عريضة لتنفيذ استراتيجية شاملة لحماية مواطنينا ودعم شركائنا» في مواجهة الجماعة المتشددة التي استولت على أجزاء من العراق وسورية.