أميركا تعتذر… فهل نريد أكثر؟

يكتبها الياس عشّي

الأجداد الأولون للشعب الأميركي أبادوا عشرين مليوناً من السكان الأصليين المسمّين خطأً بالهنود الحمر، ثمّ قدّموا الاعتذار لمن يهمّهم الأمر!

ونفس الأجداد أبحروا إلى القارة الأفريقية، وعادوا إلى أميركا مصطحبين معهم الألوف من الأفارقة، ليصيروا في ما بعد عبيداً وأقناناً يباعون ويشرون في أسواق النخاسة، ثم قدّموا اعتذارهم لمن يهمّهم الأمر!

والأحفاد باروا أجدادهم في ارتكاب المجازر، ألم يكونوا وراء قصف اليابان بالنووي؟ وماذا فعل العالم؟ كلّ ما فعله أنه وقف بالصف يستمع لاعتذار الولايات المتحدة الأميركية.

ثم… هل يمكن أن ننسى ڤيتنام وقرىً أبيدت عن بكرة أبيها؟ أو العراق وقد صار يباباً؟ ولكن.. ما هَم طالما أنّ الاعتذار جاهز.

وأمس حدث أنّ أميركا الدولة العظمى الحامية للحريات والديمقراطية، أعلنت أنّ اعتداءها على الجيش السوري في دير الزور كان خطأ تقنياً، وإنها تقدّم اعتذارها.

واليوم… أعلن أنّ الولايات المتحدة الأميركية دولة كاذبة، وطاغية، وتسعى إلى تدمير العالم، وإذا طولبتُ بتفسير فسأقدّم اعتذاري!

وكما يقول العامّة: وما في حدا أحسن من حدا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى