مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء 20/09/16
مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء 20/09/16
«المنار»
دخلت الهدنةُ السوريّةُ متاهةً جديدةً قبلَ عودةِ الحديثِ عن محاولةِ استئنافها بعدَ أسبوعٍ من التهدئة المتوترةِ على وقعِ أكثرَ من ثلاثمئةِ خرقٍ ارتكبتها الجماعاتُ المسلحة، واشتدادِ التجاذبِ بينَ حركةٍ أميركيّةٍ تريدُ الهدنةَ مساحةَ استغلالٍ تعيدُ للجماعاتِ الإرهابيّةِ مجالاً لالتقاطِ أنفاسِها على أكثرَ من محور، وجهدٍ روسيٍّ يسعى لتشخيصِ أهدافِ الاتفاقِ الموقّعِ معَ واشنطن بما يمهّدُ لأرضيّةٍ سياسيّةٍ تطلقُ مشروعاً للحل.
حتى الساعةِ، الأملُ ضعيفٌ بتجديدِ وقفِ إطلاقِ النارِ كما ترى الرئاسةُ الروسيّة، والطريقُ إليه مرهونٌ بوقفِ هجماتِ الجماعاتِ الإرهابيّة، غيرَ أنّ نهايتَه لا تزالُ معلّقةً على رضوخِ واشنطن بأنَّ منطقَ الاستغلالِ والسعيِ لتبديلِ وقائعِ الأرضِ ميدانيّاً بالخصوص، محكومٌ بالتصدّي وتكريسِ معادلاتِ الدولةِ السوريةِ لا سيّما على خطِّ التسوياتِ التي أخذت طريقَها في داريا لتَعلّقَ من جديدٍ في حي الوعر، حيث كان التنصّلُ أممياً هذه المرةَ بسحبِ اليدِ من إنجازِ نقلِ المسلَّحينَ إلى ريف إدلب، أو في معادلاتِ الحربِ التي لعبت واشنطن وحلفاؤها من الصهاينةِ وأطرافٌ إقليميّونَ لوضعِ نقاطٍ حمرٍ فيها.
لبنانيّاً، هدنةٌ سياسيّةٌ قسريةٌ فرضها التعليقُ والتعطيل، تخرقها تسريباتُ الملفِ الرئاسي دونَ أملٍ بالوصولِ إلى برٍ مستقر، فيما الاهتزازاتُ الحكوميّةُ متواصلةٌ دونَ أن تشيَ الأيامُ الفاصلةُ عن موعدٍ متوقّعٍ لدعوتها بعدَ الرابعِ والعشرينَ من هذا الشهر بأنَّ التآمَها سيسلكُ مساراً طبيعيّاً، فلا العوائقُ رُفعت ولا تسوياتٌ تمَّ وضعُها بعد.
«أن بي أن»
اهتمامات اللبنانيّين تتعدّى العناوين السياسيّة إلى تفاصيل ملفات معيشيّة واقتصاديّة وصحيّة. المواطنون قلقون من نسب تلوّث يزداد كما هي الحال في قضيّة نهر الليطاني، ومن هنا يأتي التحضير لإطلاق حملة وطنيّة لحماية حوض نهر الليطاني ومواجهة الكارثة التي يحصد نتائجها اللبنانيّون في صحتهم.
أمّا مواجهة الصفقة التي تطال جيوب اللبنانيّين فتولّاها السائقون. قطّاع النقل البري يشلّ الحركة غداً اليوم على مساحة لبنان في تحرّك سلميّ ديمقراطيّ، اعتراضاً على تلزيم المعاينة الميكانيكيّة ومطالبةً بإعادتها لكنف الدولة، والتزاماً بتطبيق قانون السير حول قمع التعدّيات.
الشارع غداً اليوم للسائقين العموميّين، فيما بقي تكتّل التغيير والإصلاح يلوّح بتلك الورقة تحت عنوان الميثاقيّة، فأيّ تحرّك عوني لا عودة عنه كما قال بيان التكتّل اليوم أمس .
السيناريوهات السياسيّة بقيت تلفّ وتدور بين تصريح ونفي وسجال ضمنيّ على خط التيارين البرتقالي والأزرق، بانتظار ما تحمله جلسة 28 من الشهر الجاري.
خارجياً، ترنّحت هدنة سورية وانطبق عليها وصف ستيفان دي مستورا: لم تمت الهدنة لكنّها في خطر حقيقي.
الساعات الماضية شهدت مناوشات ميدانيّة في ظلّ محاولة المجموعات تهريب أسلحة والتخفّي خلف المساعدات، وهو ما ولّد سجالاً دولياً على خطّ موسكو واشنطن، بعد اتّهام دمشق بقصف قافلة مساعدات ليتبيّن عدم صحة هذا الاتهام.
ولاحقاً، أعلنت الخارجية الأميركيّة أنّ المجموعة الدولية لدعم سورية اتّفقت على ضرورة استمرار وقف إطلاق النار بموجب الخطّة الأميركيّة الروسيّة رغم استمرار العنف.
«أو تي في»
بين نيويورك وبيروت، مكانان وثلاثةُ عناوين شغلت المشهد. ففي الاّمم المتحدة، حضرت سورية بهُدنتها المترنّحة فاجتاحت أروقةَ الجمعيّة العموميّة لتشكِّلَ محورَ اللقاءات التي حضر لبنان فيها، حاملاً همَّ النازحين ووطأةَ تداعيات هذا الملف الكارثية. وفي لبنان، خطرُ النازحين المهدِّد للبلد تَشارَك الاهتمام مع خطرِ ضرب الميثاقيّة الذي لا يقِلُّ خطورةً. خطرٌ أكّد التغيير والاصلاح مواجهتَه بتحرُّكٍ لا رجعة فيه، دفاعاً عن لبنان وعن العيش المشترك… فهل بات التحرُّكُ حتمياً؟ أو أنّ مؤشرات الاستفاقة على الميثاق قد تظهر في الأيّام الفاصلة عن موعد الثامن والعشرين من الجاري؟ الجواب رهنُ مسارات التواصل، ومنها اجتماعُ عين التينة الحواري بين المستقبل وحزب الله الليلة ليلة أمس ، وفي انتظار مسار الرئاسة، مسارٌ آخَر سلك طريقَ القضاء ليشكِّلَ مفاجأةً من العيار الثقيل، فملف الإنترنت غير الشرعي خرج من دوّامة المراوحة، لتُصبحَ الكلمةُ للقضاء، عساه يبقى مُنزَّهاً عن الحمايات السياسيّة، فيصل الملف إلى الحقيقة المنشودة، والتي حضرت على طاولة لجنة الاتصالات اليوم أمس .
«الجديد»
من وضع نفسه تحت القضاء فليمتثّل الآن، وهذا ادّعاء من المدّعي العام المالي القاضي علي إبراهيم بالاسم على رئيس مجلس إدارة Studio vision السيد ميشال غبريال المر بمواد تفرض عليه دفع ما جناه بطريقة غير شرعيّة من أموال الدولة، وتعرّضه للسجن من 3 أشهر إلى 3 سنوات. من قرأ في مضمون الادّعاء يكتشف قراراً كاد يكون وساماً للمر، لأنّ القاضي إبراهيم ادّعى بمواد على صورة مخالفات ضبط السير، ولا تقارب الجرم الفاضح وبالاستخدام المفضوح للإنترنت غير الشرعي. ومن الهدايا للمرّ أنّ المدّعي العام المالي أحال الملف إلى القاضي المنفرد الجزائي في المتن عرين الدولة المرّة، وأقفل بالتالي الباب أمام التوسّع في التحقيق، فيما لو كانت القضيّة أُحيلت إلى محقّق عدلي قد يضيف مواد جرميّة جديدة. لكن، ومع ذلك، فقد جرى الادّعاء وأصبح ميشال المر متّهماً بصورة رسميّة، فلا الإعلام تجنّى ولا المصادر سرّبت، تلك حقيقة غير قابلة للطعن، أمّا المسايرات السياسيّة المعطوفة على المواد القانونيّة، فهذا شأن سوف يخضع للملاحقة. وكما بدأت الجديد كشف أوّل خيوط التخابر غير الشرعي، وعرّت studio vison من اتصالاته وحجم الأموال المهدورة من الدولة وتبلغ 90 مليار ليرة، فإنّها سوف تلاحق مرحلة ما بعد الادّعاء، لنؤكّد للرأي العام أنّنا كنّا نتعقّب قضيّة وطنيّة وهدراً لمال الناس، وتجسّساً وسرقةً وتحايلاً واعتداءً على موظفي الدولة، واستخداماً لميليشيا سلاح الإعلام. وإذا كان في الدولة أزعر اسمه عبد المنعم يوسف، فهناك أيضاً ما يعادله أو من تفوّق عليه «زعرنةً»، هناك إمبراطورية الزعرور القابضة على الأمر الواقع، وسرقاتstudio vision التي ستتحوّل اليوم الآن إلى studio سجن. إذا رحمه القضاء المتني وسوّله السجن بالغرامة، فإنّ عليه أن يدفع إلى خزينة الدولة 90 مليار ليرة معطوفة على الغرامات والضرائب. هذا ما يواجهه ميشال غبريال المر. أمّا الاختباء خلف محاربته فساد عبد المنعم يوسف، فلن يخفّف عنه الأحكام، وليذهب الاثنان إلى حيث يجب أن يكونا، والعدالة تقول إنّ ما يليق بهما هو سجن واحد وكفى ادّعاءً واستخدام شاشات، وأقصى ما يمكن أن يستخدمه ميشال المر هو الضغط عبر القضاء ليتيح له إدخال شاشة صغيرة معه خلف القضبان، فهو أصبح رجلاً يحمل وصمة الاتهام. وهذا الإنجاز ما كان ليتمّ لولا المتابعة الدؤوبة للجنة الإعلام والاتّصالات النيابيّة التي يدير شؤونها نائبٌ فاضل وقف في وجه الرياح السياسيّة ولم تغره الأضواء المرة كحال معظم السياسيّين الراغبين في الظهور على شاشة آل المر، واللجنة التي وعدت بتدحرج الرؤوس الكبيرة بدأت تقطف الحصاد، مع فرق أنّ الرؤوس لم تكن إلّا كتلة محشوّة بالفراغ وحب الاستيلاء على مقدرات السلطة وسرقة المال العام ليلاً ونهاراً. جزء من حقيقة الإنترنت غير الشرعيّ بانت معالمه اليوم أمس ، لكنّ الرأي العام في انتظار استكمال الأجزاء الأخرى المتعلّقة بالتجسّس والتعامل مع «إسرائيل».
«أل بي سي»
غداً اليوم ، أحوال الطرقات سيضاف إليها ازدحام على ازدحام، فاتّحادات ونقابات قطاع النقل البري قرّرت الاعتصامات والتحرّكات غداً اليوم بدءاً من السادسة صباحاً وحتى الحادية عشرة قبل الظهر. إذاً، طرقات لبنان غداً اليوم مخنوقة، ليس بالنفايات فقط، بل بالاعتصامات والمسيرات لتحقيق جملة من المطالب، وفي مقدّمها ما وصفوه إلغاء الصفقة الفضيحة بتلزيم المعيّنات الميكانيكية وغيرها من المطالب.
وبالتزامن مع قطع أو اختناق بعض الطرقات غداً اليوم ، تأكّد اليوم اس قطع طرقات على رهانات رئاسيّة، وتمّت هذه الترجمة في بيان كتلة المستقبل الذي أعلن أنّ مبادرة الرئيس الحريري بدعم ترشيح فرنجية مستمرة، بهذا الموقف تكون كلّ الرهانات البديلة قد سقطت.
وفي المقابل، يعلن التيار الوطني الحر إصراره على التصعيد، وهو أعلن بعد اجتماع التكتّل اليوم أمس «رجعة لورا ما في».
هكذا تكون الخيارات قد تبلورت، تيار البمستقبل ماضٍ في خيار الوزير فرنجيّة، والتيار الوطني الحر ماضٍ في خيار التصعيد، وبين التصعيد النقابي والتصعيد الرئاسي برز تطوّران قضائيّان الأوّل أنّ النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم ادّعى على ميشال غبريال المر في ملف التخابر غير الشرعي، والثاني إعلان وزير الصحة أنّ القضاء طلب الإذن لملاحقة عبد المنعم يوسف، ووزير الصحة، وفي إيحاءٍ لافت أضاف: «لا أعتقد أنّ الوزير حرب سيرفض الطلب». ورغم هذا الإيحاء، فإنّ الوزير حرب اكتفى بالقول «لن أغطّي أحدا».
«أم تي في»
وأخيراً بدأت حلقة الشرّ تلتف حول عنق أصحابها، عبد المنعم يوسف إلى القضاء بعدما سقطت كل أوراق التين التي غلّفه بها بطرس حرب بمنع العدالة من أن تطاوله، وبالتالي باتَ من المستحيل أن لا يعطي حرب الضوء الأخضر لملاحقته تحت طائلة انكشافه كشريك له بالجرم.
الـ»أم تي في»، التي خاضت معركة حماية المال العام، كانت تعرف أنّ منظومة الشر ستفبرك ما يعرقل مسارها، لكنّ ثقتها بالقضاء كبيرة، فهو سينصف studio vision الذي لُفّقت لرئيس مجلس إدارتها تهمة التخابر غير الشرعيّ. هذه حرب من حروبنا مع الشر، المعركة طويلة، لكنّها لا بُدّ أنّها ستكلّل بالغار كما دائماً.
الواقع اللبناني العام يتمدّد من تلال النفايات وصولاً إلى نيويورك مروراً بالصراعات المستعرة بين تيار المستقبل وحزب الله في حوارهما الجانبي المتفجر، وبين المستقبل والتيار الوطني الحر على خلفيّة سعي الأخير إلى إرغام المستقبل على إيصال عون إلى بعبدا مع التعريج الإلزامي على التحضيرات العونيّة للاعتراض في الشارع.
في الأمم المتّحدة التقى الرئيس سلام الرئيس الفرنسي، وكان كلام لبنانيّ مبدئيّ رافض لترك النزوح يستنزف لبنان وموقف فرنسيّ متفهّم.
إقليميّاً، سقطت الهدنة في سورية إلى غير رجعة، وسقطت معها كل المواثيق الإنسانيّة المتعارف عليها والمعمول بها حتى الآن في كلّ الحروب.