عجز الولايات المتحدة في الشرق الأوسط
نشرت صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» الروسية تقريراً عالجت فيه موضوع تنفيذ الاتفاقية الروسية ـ الأميركية الأخيرة مشيرة إلى أن التشكيلات السورية التابعة للأميركيين لا تريد الإصغاء لمموّليها. وقالت الصحيفة إنّه من المعلوم أن روسيا والولايات المتحدة توصّلتا في العاشر من أيلول الجاري إلى اتفاقية، تعلَن بموجبها الهدنة في سورية. ووفقاً للاتفاقية، «لا يمسّ» الجيش السوري «المعارضةَ»، ويخفّف من الحصار عن المناطق الموجودة فيها.
بدورها، وعدت الولايات المتحدة الأميركية بأن تتوقف «المعارضة» عن توجيه الضربات إلى القوات السورية وأن تبقى على مسافة من «داعش» و«جبهة النصرة». ووعدت بوقف إطلاق النار لمدة سبعة أيام في البداية.
وقد سألت الصحيفة الخبير العسكري فيكتور موراخوفسكي عن قدرة مثل هذه الاتفاقيات على البقاء سارية المفعول، وكيف ستميّز الولايات المتحدة «المعتدلين» عن «غير المعتدلين»؟ وهل لدى واشنطن أدوات واقعية للضغط على أتباعها؟
يقول موراخوفسكي إن الولايات المتحدة ترى في الاتفاقية بينها وبين روسيا حول وقف إطلاق النار اختراقاً دبلوماسياً كبيراً. وبالطبع، فعلى الورق كل شيء أملس، خصوصاً أن الجانبين يعدان بممارسة الضغط على القوى المتصارعة. وأنهما سيوجّهان ضربات مشتركة إلى «داعش». بيد أن القوات السورية تحت ضغط روسيا تطبق الاتفاقية، الأمر الذي لا يمكن قوله عن «المعارضة المعتدلة»، التي تشرف عليها الولايات المتحدة.
فيما تناولت صحيفة «كومرسانت» الروسية غارات الطيران الأميركي على مواقع القوات الحكومية السورية مشيرة إلى أن التعاون الروسي ـ الأميركي في سورية تتهدّده الأخطار. وقالت الصحيفة إنّ التعاون الروسي ـ الأميركي أصبح مهدّداً في سورية، بعد الغارات التي شنّتها طائرات الولايات المتحدة على مواقع قوات الحكومة السورية في منطقة دير الزور، والتي أدّت وفق معطيات دمشق إلى مقتل 62 شخصاً وإصابة نحو مئة آخرين بجروح.
«موسكوفسكي كومسوموليتس»: واشنطن لا تستطيع الضغط على «المعارضة السورية»
عالجت صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» الروسية موضوع تنفيذ الاتفاقية الروسية ـ الأميركية الأخيرة مشيرة إلى أن التشكيلات السورية التابعة للأميركيين لا تريد الإصغاء لمموّليها.
من المعلوم أن روسيا والولايات المتحدة توصّلتا في العاشر من أيلول الجاري إلى اتفاقية، تعلَن بموجبها الهدنة في سورية. ووفقاً للاتفاقية، «لا يمسّ» الجيش السوري «المعارضةَ»، ويخفّف من الحصار عن المناطق الموجودة فيها.
بدورها، وعدت الولايات المتحدة الأميركية بأن تتوقف «المعارضة» عن توجيه الضربات إلى القوات السورية وأن تبقى على مسافة من «داعش» و«جبهة النصرة». ووعدت بوقف إطلاق النار لمدة سبعة أيام في البداية.
وقد سألت الصحيفة الخبير العسكري فيكتور موراخوفسكي عن قدرة مثل هذه الاتفاقيات على البقاء سارية المفعول، وكيف ستميّز الولايات المتحدة «المعتدلين» عن «غير المعتدلين»؟ وهل لدى واشنطن أدوات واقعية للضغط على أتباعها؟
يقول موراخوفسكي إن الولايات المتحدة ترى في الاتفاقية بينها وبين روسيا حول وقف إطلاق النار اختراقاً دبلوماسياً كبيراً. وبالطبع، فعلى الورق كل شيء أملس، خصوصاً أن الجانبين يعدان بممارسة الضغط على القوى المتصارعة. وأنهما سيوجّهان ضربات مشتركة إلى «داعش». بيد أن القوات السورية تحت ضغط روسيا تطبق الاتفاقية، الأمر الذي لا يمكن قوله عن «المعارضة المعتدلة»، التي تشرف عليها الولايات المتحدة.
ووفق الرقابة الموضوعية لوزارة الدفاع الروسية، لم يتوقف قصف أحياء حلب، حيث يموت المواطنون المدنيون.
ويضيف الخبير العسكري أن «المعتدلين» يستغلّون التهدئة والتزام الجيش السوري بعدم الردّ، ويقصفون مواقعه بضراوة.
لذا، لا يستبعد فيكتور موراخوفسكي احتمال تفجّر الوضع مجدداً، وفشل اتفاق وقف إطلاق النار لأن الولايات المتحدة لا تستطيع فصل «المعارضة المعتدلة» عن «جبهة النصرة».
المعضلة الكبرى تتمثل في أن الذين جهّزهم الأميركيون وساندوهم كانوا يغيّرون ألوانهم غير مرّة. أي ما دامت وأردات الأسلحة تأتي فهم مع الولايات المتحدة، أما بعد تلقّي المؤن والأسلحة، فكانوا يصبحون إسلامويين راديكاليين، كما يقول الخبير.
ويضيف الخبير أن الأميركيين لا يعرفون إلا القليل عن واقع الأمور وحيثيات ما يجري على الأرض. ويؤكد موراخوفسكي أن الأميركيين لا يملكون أدوات للتأثير في أوساط «المعارضة المسلحة»، وبالتالي لن يكون بمقدورهم إصدار أمر يلزمها بوقف إطلاق النار. كما يرى الخبير أنه من أجل الاشراف على هذه العملية وإدخالها حيز التنفيذ الفعلي يجب أن تكون الولايات المتحدة جزءاً من حركتها، في حين أنها تقود الجماعات السورية المسلّحة من مراكزها في الأردن، العراق وتركيا.
ويصف الخبير أن الموقف الروسي من اتفاق جنيف للفترة، التي تلت توقيعه، وبدء تنفيذه، بالاستياء الذي له ما يبرّره. ويقول إن الأسئلة الموجهة إلى الولايات المتحدة الأميركية تضاعف عددها الآن.
وينهي الخبير حديثه قائلاً: نحن لا نراقب السوريين عبر دمشق فقط، بل على الأرض حيث يعمل هناك مستشارونا، ونستطيع ضمان تنفيذ الجيش السوري شروط الاتفاقية، في حين أن الولايات المتحدة الأميركية منشغلة بالمزايدات السياسية.
«كومرسانت»: «داعش» يتلقّى الدعم من الجوّ
تناولت صحيفة «كومرسانت» الروسية غارات الطيران الأميركي على مواقع القوات الحكومية السورية مشيرة إلى أن التعاون الروسي ـ الأميركي في سورية تتهدّده الأخطار.
أصبح التعاون الروسي ـ الأميركي مهدّداً في سورية، بعد الغارات التي شنّتها طائرات الولايات المتحدة على مواقع قوات الحكومة السورية في منطقة دير الزور، والتي أدّت وفق معطيات دمشق إلى مقتل 62 شخصاً وإصابة نحو مئة آخرين بجروح.
القوات الحكومية في هذه المنطقة تقف في مواجهة «داعش». وقد أعلنت القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية، أن الضربات التي وجّهت إلى القوات الحكومية السورية كانت عن طريق الخطأ، وأعربت عن أسفها لوقوع ضحايا. ومع ذلك، فقد أدّى هذا إلى تبادل الاتهامات بين واشنطن وموسكو، التي عقد مجلس الأمن الدولي بطلب منها جلسة طارئة لمناقشة الموضوع.
وقد استمرّت غارات طيران التحالف الدولي على مواقع القوات السورية 50 دقيقة طائرتان من نوع «إف 16» وطائرتان «إي 10» قدمت من جهة العراق. وقد أدّت هذه الغارات إضافة إلى وقوع ضحايا بشرية إلى تدمير ثلاث دبابات وثلاث آليات بناء وأربعة مدافع هاون ومدفع مضاد للجو. تجدر الإشارة إلى أنّ «داعش» يحاصر مدينة دير الزور منذ عام 2014 والوحدات العسكرية السورية تدافع عن المدينة على رغم أن المدينة مقطوعة عن باقي تشكيلات الجيش السوري.
ووفق معلومات قيادة القوات السورية، فقد بدأ مسلّحو «داعش» عقب انتهاء غارات طيران التحالف، بمهاجمة مدينة دير الزور وتمكّنوا من احتلال مرتفعات جبل الثردة الاستراتيجية وحقل التيم النفطي. ولكن القوات الحكومية تمكّنت بعد فترة قصيرة من استعادة السيطرة عليها.
وعقب هذه الهجمات الجوّية أرسلت القيادة السورية إلى مجلس الأمن الدولي رسالة تطالب فيها بإدانة العدوان.
من جانبها، اعترفت القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية في بيان بالحادث، مؤكدة أنها أبلغت موسكو مسبقاً بنيّتها شنّ الغارات، وأكدت في بيان وقف الغارات فور إبلاغ موسكو مسؤولي التحالف أن المواقع التي هوجمت تعود إلى القوات الحكومية السورية.
غير أن هذا الاعتراف لم يقنع موسكو، فقد أعلنت المتحدّثة بِاسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الحادث يشطب جهود المجتمع الدولي الرامية إلى تسوية الأزمة السورية، سواء عبر المجموعة الدولية لدعم سورية ومجلس الأمن الدولي، أو عبر التعاون الروسي ـ الأميركي.
وقالت زاخاروفا: لم يُشِر الجانب الأميركي في سياق الاتصالات اليومية في جنيف أو خلال الاتصالات شبه اليومية بين لافروف وكيري إلى مثل هذه الخطط. وأكثر من هذا لم تكن هناك أي إشارة إلى أن الأميركيين ينوون تنفيذ عمليات في هذه المنطقة. لذلك، إننا نتوصل إلى استنتاج خطير للعالم أجمع: البيت الأبيض يحمي «داعش». ونحن نطالب واشنطن بتوضيح مفصّل أمام مجلس الأمن الدولي.
ومجلس الأمن الدولي عقد جلسة طارئة بطلب من روسيا. ولكن مندوبة الولايات المتحدة سامانثا باور لم تدخل قاعة الجلسة إلا بعدما أنهى مندوب روسيا فيتالي تشوركين كلمته، لأن الجلسة بحسب رأيها «مهزلة»، وأن طلب موسكو عقد جلسة طارئة «خدعة فريدة ونفاق كامل لاأخلاقي هدفه الضحك على الذقون». وأضافت أن الولايات المتحدة تُجري التحقيقات اللازمة بالحادث، وأعربت عن أسفها لوقوع ضحايا بشرية.
من جانبه، سأل تشوركين عن سبب القيام بهذه الهجمات في هذا الوقت بالذات؟ ولماذا لم يهاجم أحد في التحالف قوافل «داعش» التي اجتازت مئات الكيلومترات؟ ولماذا لم تحرّك الولايات المتحدة ساكناً لتحرير تدمر؟
وأشار تشوركين إلى أن هذه الغارات انتهاك للاتفاق الروسي ـ الأميركي الأخير. وهو انتهاك لتعهّد التحالف بأنه لن يهاجم قوات الحكومة السورية، وأعرب عن بالغ أسفه لأن الأميركيين فعلوا هذا في هذه اللحظة الحاسمة. لذلك يمكننا الافتراض أنهم فقدوا السيطرة على الأوضاع، لأنهم ليسوا قادرين خلال فترة طويلة على تنفيذ الوعود التي أعطونا إياها.
وقد أصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً شديدة اللهجة جاء فيه أن عمل طيّاري التحالف، إذا لم يكن كما نأمل بأمر من واشنطن فهو يتراوح بين جريمة الإهمال والتواطؤ مع «داعش». بيد أن المسؤولين في الولايات المتحدة لم يتمكنوا من توضيح هذا الأمر، رغم أنهم حاولوا كالمعتاد قلب الأمور رأساً على عقب. وتعتقد الخارجية الروسية أن هذه الغارات هي نتيجة طبيعية لرفض الولايات المتحدة التعاون التام والمكثف مع روسيا في مكافحة «داعش» و«جبهة النصرة» وغيرهما من المجموعات الإرهابية.
وأشار مصدر عسكري رفيع المستوى في حديث إلى «كومرسانت»، إلى أن تنفيذ النقاط الرئيسة في مرحلة حرجة. وأضاف: لا نعلم ماذا سيفعل الأميركيون بعد هذا، ولكن تنفيذ الاتفاق من جانب واحد فقط ببساطة غير ممكن. وأكد المصدر أنه في حال عدم تنفيذ الولايات المتحدة وعدها بفصل «المعارضة المعتدلة» عن الإسلامويين في أقرب وقت، فإن طائرات القوة الجو ـ فضائية الروسية ستبدأ بمهاجمة الأهداف التي تراها ضرورية.
«فايننشال تايمز»: فيكو يؤكد أن الاتحاد الأوروبي سيجعل «بريكست» مؤلماً جداً لبريطانيا
أكد رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو في مقابلة مع صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، أنّ الاتحاد الأوروبي سيسعى إلى جعل خروج بريطانيا مثلاً وسيجعله مؤلماً جداً للمملكة المتحدة.
وقال فيكو الذي تتولّى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي حالياً إن الاتحاد سيغتنم هذه الفرصة ليقول للناس: الآن سترون لماذا من المهمّ البقاء في الاتحاد الأوروبي.
وأضاف: حتى إذا كانت خامس اقتصاد في العالم، سيكون الامر مؤلماً جداً للمملكة المتحدة. واصفاً التفاؤل الذي تبديه الحكومة البريطانية بأنه خدّاع.
وتتعارض هذه التصريحات مع تأكيدات قادة أوروبيين آخرين ينفون أيّ نيّة في معاقبة بريطانيا لأنها صوّتت على مغادرة الاتحاد.
وقالت سكرتيرة الدولة الفرنسية للقطاع الرقمي إكسيل لومير خلال زيارة إلى لندن يوم الجمعة الماضي: لا نريد التفاوض حول «بريكست» بشكل يعاقب المملكة المتحدة والبريطانيين، إنما علينا التأكّد من حماية مصالح أوروبا ومصالح فرنسا.