زهير الخطيب: لإعادة الحقوق كما كانت قبل أن يعبث بها المستعمر الفرنسي
أعرب أمين عام جبهة البناء اللبناني الدكتور زهير الخطيب عن استغرابه لما «يدور من سجال ومزايدات من مدّعي السيادة في حين تحاول الدولة استعادة حقها السيادي في المشاعات وفي مواجهة بعض الطائفيين من الذين يعيدون الوطن إلى منطق الامتيازات والاستثناءات الطائفية التي أنتجت الحرب الأهلية، وبما يتكشف اليوم من ممارسة الدولة اللبنانية لتشريعات استعمارية من بقايا الانتداب الاستعماري الفرنسي لم يكن هدفها أصلاً سوى زرع الفتن بتمليك أراضي الدولة الوطنية على سبيل الرشوة السياسية وشراء الولاءات».
وسأل الخطيب في بيان: «كيف يمكن مواءمة دولة المقاومة التي أذلت الكيان الصهيوني واستعادت الأرض وهي تردعه اليوم مقدّمة ولا تزال خيرة شبابها لحماية الوطن، مع تشريعات تخصّ الأرض ظاهرها حقوق مبهمة للأهالي؟ بينما باطنها إما فساد أو وهم بوطن قومي طائفي ينعزل في بضع قمم وأودية على حساب وحدة الوطن وسيادة دولته»؟
ولفت الخطيب إلى أنه «إذا أصبح نهج الاستباحة والابتزاز بالعيش المشترك مدخلاً مقبولاً لابتلاع الحق العام، فلماذا يتأخر اذاً مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وهو متولي وقف العلماء عن استعادة الأراضي والقرى والقصور التاريخية للأمراء المعنيين وغيرهم، والتي كانت وقفاً للعلماء إلى حين احتلال ولايات لبنان من قبل المستعمر الفرنسي الذي وزّعها بين الإقطاع والكنيسة»! متسائلاً: «لماذا لا تمارس الدولة مثلاً سيادتها على عقارات الكنائس الكاثوليكية في لبنان ومرجعيتها من زمن الانتداب دولة الفاتيكان الأجنبية؟».
وأضاف: «هذا في الوقت الذي ندين فيه أحد رموز 14 آذار لتشبيهه في مؤتمره الصحافي دولة الكيان الصهيوني بالدولة الوطنية اللبنانية في معرض مقارنته الملتبسة بين وضع يد المحتلّ على المشاعات الفلسطينية وحالة تأكيد الجمهورية اللبنانية لسيادتها على المشاعات في لبنان، نشدّ على يد وزير المال في قرارات تحفظ الحقوق الوطنية للدولة اللبنانية، ونأمل من كافة الجهات والمرجعيات إعادة الحقوق إلى ما كانت عليه قبل أن يعبث بها المستعمر الفرنسي، وكأنه كان يتابع حينها الغزوات الإفرنجية وكيف تخفى غاياته في كلمات جنراله غورو أمام قبر صلاح الدين بأنه «ها قد عدنا يا صلاح الدين»، وذلك لضمان وحدة مجتمعنا ونجاة وطننا».