البرلمان العراقي يسحب الثقة من زيباري
صوت مجلس النواب العراقي، أمس، على سحب الثقة من وزير المالية هوشيار زيباري، على خلفية اتهامات بالفساد المالي.
وقالت النائبة خولة منسي لـ«السومرية نيوز»: صوت مجلس النواب، بالاقتراع السري، على سحب الثقة من زيباري. مشيرة إلى أن 158 نائبا صوتوا بالموافقة على إقالة الوزير، فيما صوت 77 نائبا بالرفض. وتحفظ 14 نائبا على التصويت.
وكان البرلمان العراقي استجوب زيباري في 25 آب الماضي، بناء على طلب من النائب هيثم الجبوري، الذي قاد حملة استجواب وزير المالية في ملفات فساد، تتعلق بملف مصاريف حمايته وتأثيث منزله وتأجير منزل سكرتيرته، بمبلغ كبير. الأمر الذي اعتبره زيباري بمثابة «استهداف سياسي».
وصوت المجلس في 27 آب الماضي، بالأغلبية، على عدم قناعته بأجوبة الوزير. وحدد وقتها وفقا للسياقات البرلمانية، جلسة للتصويت على سحب الثقة من زيباري.
وتباينت مواقف الكتل النيابية حول الإقالة، إذ تحدثت مصادر مطلعة عن حصول اتفاق داخل «التحالف الوطني»، أكبر الكتل النيابية، على إقالة زيباري، فيما أصرت كتلة «التحالف الكردستاني» على التمسك بالوزير.
ميدانياً، استعادت القوات العراقية السيطرة على جزيرة حديثة، غرب الأنبار من «داعش». وبحسب القيادات الميدانية، فإن المرحلة الأولى من العمليات العسكرية، التي انطلقت أمس الأول، على ثلاث جبهات في الأنبار وصلاح الدين، انتهت بتطويق المناطق واقتحام القرى المتواجدة فيها «داعش».
وأوضح مصدر أمني، إن جزيرة حديثة تضم قرى الكصيريات والخالدية والعميرية. لافتا، إلى أن قطعات الجيش ومقاتلي العشائر، توجهوا نحو جزيرة البغدادي لتحريرها من تنظيم «داعش»، بعد إكمال تحرير جزيرة حديثة.
وأكد المصدر، أن القوات الأمنية في جزيرة الرمادي، تمكنت، بعد اشتباكات عنيفة، من دخول البوذياب وتطويق ثلاث مناطق فيها. وتحدثت المعلومات عن هروب عدد من عناصر «داعش» إلى خارج الجزيرة، باتجاه بحيرة الثرثار. وبالتالي، من بقي داخلها ما يزال محاصراً.
يأتي ذلك، في سياق العمليات العسكرية لتحرير المناطق الخاضعة لسيطرة «داعش»، التي أعلنتها الحكومة العراقية في الأنبار وصلاح الدين. والتي أثمرت تحرير العديد من القرى والمواقع الاستراتيجية.
وبدأت العمليات، الثلاثاء، لتحرير جزيرتي الرمادي وهيت، في محافظة الأنبار وقضاء الشرقاط، في صلاح الدين. حيث تحوّلت، هذه المناطق، إلى ساحة للمعارك التي خاضتها القوات العراقية والحشد العشائري والشرطة الاتحادية والمحلية، بإسنــاد من سلاح الجو العراقي.
وأثمر اليوم الأول من العمليات، عن اقتحام مداخل الجزيرتين في الرمادي، وتحرير المجمع السكني لشركة الحضر العامة وقرية المسيحلي والعيثة والجميلة، في قضاء الشرقاط.
وتتمتع هذه المناطق بأهمية استراتيجية، حيث تعد جزيرة الرمادي مصدر التهديد لمركز المحافظة والمناطق المحررة الأخرى. فيما تعد جزيرة هيت، مركز الخطر الذي يهدد هيث والبغدادي وحديثة. أما الشرقاط، فإن تحريرها يعني الإمساك بأهم مفاتيح تحرير الموصل، عبر تأمين طريق الإمداد نحو المدينة.
من جهة ثانية، أعلنت قيادة عمليات الجزيرة في العراق، عن تحرير مدينة القصيريات، في جزيرة البغدادي، بالكامل ورفع العلم العراقي فوق مبانيها. وفي الموصل، أفادت مصادر ميدانية بأن «داعش» يعيش حالة إرباك، مع اقتراب موعد عملية تحرير المدينة. وقالت: إن المناطق شهدت سلسلة حوادث واضطرابات، كان أبرزها إقفال مداخل المدينة وسط ظهور مسلّح لعناصر «داعش».
وفي سياق متصل، بدأ تنظيم «داعش» حفر خندق حول الموصل، لتعطيل تقدم القوات الحكومية العراقية التي تستعد لتحرير المدينة.
وحسب «ميدل ايست أونلاين»، عمل التنظيم جاهدا، هذا الشهر، على حفر خندق باتساع مترين حول المدينة. ووضع خزانات نفط بالقرب منها، لصنع نهر من النيران، يعطل تقدم القوات ويحجب الرؤية عن طائرات الاستطلاع. وفقا لما ذكره مسؤولون عسكريون عراقيون كبار وسكان من الموصل ومسؤولون محليون خارج المدينة.
وقال صباح النعماني، المتحدث باسم قوة مكافحة الإرهاب: إن خنادق النفط والأنفاق والهجمات الانتحارية لن تنقذ «داعش» من الهزيمة، لكنها ستجعل المعركة أكثر صعوبة. وأضاف: نحن واثقون من أن «داعش» سيقاتل حتى آخر عنصر من عناصره، لكي يبقى في الموصل.
وقال العقيد محمد عدنان الطائي، من الجيش العراقي: إن المتشددين يبنون الجدران، لجعل مطار الموصل غير مؤهل لهبوط طائرات فيه. وكانوا استخدموا الأسلوب نفسه، قبل فرارهم من قاعدة القيارة الجوية، على مسافة 60 كيلومترا جنوبي الموصل. وهي تستخدم كمركز لوجيستي في عملية الموصل.