خالد علوان… الجندي النهضوي
زهرة حمود
هو أيلول الذي أراده العدو شهر المآسي في بيروت، فكان شهر طرده مذعوراً من شوارعها.
هي أمّ الشرائع بيروت، لا ترتضي أن يدنّس أرضها اليهود، ومن رحمها انطلق الشهيد خليل عز الدين الجمل ليقاوم اعتداءات العدو من جهة الأردن، وعلى إسفلت شوارعها سارت مئات التظاهرات، تدعم الحق الفلسطيني حيناً، وتشيّع شهداء ارتقوا خلال مواجهة العدو اليهودي أحياناً.
فكيف يكون حال ابنها الذي نشأ على مبادئ أنطون سعاده، ذلك الزعيم الذي وضع أول خطة نظامية معاكسة، لمواجهة الخطة الصهيونية الهادفة احتلال أمتنا وإقامة دولتها المزعومة على كامل أرضنا.
كيف يكون حال خالد علوان ابن بيروت البار، الذي حمل عقيدة تساوي وجوده، وطالما مارس البطولة المؤيدة بصحة تلك العقيدة، وطالما خاض الحرب، ولم يخش الموت يوماً ولا عرف الفشل يوماً.
هو الشاب الأسمر الصامت، عندما ترى إليه تخاله محايداً، أما إذا تأملت عمق عينيه خلف سماكة زجاجتَيْ نظارتيه، يرتدّ إليك نظرك وقد تزوّد بطاقة من الصلابة والتصميم والشجاعة، تصاب بالدهشة وتتساءل من أين أتته كلّ هذه القدرة على التحدّي؟
هو ذا خالد علوان، الذي تصرّف ببساطة الحركة، وعمق الإيمان، وصلابة العقيدة، وشجاعة الجندي النهضوي، فاستلّ مسدسه ولقّن جنود العدو الدرس الذي لن ينساه جيشهم طالما هو محتلّ أرضنا في فلسطين. جنوده تجرأوا على مقهى رصيف الويمبي، وجلسوا يحتسون القهوة، لأنّ أسيادهم أخبروهم أنّ أهل لبنان لا يتقنون فن القتال، ومعهم سنعقد اتفاقية السلام قريباً، ولم يبلغوهم أنّ من بين ناسه مَن لا تيربطهم بالعدو اليهودي إلا لغة الحديد والنار.
خالد… أيها الفارس الأسمر، يا بطلاً من أمتي، في كّل عام نجدّد لك العهد، حتى تحرير فلسطين كلّ فلسطين من البحر إلى النهر.
وعلى طريق تجديد العهد يقيم الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً لإحياء الذكرى الرابعة والثلاثين لعملية الشهيد خالد علوان البطولية في مدينته بيروت، شارع الحمراء الرئيسي، ساحة الشهيد خالد علوان، الساعة السادسة مساء اليوم، ويتضمّن الاحتفال كلمات لكلّ من حركة أمل، المؤتمر الشعبي اللبناني، حزب الله والحزب السوري القومي الاجتماعي…