مواقف أثنت على إنجاز الجيش وعبّاس عرض مع الفصائل أوضاع المخيّمات وتأكيد فلسطيني على صون أمنها والجوار

بحث وزير الدفاع الوطني سمير مقبل مع قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتب الثاني في اليرزة العمليّة النوعيّة التي نفّذتها مديرية المخابرات، وأسفرت عن توقيف أمير «داعش» في مخيّم عين الحلوة الإرهابي عماد ياسين.

كما بحث الجانبان في أوضاع المؤسّسة العسكريّة واحتياجاتها المختلفة.

من جهته، استقبل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم في مكتبه، قبل ظهر أمس، وفداً من فصائل التحالف الفلسطيني في لبنان برئاسة أمين سر التحالف محمد ياسين، وتناول البحث الأوضاع في المخيّمات الفلسطينية، ولا سيّما الأوضاع الأمنيّة في مخيم عين الحلوة على ضوء الأحداث التي شهدها في اليومين الأخيرين.

وشكر الوفد اللواء إبراهيم، على «مراعاة أوضاع الفلسطينيّين النازحين من سورية إلى لبنان».

اجتماع الفصائل

بدورها، عقدت القيادة السياسيّة للفصائل الفلسطينيّة في لبنان اجتماعاً في سفارة دولة فلسطين، في حضور السفير أشرف دبّور وممثّلي الفصائل الوطنيّة والإسلاميّة، وتمّ البحث في أوضاع المخيّمات الفلسطينيّة.

وأكّد المجتمعون في بيان، «حماية الوجود الفلسطينيّ في لبنان، والمحافظة على أمن المخيّمات الفلسطينيّة واستقرارها»، مشدّدين على «تفعيل دور القوّة الأمنيّة المشتركة في مخيم عين الحلوة في ضبط الوضع الأمني وملاحقة العابثين بأمن المخيم وتوقيفهم ومحاسبتهم، وخصوصاً الذين يثبت تورّطهم في عملية الاغتيّال، وآخرها اغتيال الأخوين سيمون طه وعلي البحتي، وكلّ الشهداء في جرائم الاغتيال الآثمة وتسليمهم للعدالة».

كما أكّدوا حرصهم على «السّلم الأهلي في لبنان وتعزيز العلاقات الأخويّة اللبنانيّة الفلسطينيّة، وأنّ أمن المخيمات هو جزء من أمن لبنان، والفلسطينيّون عامل من عوامل الاستقرار والسّلم الأهلي»، مطالبين «الحكومة اللبنانيّة بمقاربة الوضع الفلسطيني في لبنان بكل جوانبه السياسيّة والإنسانيّة والاجتماعيّة والقانونيّة والأمنيّة، وإقرار الحقوق المدنيّة، وخصوصاً حقي العمل والتملّك بما يحفظ سيادة لبنان وحق العودة».

وثمّنوا «دور أهالي المخيّمات ومتابعة تحصين الوضع الأمني والتعاون مع الفصائل والقوى لوأد الفتنة وتعزيز الأمن والاستقرار، وخصوصاً في الأحداث الأخيرة التي جرت في مخيمات عين الحلوة والبص والبداوي»، مقدّرين «موقف إخواننا اللبنانيّين على كافة المستويات السياسيّة والعسكريّة والأمنيّة في تعاطيها مع موضوع المطلوبين الذين سلّموا أنفسهم من أجل إنهاء ملفّاتهم وعودتهم إلى حياتهم الطبيعيّة، وكذلك تسهيل حرية الحركة والتنقل وإدخال مواد البناء إلى داخل المخيمات».

وأشار البيان إلى أنّ «القيادة الفلسطينيّة قرّرت تشكيل وفد للقاء مدير فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد خضر حمود، تأكيداً على التعاون والتكامل من أجل حماية وصون أمن المخيمات والجوار، ورفضاً لأن تكون المخيّمات ممرّاً أو مستقرّاً للعبث بالعلاقات الأخويّة اللبنانيّة الفلسطينيّة. وكلّفت القيادة الفلسطينيّة اللجنة الأمنيّة العليا والقوة الأمنيّة المشتركة متابعة تنفيذ القرارات الصادرة»، موضحةً أنّ «اجتماعات القيادة السياسيّة للفصائل تبقى مفتوحة لمتابعة كافة التطوّرات».

وفي ما يتعلّق بـ«التصريحات المستهجنة» التي صدرت حول معارضة منح الجنسيّة اللبنانيّة لأبناء الأم اللبنانية المتزوجة من فلسطينيّ»، أكّد المجتمعون «حق العودة إلى فلسطين، والتمسّك بالهويّة الوطنيّة الفلسطينيّة ورفض التوطين»، آملين «التعامل بهذا الموضوع من مبدأ المساواة لكافة الأمهات من دون استثناء أو تمييز».

وإذ شدّدوا على «المطلب الرسمي الذي يعتبر إعمار مخيم نهر البارد مصلحة قوميّة وطنيّة أخويّة لبنانيّة كما هي فلسطينيّة»، أهابوا بـ«الدعم الأخوي العربي والدولي لتأمين الموارد اللازمة لإنجاز إعمار المخيم، تنفيذاً للوعود والتزاماً أخلاقيّاً وسياسيّاً لطيّ هذا الملف».

وأكّدوا «تمسّك الفصائل بكافة المطالب التي تضمنّتها المذكّرة الفلسطينيّة التي قُدّمت إلى إدارة وكالة أونروا في لبنان، وفي المقدمة منها استمرار تقديم الدعم والإغاثة والإيواء للنازحين من مخيّمات سورية إلى لبنان، إلى أن تنتهي الأزمة في سورية وتتوفّر لهم العودة الآمنة إلى مخيماتهم».

إشادات بالجيش

إلى ذلك صدرت مواقف نوّهت بالعمليّة النوعيّة للجيش باعتقال ياسين. وفي هذا السياق، أشاد الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد في تصريح، بالعملية، آملاً أن تؤدّي عمليّة التوقيف إلى الحدّ من قدرة هذه الجماعات وتهديد الأمن في لبنان وفي مخيم عين الحلوة وغيره من المخيمات.

وتابع سعد في بيان، «أنّ اعتبار ما يجري كل مرة في المخيم من إشكالات وتجاوزات فرديّة أو خلافات عشائريّة لم يعد يقنع أحداً. كما أنّ عبارات الشجب والاستنكار والإدانة لم تعد تُجدي نفعاً. فلقد بات من الواضح تمام الوضوح وجود مخطّط دولي وإقليمي تعمل في إطاره أطراف وجماعات لبنانيّة وفلسطينيّة، يستهدف جرّ المخيم إلى التقاتل الداخلي وإلى الصِّدام مع الجيش اللبناني بغية تدمير المخيم وإنهاء وجوده، لكونه يرمز إلى حق عودة اللاجئين إلى فلسطين. ولا يخفى أنّ شطب حق العودة يؤدّي إلى تصفية القضيّة الفلسطينيّة التي يحتلّ فيها حق العودة الموقع الأهم».

وتساءل سعد «ألا يذكِّر ما يجري في مخيم عين الحلوة بما سبق وأن حصل في مخيم نهر البارد؟ هل من صلات خفيّة لما يحصل في المخيم بالأزمة السياسيّة المستعصية في لبنان؟ وما هي علاقة كل ذلك بالصراع الدولي والإقليمي على بلادنا، وبما يخطَّط لمستقبل لبنان والمنطقة؟».

وختم سعد قائلاً: «الفصائل الفلسطينيّة والأطراف اللبنانيّة مطالبة بالارتفاع إلى مستوى المسؤوليّة التاريخيّة، فما يجري يمسّ مستقبل القضيّة الفلسطينيّة والشعب الفلسطينيّ، كما يمسّ الأمن والاستقرار في لبنان».

ونوّهت أمانة الإعلام في حزب «التوحيد العربي» في بيان، بـ«العمليّة النوعيّة للمؤسسة العسكريّة في مخيم عين الحلوة»،

وتوجّهت بـ«التهنئة من قائد الجيش العماد جان قهوجي ومن مدير المخابرات العميد كميل ضاهر على هذا الإنجاز العسكري والأمني الكبير، والذي هو رسالة واضحة بأنّ المؤسسة العسكريّة تمتلك الإرادة والقرار في هزيمة التنظيمات التكفيريّة المسلّحة، ومنعها من تحقيق أهدافها بتخريب البلد وإقامة الإمارات التكفيريّة ومشاريعها التدميريّة وإشاعة الفوضى والفتنة».

وأكّدت أنّ «الجيش اللبناني يتابع بخطى واثقة إنجازاته اللافتة بمحاربة الإرهاب، وتفويت الفرصة أمام المتربّصين بأمن البلد واستقراره».

بدورها، تابعت النائبة بهية الحريري تطوّرات الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة بعد الاشتباكات التي شهدها، فأجرت سلسلة اتصالات بعدد من المسؤولين الفلسطينيّين من أجل تهدئة الوضع، فتواصلت مع أمين سر «حركة فتح» وفصائل «منظمة التحرير الفلسطينيّة» في لبنان فتحي أبو العردات ومسؤول عصبة الأنصار أبو طارق السعدي، كما اتّصلت للغاية نفسها برئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد الركن خضر حمود وقائد منطقة الجنوب الإقليميّة في قوى الأمن الداخلي العميد سمير شحادة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى