غريب لـ «روسيا اليوم»: أحداث ميزوري أظهرت العنصرية تجاه الأميركيين من الأفارقة
أكد أستاذ العلاقات الدولية إدمون غريب في حديثه حول مقتل شاب أعزل أسود البشرة على يد شرطي أميركي في ولاية ميزوري الأميركية والطريقة التي تعاملت بها قوات الأمن مع المحتجين، «أن هذه الأحداث أظهرت أولاً الخلاف المتجذر الموجود بين الأميركيين من أصول أفريقية والذين يعيشون في المدن، وخصوصاً في تلك المناطق التي تعاني من ضغط الجريمة والمخدرات ومن قمع الشرطة ووجود هوة بينها وبين قوة الأمن والحكومة».
و أَضاف غريب: «هناك أكثر من 20 من سكان هذه المدينة يعيشون في فقر، وبالتالي هناك قسم كبير منهم أيضاً لم يحصلوا على تعليم عال وليست لديهم فرص حقيقية للحصول على وظائف».
وقال: «مدينة فيرغسون فيها ثلاث عناصر من الشرطة الأفارقة الأميركيين فقط من أصل خمسين، ورئيس البلدية ونسبة كبيرة من أعضاء المجلس هم من البيض، وبالتالي لا يوجد تمثيل حقيقي للأفارقة الأميركيين في هذه المؤسسات وهذه مشكلة حقيقية أيضاً».
وأضاف غريب: «يوجد عنصرية في أميركا مثل أي مجتمع في العالم وهناك فئات معينة يتمّ التمييز ضدها والنظر إليها نظرة دونية ربما بسبب الفقر وأنهم غير مثقفين ولا يشاركون في الحياة الاجتماعية والسياسية، ولكن ربما لا يزال بعض الأفارقة الأميركيين يدفعون ثمن العبودية إلى حدّ ما».
وقال: «بالرغم من هذه الأحداث يجب أن نأخذ بعين الإعتبار أنّ الولايات المتحدة قد تغيّرت، وغالبية البيض الأميركيين صوتوا لرئيس أسود مرتين ولكن تبقى هناك مشكلة العنصرية».
وشدد غريب على «أن هناك تغيراً في تعامل رجال الشرطة بموضوع الحفاظ على الأمن، وجزء من هؤلاء العناصر لا يعيشون في فيرغسون ولا يعرفون الناس»، لافتاً إلى «أن هناك حاجة ليكون أبناء ونساء رجال الأمن من أبناء مدينة فيرغسون لكي يستطيعوا التعامل بطريقة ودية ويحترمون بعضهم البعض، وهذا أمر مهم جداً ولكن وزارة الدفاع أرادت أن تتخلص من بعض أسلحتها فبدأت تعطي الأسلحة للشرطة في أماكن مختلفة، ليس فقط في المدن الكبرى بل في المدن الصغرى أيضاً حيث أعطيت دبابات وسيارات مصفحة ورشاشات تطلق 900 طلقة في الدقيقة وبالتالي هذه مشكلة كبيرة لأنها تغير طبيعة العلاقة، لأن بعض الأشخاص يريدون أن يعتقلوا وهم ليسوا رجال أمن يريدون أن يخدموا هذه المدينة والسكان فيها بل يريدون فقط فرض أنفسهم».