اتجاهات
نظام مارديني
عاتبني وبإصرار رئيس التحرير الأستاذ ناصر قنديل لغياب موقفي اليومي من الأحداث التي تواجه وطننا، وهو محق بعتابه، ولكنه يدرك أن في الكتابة «نقطة التقاء بين معطيين، ذاتي وموضوعي» على حد تعبير رولان بارت. قوامها اللغة التي هي «نظام من الإشارات التي تعبّر عن الأفكار» بحسب سوسير، فكيف ستأتي الأفكار وسط هذا الركام من «الخوف» الذي ينتابني على وطني وشلّ حركة عقلي وتفكيري.
فالخوف على فلسطيننا خوف أصيل وملازم لحراكنا الوطني والقومي، مثلما هو الخوف على لبنان والعراق وسورية، خصوصاً أن هذه الأحداث قد أفرزت تقسيمات جديدة تصيب هويتنا بشظاياها، وتكرس مفهوم فيديراليات الطوائف والإثنيات. هي تقسيمات خطيرة كانت ساكنة ومتلطية تنتظر من يطلقها من أعشاشها، وهو ما نفذه الاحتلال الأميركي للعراق في نيسان 2003.
كنت مؤمناً بكونفوشيوس حين قال يوماً: «إن الصمت هو الصديق الوحيد الذي لن يخونك أبداً»، وبعد وعدِنا لحضرة رئيس التحرير بفتح كوّة في جدار الصمت، أصبح للغة الكلام نبض حياة.
أسئلة عدة وجهتها محامية أميركية، تعمل في مجال حقوق الإنسان للرئيس الأميركي عبر التلفزيون الرسمي: «لا أحد يعرف ما هي مهمتك؟ لم تفعل شيئاً لإيقاف هذا الجيش الإسلامي المتطرف المدمر للأمم، وتقول إن فريقك كان يشاهدهم؟! نعم، أنا أيضاً أشاهدهم على شاشات التلفزة، ولم تحاول أن تساعد الشيعة ولا المسيحيين».
«مليون شخص هُجّروا، المساعدات الإنسانية مطلوبة، لكنك الآن ترسل مساعدات لأن أميركا ـ كما تقول أنت ـ لا يمكن أن تغمض عينها، الآن! أعتقد أنك كنت أعمى طوال الأشهر الماضية».
غير أن لتلك الأسئلة موجبات كانت قد أفرزتها الأحداث الدراماتيكية المتسارعة، التي تلت اقتراب عصابات «داعش» من حدود «إقليم كردستان»، وهو ما يطرح السؤال الآتي: من هم المواطنون الأميركيون الموجودون على أراضي كردستان الذين هبّ الى نجدتهم الرئيس أوباما، حين رنّ هاتف البيت الأبيض بعد منتصف الليل من أربيل تحديداً، حيث حذر المتحدث عبّر الهاتف الرئيس أوباما من أن «كل شيء بنيناه سيُكشف ويتعرض للتدمير، وسنشهد موقفاً أكثر صعوبة من سقوط برجي التجارة في 11 أيلول إن تأخرت النجدة؟».
……………….
خلجة
هي اللغة… لون آخر للحياة