حاربت المجاعة منفردة.. الطبيبة أشواق محرم .. كم يمنية مثلها؟!
بعد عامين من الصراع في اليمن والحصار الذي يفرضه ما يسمى «التحالف» الذي تقوده السعودية، منذ أكثر من 18 شهراً، هناك ملايين الجائعين في اليمن. بعضهم يموت من الجوع ببطء شديد، بسبب نقص الغذاء. ولكن طبيبة من مدينة الحديدة، التي تقع على ساحل البحر الأحمر، تفعل وحيدة كل ما بوسعها لإنقاذهم.
لم تشهد أشواق محرم خلال عملها طبيبة لعشرين عاماً، تدهوراً لأوضاع شعبها ومحيطها إلى هذه الدرجة المخيفة. تقول أشواق «أنا أشاهد الوضع نفسه الذي كنتّ أشاهده على التلفاز عندما ضربت المجاعة الصومال. لم أتوقع أبداً أن أشاهد هذا الوضع في اليمن».
عملت أشواق لسنوات مع المنظمات الدولية لتقديم المساعدة، ولكن معظم تلك المنظمات ترك البلاد بعد بداية الصراع في شهر آذار العام الماضي، وخفف من تبقى منها نشاطه بشكل كبير. لذا تقوم محرم الآن بتوزيع الأدوية والغذاء على نفقتها الخاصة مستخدمة سيارتها كعيادة متنقلة.
وتزور أشواق مدناً وقرى قرب الحديدة، وتشاهد مع من يرافقها من إعلاميين او مساعدين مناظر لا تخطر ببال أحدهم أبداً أنهم سيشاهدها في اليمن.
مدينة الحديدة، التي يسيطر عليها أنصار الله من ضمن معظم مناطق اليمن العام 2014، كانت إلى وقت قريب المدخل الرئيسي لسبعين في المئة من واردات اليمن من الأغذية. أما الآن، فهي لا تعاني فقط من الحصار، بل تضررت كثيراً أيضاً بسبب الضربات الجوية الدموية التي نفذتها قوات «التحالف». فقد تحطم ميناؤها، وتدمر تماماً منتجع سياحي بها كان يطل على البحر.
ويشكل الحصار والقذائف تهديداً مضاعفاً لمرضى أشواق محرم التي تقول «إذا لم تقتلك الضربات الجوية فسوف تموت بسبب المرض والجوع الشديد»، مضيفة «وأبشع طرق الموت تلك التي تسببها المجاعة».