«المنار»
رَهْنَ المحقّقينَ والمعنيّينَ بقيت اعترافاتُ عميدِ «داعش» في مخيمِ عين الحلوة عماد ياسين، أمّا المعروفُ للجميعِ بأنَّ رهانَ التكفيريّينَ بالتسلّلِ بين أعمدةِ الأزماتِ اللبنانيّةِ أفشلته يَقَظَةُ الأجهزةِ الأمنيّةِ من كسارة زحلة إلى مخيمِ عينِ الحلوة.
الوطنُ بعمومهِ مستهدَفٌ من الخلايا الإرهابيّةِ التي فَكَّكَتْها ضربةُ مخابراتِ الجيشِ النوعيّة أمس أمس الأول ، وشخصيّاتٌ وطنيّةٌ بالخصوصِ كانت تستهدِفُها خلايا ياسين الناشطة. أمّا مساعي الأحزابِ والشخصيّاتِ الوطنيّةِ والإسلاميّةِ اللبنانيّةِ والفلسطينيّة فقد أكملت الإنجاز، عندما أبقته نظيفاً، بعيداً عن ضريبةِ الدمِ التي حاولَ البعضُ تدفيعَها للّبنانيّينَ والفِلَسطينيّينَ كما عندَ كلِّ إنجازٍ أمنيّ.
إنجازٌ احترافيٌ كما وصفهُ قائدُ الجيش جان قهوجي، يؤكّدُ أنَّ الأوضاعَ الأمنيّةَ تحتَ السيطرة، وأنَّ الجيشَ قادرٌ على مواجهةِ الإرهابِ وحمايةِ الاستقرار.
في سورية، جيشٌ أثبتَ قُدرَتَهُ ولا زالَ على إلحاقِ الخسائرِ بالإرهابيّينَ ومشروعِهِم المَرعيّ إقليميّاً ودوليّاً، والجديدُ حملةٌ إلى شرقيِ حلب بدأها الجيشُ السوري مُنهياً المناوراتِ السياسيّةَ الأميركيّةَ التي لم تَستَطِع أن تُعَمِّرَ طويلاً، فعادَ الإنجازُ الميدانيُ ليكونَ الحاكمَ على المسارِ السياسي.
مسارٌ بدأت تبايناتُهُ بالظهورِ على المشهدِ الإقليميّ، وصولاً إلى الكلامِ العلنيِّ لوزيرِ الخارجيّة المِصري سامح شكري، الذي تحدّثَ عن تباينٍ مع السعودية حولَ طريقةِ حلِّ الأزمةِ السورية.
«أن بي أن»
بقدر ما أظهرت مخطّطات «داعش» خطورة بحقّ لبنان كما بيّنت اعترافات أميرها، بقدر ما اطمأن اللبنانيّون إلى قدرة جيشهم في إجهاض المشاريع الإرهابيّة.
اعترافات عماد ياسين أكّدت أنّ تنظيم «داعش» كان يخطّط لكرّادة جديدة في لبنان، أي مجازر إرهابيّة مروّعة أرادها أن تتكرّر في استهداف كازينو لبنان ووسط بيروت ومصرف لبنان ومحطّتي توليد الكهرباء في الجية والزهراني وسوق الاثنين في النبطية، وقوات الطوارئ الدولية ومحلات تجارية في ضبية ودوريات عسكرية وشخصيّات سياسيّة.
اعترافات أمير «داعش» أكّدت أنّ لبنان لا يزال في عين الإرهابيّين، ما يفرض تعزيز سبل المواجهة أولاً في دعم المؤسّسة العسكريّة وترجمة الثقة بالجيش قولاً وفعلاً، ومنع الشغور في قيادته.
تعزيز المواجهة الوطنيّة يفرض أيضاً إعادة تفعيل المؤسّسات التشريعيّة والتنفيذيّة المجمّدة لحسابات سياسيّة. أمن البلد وأمان المواطنين أكبر من أيّة مصالح مهما كان حجمها، ومن هنا ينطلق الرئيس نبيه برّي في تصميمه لعقد جلسات تشريعيّة عدّة مع بدء الدورة الثانية للمجلس التي تبدأ في أول ثلاثاء بعد 15 تشرين الأول المقبل، وستكون تلك الجلسات مخصّصة للقضايا الماليّة الملحّة لتدارك الأخطار التي تتهدّد البلد ولا تتحمّل أيّ تأجيل.
أمام حجم تلك المخاطر، لا يتوقّف عقد الجلسة عند أيّ ميثاقيّة، بل الانعقاد بحاجة إلى 65 نائباً، فهل تمضي الحكومة أيضاً بجلساتها بعد عودة الرئيس تمام سلام من نيويورك.
لبنان الذي بدأ يصرخ في أزمة النازحين يترقّب الأوضاع السوريّة، الجيش السوري مضى في طريق تحرير حلب وأنجز مساحات من شرق المدينة المحتلّ في خطوة مهمّة تطبيقاً لخطة عسكريّة محكمة يواكبها الروس جواً.
المشهد السوري يتلخّص بتقدّم الجيش السوري في حلب.. مصالحات وتسويات في أرياف حمص ودمشق ودرعا.. استعدادات عسكريّة لاستكمال عمليات الجيش في الجنوب، وبوادر أزمة وجوديّة بين المجموعات المسلحة في الشمال تبدّت من خلال الفتاوى والتحريم المتبادل بين حركة أحرار الشام المدعومة تركيّاً وجبهات تكفيريّة أخرى لا تريد قتال «داعش»، بل التفرّغ لمواجهة الجيش السوري.
من هنا، تبدو الأسابيع الجارية حاسمة ميدانيّاً في سورية، ولا سيّما في حلب والشمال.
«او تي في»
تماماً كما كان 23 أيلول 1982 تاريخ نهاية العهود الرئاسيّة الطبيعيّة في لبنان، كذلك يبدو 23 أيلول 2016 وكأنّه تاريخ نهاية أسبوع، ونهاية شهر ونهاية فصل وختام مرحلة. غداً اليوم يعود تمام سلام… مطلع الأسبوع المقبل، سيحاول الرجل إحياء حكومته وهي شبه رميم. بعد المحاولة يحلّ أربعاء 28 أيلول، موعد اللاجلسة، للارئيس، في اللاجمهوريّة واللا دولة … في اليوم التالي، وتحت جنح ليل وظلام، يقوم سمير مقبل بتهريبته الأخيرة وزاريّاً، بعدها يطلّ تشرين الخريف ومعه بواكير العواصف. ميشال عون يدرس خياراته الميثاقيّة الوطنيّة، ونبيه برّي يدرس إمكاناته التشريعيّة بمن حضر، وسعد الحريري يدقّق في قدرات عودته وقراره واستقراره واستقلاله. وسط تلك الرمال المتحرّكة يكتفي الخارج الوصيّ علينا برسم خطّين أحمرين: الأمن والمال… ممنوع مسّهما كي لا ينشغل الخارج بنا، وهو مشغول عنّا أصلاً بألف هم وأولوية.. خطان أحمران ممنوع خرقهما دولياً، لكن هل من يعلن وطنياً أنّه ممنوع الاستثمار فيهما أيضاً، لا بحجج رواتب ولا بضجيج إرهاب؟! على الأقل، كي نظلّ ديمقراطيّة برلمانيّة لا جمهورية موز، ولا جماهيريّة عسكريتاريّة ديمقراطيّة برلمانيّة، تبحث عن عقدها الميثاقي مع عقد برلمانها الخريفي. فماذا سيفعل أهل ساحة النجمة؟ الجواب في تقرير خاص ضمن نشرة الـ»أو تي في».
«الجديد»
تبيح الحرب السياسيّة في لبنان استخدام الأسلحة المحظورة محليّاً بما فيها الأوراق المصرفيّة لتدخل حسابات التمديد بالحساب الجاري ماليّاً وإرهابيّاً على حدّ سواء، فقائد الجيش العماد جان قهوجي أودع في الرصيد إنجازاً بحجم قطف رأس «داعش» الذي كان يخطّط لاغتيالات في الجنوب يتقدّمها استهداف الرئيس نبيه برّي وسوق النبطيّة وشخصيّات رفيعة، لم يعزل هذا الصيد الثمين عن محيطه السياسي، وتزامن وكشف حساب تضمّن إعفاءات لقهوجي من التقيّد بسقف المبالغ المستثناة من استمارة عمليّات الإيداع النقديّة، والسياسة سلف ودين. آثر قائد الجيش الردّ في ميدانه فجال على الوحدات العسكريّة، مؤكّداً أنّ الجيش قادر على مواجهة الإرهاب بمعزل عن محيط لبنان المضطرب، وحرص على الإشادة بالعمليّة التي وصفها بالنوعيّة الدقيقة والاحترافيّة لاستخبارات النخبة وأدّت إلى توقيف أمير «داعش» في مخيم عين الحلوة، ما جنّب البلاد تفجيرات دموية.
وما لا يُقال في الميدان تكشف عنه المصادر، إذ تقول إنّ قائد الجيش رفض طلب الاعفاءات المصرفيّة وردّ الطلب موجود لدى إدارة المصرف، وسوف يبرزه بعد يومين. أمّا المصرف المذكور في مقال الزميل إبراهيم الأمين، فإنّ ليس هناك من حسابات أصلاً، لا لقائد الجيش ولا لأبنائه.
وإذا كان الوطن قد تعافى بضربة استباقيّة، فإنّه يتلاطم بالضربات السياسيّة من خدّ إلى خدّ من دون أن يستحي زعماؤه أو ينتابهم أي وخزة ضمير مفاجئة. صيتنا السيّئ الذكر أصبح على المنابر الدوليّة، حيث لم يتوانَ رئيس الحكومة تمام سلام أمام الجمعيّة العموميّة للأمم المتحدة عن الاعتراف بالهزيمة وتحميل مجلس النوّاب اللبناني مسؤوليّة التعطيل، قائلاً إنّ بلدي لبنان يعيش أزمة سياسيّة حادّة عنوانها عجز مجلسنا النيابي منذ أكثر من سنتين ونصف عن انتخاب رئيس للجمهوريّة، لم يشعر أحد بأنّه معنيّ هنا، وكلّ يمضي إلى معركته على أبواب جلسة 28 من الجاري غير المنتجة لشبح رئيس، فيما يتقلّب العونيون على خيار الشارع كسلاح أخير في تشرين، ولكن أيّ شارع هذا الذي سيفرض التغيير؟ فاللبنانيّون اختبروه مليوناً بمليون، والتيار الوطني تحديداً لجأ إلى هذا الخيار من دون طائل. وعليه، ربما وجب تغيير الطرح ونقل الضغط من الشارع إلى السلاح الأقوى وهو التهديد بالاستقالة من مجلس النوّاب في 13 تشرين، وما دام الجنرال عون يعتبر مجلس النوّاب مؤسسة غير شرعيّة ونوّابه لم يوافقوا على التمديد الذي فُرض عليهم، فلماذا لا يرفضون الوكالة ويصحّحون الخطأ بالاستقالة؟ فإمّا أن يُنزلوا عنهم ورقة التين الزرقاء، وإمّا أنّ الكتلة البرلمانيّة العونيّة سوف تكون شريكة في الجرم.
«ال بي سي»
غريب هذا البلد، ما من مناقصة تجري فيه الا وتصاحبها فضيحة، هكذا حصل في باركينغ المطار، وهكذا حصل في المعاينة الميكانيكية، وهكذا جرى في الكوستا برافا، وهذا ما جرى اليوم أمس في فضّ مناقشة جمع ونقل النفايات في كسروان والمتن الشمالي.
في مناقصة باركينغ المطار، بوشر التطبيق على رغم اعتراض مجلس شورى الدولة، في المعاينة الميكانيكيّة تمّ السير بالنتائج على الرغم من الاعتراضات، في الكوستا برافا جرى تخفيض السعر 12 مليون دولار من دون تعديل السعر الأوّل ثمّ تخفيض السعر، واليوم أمس فُضّت عروض جمع ونقل النفايات في كسروان والمتن الشمالي، فانخفض السعر المقدَّم من 41 دولاراً للطنّ الواحد إلى 27 دولاراً للطنّ، أي بانخفاض 14 دولاراً للطنّ الواحد، علماً أنّ الشركة الفائزة ستجمع وتنقل 1100 طنّ يومياً، فكيف تخلّت عن نحو ستة ملايين دولار سنويّاً؟ ومن أجل ماذا؟
جملة من الأسئلة تُطرح حول الإعلان عن نتائج المناقصة اليوم أمس ، لماذا تأخر إعلان النتائج من حزيران الماضي حتى اليوم أمس ؟ كيف انخفض السعر من 41 دولاراً للطنّ إلى 27 دولاراً للطنّ؟ كيف تزامن إعلان النتائج مع إعلان رئيس بلدية غوسطا عن قرب التوصّل إلى معالجة نصف نفايات كسروان في معمل في المنطقة وحصوله على موافقة مبدئيّة من وزير الداخلية؟
والسؤال الآخر، كيف جرى الإعلان عن معمل كسروان من دون حضور رئيس اتحاد بلديات كسروان، ومن دون الإشارة إلى شرط موافقته؟
كثيرة هي التساؤلات حول ملف النفايات، والأجوبة لا تبدو متوفّرة كليّاً وبطريقة شفافة.
«ام تي في»
يعود رئيس الحكومة من نيويورك السبت وفي جعبته الكثير من التوصيات الحازمة والوعود بمساعدة لبنان على تثبيت وضعه الأمني والتخفيف من ثِقل النزوح السوري.
أمّا التوصيات، فتتقدّمها حتميّة انتخاب رئيس بجهد لبناني جدّيّ، لأن لا حلول مرتجاة تأتيه من الإقليم المشتعل، لكن الواقع مغاير، فالرئيس سلام حائر يدعو مجلس الوزراء إلى الاجتماع أم لا يدعوه، وإن فعل فمن باب عدم الرضوخ للتعطيل، والجلسة شكليّة وستخلو من القرارات الهامة.
في الأثناء، انشغل الجيش بتثبيت استقرار عين الحلوة بعد قبضها على الـ»داعشي» عماد ياسين، في وقت أكّد وزير الدفاع للـ»أم تي في» أنّه حسم التمديد لقائد الجيش ووجد التخريج لموقع رئيس الأركان.
في سياقٍ متّصل، يواصل التيار الحر استعداداته لخوض تجربة الشارع بعدما أُقفلت في وجهه السّبل لإيصال العماد عون في الجلسة الرئاسيّة المقبلة.
إقليميّاً، أعلن بشار الأسد حرباً شاملة على شرق حلب، في مؤشّر على فشل موسكو وواشنطن في التوصّل إلى اتفاق الحدّ الأدنى على تمديد الهدنة هناك.